تدور أحداث المسرحية حول شخصيتان فقط هما "ويني" التي لا تكف عن الكلام طوال الوقت، إلى جانب زوجها "ويلي" الذي لا نسمع منه سوى كلمات قليلة، حيث ترى "ويني" أنها مدفونة طول الوقت حتى وسطها خلال الفصل الأول، لكى نرى الإنسان مقيد في حركته ويحاصره الملل من كل جانب.
أما في الفصل الثاني فإنها مدفونة أيضا حتى عنقها، ويظهر "ويلي" على فترات من وراء "الربوة" زاحفا على يديه وقدميه، فتتحدث "ويني" عن ذكرياتها القديمة وعن أدواتها التي تخرجها من حقيبتها، كفرشاة الأسنان، والمرآة، وتحادثها وتستعيد بعض ذكرياتها معها وقد تنفعل عليها فتمزقها أو تكسرها كما نراها كسرت مرآتها وأشعلت النار في شمسيتها، إلى جانب حديثها مع "ويلي" عن نفسها طول الوقت، قلما يتجاوب معها وهذا ما يؤكد على انعدام التواصل بين الناس وشعور الإنسان بعزلته في الحياة.
فقد يبدو هذا العمل بأن معظم أجزاءه تميل أقرب إلى المونودراما، لم تكن الأحداث التي تجترها ذاكرتها سوى أحداث تافهة هي أيضا فالماضي لا قيمة فيه والحاضر لا يحمل جديدا غير مزيد من الملل والقيود فماذا ننتظر من المستقبل، وتكرر "ويني" طوال الوقت قائلة: "يا له من يوم سعيد".
"أيام سعيدة" من إنتاج مجموعة تياترو لدولة إيطاليا، ويشارك في بطولة العمل ريتا جنليز، وتوماس فييان، تأليف الأيرلندي الفرنسي صمويل بيكيت، من إخراج اندريو جوماناس.
يذكر أن هذا العمل من بين العروض المسرحية المشاركة في الدورة الأولى لمهرجان المسرح العالمي أون لاين، وتحمل اسم الفنان الراحل جورج سيدهم، والتي انطلقت فعالياتها في الفترة من 27 مارس الجاري وتستمر حتى 31 من الشهر نفسه.
