السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أدباء تحت الحظر.. كيف يقضي الكُتّاب أوقات العزلة؟.. مثقفون: فرصة لإعادة ترتيب الأوراق والمشروعات المؤجلة

الكاتب صلاح فضل والشاعر
الكاتب صلاح فضل والشاعر جمال عبدالرحيم واحمد مرادوحسين حمودة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لحظات العزلة والوحدة أصعب اللحظات التى يمر بها أى إنسان عادي، فما بالك وأن العالم كله أصبح في معزل عن بعضه البعض المطارات أقفلت أبوابها، والبلدان أغلقت حدودها، ورغم ذلك فالكل أصبح على قلب واحد، يحملون نفس الهم تنبض قلوبهم بنفس دقات الخوف، والقلق من المجهول، هذا ما فعله فيروس «كورونا» أو كوفيد 19 بالعالم. وفى مثل تلك الظروف يكون للأدباء والمثقفين رؤية أعمق فهم نبض الأمة القارئ للأحداث، يرسمون بأناملهم وكلماتهم أحلام الجميع، فمن منا لا يرى نفسه بين سطور أبيات الأشعار، أو بطلًا من أبطال الروايات، أو وجهة نظر يحملها ناقد بعمق التجربة والنظرية، والجميع يتساءل كيف يقضى هؤلاء الأدباء أوقات العزل الإجباري، فهل يمرون بنفس التجربة؟ فهم دائمًا ما يفضلون العيش بمعزل عن المجتمع، أو أن خلوهم بذاتهم عادة ما يصاحب عملية الإنتاج الإبداعي. في هذا الأفق العام وخصوصيته لدى الأدباء كان لـ «البوابة» حوار مع عدد من الكتاب والأدباء والمثقفين عن هذه الفترة الصعبة التى يمر بها العالم، فما بين دفء الأسرة، وأمهات الكتاب، وإنجاز المشروعات المؤجلة، وكتب التاريخ، يقضى الأدباء أوقاتهم في فترات العزل والحظر.  


صلاح فضل: «فيسبوك» خفف وطأة الوحدة 
قال الكاتب والناقد الكبير الدكتور صلاح فضل: «بالنسبة لى لا أستطيع أن أصف الموقف في شكله البسيط، لأنه مركب من عناصر عديدة، أهمها القلق على مصير الناس، وظروف الوباء والرجاء بقرب انكشافه، وزوال غمته، ويمازج ذلك شيء من الضيق، بالوحدة المفروضة، لأن وحدة الكاتب لا بد وأن تكون اختيارية، فإذا فرضت عليه كانت أشبه بالسجن منها بالخلوة الإبداعية». 
وأضاف «فضل»: «معاناة الكاتب هذه الوحدة أقل كثيرًا من غيره، لأنه تعود على صحبة كتبه، ورفقة أحبائه من المؤلفين، ولم يتخذ موقفًا قصديًّا، كالذى كان يشير إليه الشاعر في قوله «مِلت للكتب وودعت الصحاب، لم أجد لى وافيًّا إلا الكتاب»، بل هو اضطر إلى الائتناس بالكتب أسفًا وحزينًا لأنه محروم من لقاء أصحابه، ولو ليودعهم، فلحظات الاضطرار لديه مختلفة عن غيره، ولا فرصة لديه للملل ولا وقت للضياع، فدائمًا على مكتبه عشرات الكتب تناديه، ولا يستطيع لها إلا جوابًا، فإذا ما وهب شيئًا من العزيمة استطاع في لحظات الحظر أن يتصفح بعدها، ويستغرق في بعضها الآخر، لكن دون أن يفارقه وخز الألم والقلق والرغبة في الاطمئنان على أهله وصحبه ومواطنيه، والشغف بأن يعرف من سر هذه الجائحة والإجابة عن سؤالٍ يزعجنى إلى درجة كبيرة، وهو ما سيدخلنا في عصر الحروب البيولوجية أم أنه مجرد بلاء سوف ينزاح بسرعة».



