الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"كوم الأطرون".. قرية مصرية تضرب أروع الأمثلة في التكافل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كعادة هذا الشعب الطيب وخصاله التي تتنزل بها الرحمات وتنجلي بها الأزمات.. انتفضت قرية كوم الأطرون مركز طوخ. القليوبية. تلك القرية التي تتابعت فيها الأجيال تحمل على عاتقها هموم قريتها وكأنها على قلب رجل واحد، أسماء كثيرة وتاريخ حافل من التآزر في كل مرة يجسد ملحمة تاريخية ويخلد قصة جديدة يرويها الأبناء.. قرية تنفتح أبواب بيوتها ويتسارع أهلها إلى سبل الخير بخطى متسارعة تحت مظلة الرحمن لا حزب يوجه ولا جهة ما تدعم، كل يعطي على قدر سعته وليس هناك دليل أبلغ على ذلك من أرغفة العيش التي ظهرت ضمن المواد الغذائية التي تم جمعها.
كتيبة عمل لا تعرف الراحة منذ بداية أزمة "كورونا" بل وقبلها حينما أقدم بعض الشباب على إنهاء إجراءات شراء قطعتي أرض لبناء مجمع مدارس وتمكنت قرية معظم أهلها من عمال اليومية من جمع مبلغ كبير من المال.
في محنة السيول لم يتوان بعض الشباب في الخروج لفتح كل بالوعات الصرف الصحي في القرية وتصريف مياه الأمطار دون أن يراهم أحد فمرت القرية من الأزمة دون أضرار.
ومع بداية أزمة كورونا قسم الشباب أنفسهم مجموعات لتطهير القرية يوميا، وجمع مبلغ ليس بالبسيط لدعم عمال اليومية وتوزيع شنط غذائية.
كخلية نحل لا يهدأ شباب القرية فكل يوم يدأبونا على فعل ما بدءوه سرا وعلانية، وكثر هم من يفعلون في الخفاء غنيا وفقيرا يطرقون الأبواب ويتدافعون إلى كسب ود الله في ظرف نحن أحوج ما فيه إلى رحمات السماء.. روشتات أدوية تدفع سرا في الصيدليات وتجهيز عرائس يفعلها بعض الأثرياء سرا.. عامل ومهندس وطبيب ومدرس ومحامي وصحفي ورجل شرطة وتاجر وطالب وشباب وشيوخ ونساء وأطفال كلهم كتف بكتف كبنيان مرصوص يسطرون عنوانا واحدا "عظمة المصريين".
وإذا كان ليس بين الأهل فضل ففي الشكر حب وتواد وتشجيع وامتداد.. فشكرا لكم.. لك من ربت على قلب أخيه ولو بكلمة.. شكرا للأصلاء النبلاء العطاءين المانحين المتعاونين أبناء قريتي العظماء.. شكرا لكل شاب عرف قدر أهله واقتفى الأثر في الخير ووضع إطارا من الأدب حول اسمه واسم عائلته.. شكرا للداعمين والمخفزين والمنفقين والمتوفقين على ضحل الخصال.. ستمر الأزمة وستبقى أسماؤكم في سجلات الخالدين بفعل لن يمحيه الزمان.