أحمد مراد: قراءة وكتابة بصحبة أطفالى
قال الكاتب أحمد مراد إنه يقضى وقته خلال فترة العزل ما بين القراءة والكتابة، والجلوس بمصاحبة أطفاله، وأضاف: أقضى الوقت في التسلية مع أولادى ونقوم باللعب والقراءة، وقضاء وقت ممتع معا، هذا بالإضافة إلى متابعة دروسهم «أونلاين». 
متابعًا: «أنا ملتزم بالتعليمات، لأن الخطر كبير ولا يمكن الاستهانة به مطلقًا، وأعمل من البيت، كما قمت بإلغاء الكورس التعليمي، كما توقف تصوير الفيلم الذى أعمل به». مختتمًا: «أنا سعيد أننا بدأنا نثق فيما تقوم به الدولة من إجراءات وأن هذا الشيء لم يكن يحدث من قبل، وأتمنى أن يمر هذان الأسبوعان على خير».



طارق إمام: مواصلة كتابة روايتى الجديدة
قال الروائى طارق إمام إنه: «من الممكن أن تكون فترة العزل التى نمر بها جميعًا الآن هى فترة إنجاز الأعمال التى لم تسعفنا الحياة ومشاغلها على إنجازها، وظهورها للنور، هكذا هو حال الأدباء والكتاب، إذا تُعد فترة الانعزال في المنازل بمثابة الفرصة الذهبية التى يتم إعادة ترتيب الأوراق». مؤكدًا: «ربما لأننى إجمالا كثيرًا ما أبقى في البيت لأيام كاملة، لم يجئ الحظر كقرار شديد الصعوبة بالنسبة لي، فأنا أقضى يومى بين القراءة، التى تلتهم نصيب الأسد، وحاليًّا أنا في مرحلة كتابة نقدية لأعمال انتهيت من قراءتها، كما أتممت عدة مقالات كنت بدأتها قبل فترة عن أعمال إبداعية ما أراها ميزة عظيمة للحظر، الذى أفضل أن أسميه العزلة!».



حسين حمودة: الجلوس في البيت جزء من العمل
قال الدكتور الناقد حسين حمودة: «بالنسبة لى الجلوس في البيت كان ولا يزال جزءًا من العمل، حتى في أيام الإجازات، والجديد الآن هو أننى أعمل من البيت طوال الأسبوع، وليس يومين فقط». 
وأشار «حمودة» إلى أن عمله في جامعتين يجعله مستمرا في عملية التدريس ولكن عبر الإنترنت، بالإضافة إلى مشاركته في بعض اللجان، والتى يتفاعل معها أيضًا عبر الوسائل التكنولوجية، كما يقوم بالتحكيم في بعض الجوائز والتى يعكف على قراءة الأعمال المقدمة المكتوبة ورقيًّا، قائلا: «المشاغل هى ولكن الوسيلة فقط هى التى تغيرت». أما عن رؤيته فيما تبذله الدولة من جهود لمواجهة فيروس كورونا أوضح الناقد حسين حمودة: «أتصور أن الدولة تؤدى دورا مهما وفعّالا من خلال الإجراءات والتدابير والقرارات التى أصدرتها، والأمل في أن يلتزم الجميع بهذه الإجراءات».
أعمل من البيت طوال الأسبوع، وليس يومين فقط.. وأتمنى أن ينتهى هذا الخطر في وقت قريب.




يسرى حسان: إعادة ترتيب الأوراق والاستمتاع بدفء الأسرة
أكد الشاعر يسرى حسان أنه يقضى فترة العزل في إعادة ترتيب الأوراق، واستكمال بعض الأعمال التى لم تستكمل، وكذلك قراءة بعض الأعمال المعلقة بسبب الانشغالات.
وأضاف «حسان» أنه يستغل تلك الفترة في الاستمتاع بدفء الأسرة ونكد الزوجات الذى يزداد كما تعودنا منهن في أوقات الأزمات، حيث قال: «وبالنسبة لى فللأسف الشديد تسير الحياة كما هى خاصة وأننى أمتهن مهنة الصحافة بجوار كونى شعارًا، فالصحفيون لا ينطبق عليهم الحظر، ولو أنى كنت أتمنى أن يتم تطبيقه».


مختار عيسى: قضاء الوقت مع أسرتى
قال الكاتب مختار عيسى، إنه يتابع الجهد الكبير الذى تبذله القيادة السياسية ورغم تشكيك الخونة معدومى الضمائر فاقدى الإحساس، إلا أن جهود الحكومة والدولة بارزة. وقال إنه يقضى يومه كأى إنسان مصرى يخشى على ذويه ونفسه ويتابع المستجدات، حيث قال: أحاول الالتزام قدر الإمكان جهدى بأساليب الوقاية لى وألا أكون سببا في أذى لآخر، كما أتابع قراءة بعض الكتب وأراجع عددا من مقالاتى ودراساتى النقدية استعدادا لتقديم كتابى النقدي.
واستكمل: «كما أنتهزها فرصة للجلوس مع أسرتى زوجتى وأبنائى وأحفادى الذين شكوا كثيرا من غيابى عنهم لانشغالى بالعمل التطوعى نائبا لرئيس مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر مع زملاء أعزاء».
أحاول الالتزام قدر الإمكان جهدى بأساليب الوقاية لى وألا أكون سببا في أذى لآخر، كما أتابع قراءة بعض الكتب.





نبيل فاروق: العزلة ليست غريبة علىَّ فأقضى معظم أوقاتى في عزلة دائمة
قال الكاتب نبيل فاروق إن فترة العزل بالنسبة له، لا تمثل أى إشكالية، بحكم أنه يقضى معظم أوقاته في عزل، ما بين المنزل والمكتب، والكتابة حيث قال: «أنا شبه معزول طوال العام، ومن عادتى أننى لا أخرج، وأن فترة العزل لا تمثل أى إشكالية». 
وعن كونه أحد كتاب الخيال العلمى كيف يرى الخطر الذى يهدد العالم؟ وعما إذا توصل أحد كتاب الخيال العلمى إلى مثل هذه الأحداث في كتابتهم قال: «في الحقيقة لم يصل أى من كتاب الخيال العلمى بأن يتنبأ بمثل هذا الاجتياح العالمى لحد الأمراض، فأغلب الكتابات التى احتوت على مرض يهدد العالم، كان نطاقه محدودا إما بمنطقة أو ولاية، ولكن أن يصل إلى العالم أجمع، فلم يحدث هذا مطلقًا، وأتوقع أن ينتهى فيروس كورونا فجأة كما ظهر فجأة ولكن بعدما يحصد معه آلاف الضحايا من الأبرياء».
أنا ملتزم بالتعليمات، لأن الخطر كبير ولا يمكن الاستهانة به مطلقًا، وأعمل من البيت، كما قمت بإلغاء الكورس التعليمي.





سهير المصادفة: قراءة كلاسيكيات الأدب 
قالت الأديبة الدكتورة سهير المصادفة: أعود هذه الأيام إلى قراءة كلاسيكيات الأدب مثل دون كيشوت لثرفانتس، والأعمال الكبرى التى تمثل أعمدة المكتبة العربية مثل «نهاية الأرب في فنون الأدب» للنويري». وأكدت سهر المصادفة أنها تعمل الآن على استكمال مشروع ترجمة لبعض الحكايات الروسية الشعبية، بالإضافة إلى الاستمرار في كتابة روايتها السابعة، والتى ستكون جاهز قريبًا إذا استمر هذا الإلهام، على حد قولها. 
وأشارت إلى أن وتيرة العمل أيضًا لا تتوقف برغم ظروف العزل حيث تقوم بالمواظبة على كتابة المقالات الثابتة، كما تشاهد الكثير من كلاسيكيات السينما العالمية والمصرية، والتى كانت لا تجد وقتًا لمشاهدتها قبل ذلك، وتستغل تلك الفرصة أيضا في التواصل مع أصدقائها وقرائها عبر الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي.






الشاعر كمال عبد الرحيم: القراءة هى الملجأ
أكد الشاعر كمال عبدالرحيم، أن أكثر المواطنين في حاجة إلى العزلة هم المبدعون؛ فالوقت رغم اتساعه ولكنه يضيق على المبدع الحقيقى الذى يجب أن يقسم وقته بين القراءة والكتابة، موضحًا أن المبدع الحقيقى هو الذى يقضى ثلاثة أرباع وقته في القراءة، بينما الربع المتبقى يستثمره في تنفيذ مشروعاته الأدبية.
وتابع عبد الرحيم: «ورغم أن هذه العزلة فرضت على العالم بفعل فيروس لعين جعل العلم يعيش في رعب وفزع، موضحًا أنه مع هذا فأنا اخترت أن أعطى ظهرى لذاك الفزع ليس شجاعة وإنما انشغالا بما كنت أود ان أنتهى منه في أوقات الفراغ».
وأشار إلى أنه يعيد في فترة العزلة ترتيب أوراقه، قائلا إن هذه الأيام أعيد قراءة كتاب «نكون أو لا نكون» للمفكر الدكتور فرج فودة، حيث إن هذا الكتاب حقيقة مؤداها أن المفكرين أيضا هم أنبياء كل عصر؛ والكتاب عبارة عن مجموعة مقالات جمعها، وكانت هذه المقالات تتنبأ بتنامى الإسلام السياسي،حيث انتشر في ثمانينيات القرن الماضى شعارات مثل «الإسلام هو الحل»، وهذا دعا المفكر فرج فوده أن يحذر من تنامى الإسلام السياسى وهو ما حدث بعد اغتياله بأيدى المتأسلمين أنفسهم. وأوضح عبدالرحيم، أنه بصدد الانتهاء من بعض المشروعات الكتابية التى بدأها منذ شهور، مضيفًا أنه بدوامة العمل بالتدريس التى تعطل الإبداع إلى حد ما أو تؤجله.، حيث قال: «لذلك أعود إلى هذه الأعمال محاولا الانتهاء منها في فترة العزلة التى فرضت على العالم أجمع، فهناك ديوان شعر مخطوط ما زال في مرحلة التنسيق، ربما أسميه «جاء في سنني» كذلك هناك مسرحية شعرية ما زالت في طور الكتابة أرجو أن أنتهى من هذه الأعمال».






منير عتيبة: أستغل الوقت مع زوجتى وبناتى
قال الأديب منير عتيبة، مدير مختبر سرديات الإسكندرية، إنه يستغل أوقات العزلة في قضاء وقت أكبر في المنزل، هو ما نتمناه طول الوقت، فلماذا يصرخ البعض عندما يتاح ذلك حتى لو كان مفروضا لظروف استثنائية؟
وتابع عتيبة قائلا: بالنسبة لى هى فرصة جيدة لأقضى وقتا أكبر مع زوجتى وبناتى ملك وسلمي، وفرصة أعظم لأن أعود طفلا عندما تلاعبنى سلمى. وأضاف أن وقت العزلة فرصة جيدة لقراءة كتب لم يكن هناك وقت لقراءتها، خاصة وأنه أكثر ميلا للقراءة من الكتابة، وقد قام بقراءة عدد من الأعمال الروائية، وهو يعكف حاليا على قراءة كتاب تاريخي ضخم. وتابع «أعكف الآن على قراءة كتاب عن حياة هولاكو، وزوجتى تضحك وتقول هو أنسب شخص تقرأ عنه أثناء الوباء».





شاكر عبدالحميد: فرصة لإنجاز مشروعاتى المتأخرة
أشاد الناقد الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة الأسبق، بجهود الدولة المصرية في مواجهة فيروس كورونا، حيث قال: «إن الدولة تتخذ إجراءات ممتازة وأداء محترما، كما نتمنى أن يتم الاهتمام بالناس والعمالة غير المنتظمة، أو الذين يحصلون على أجور ضعيفة، وأرجو أن يتم تخصيص جزء من ١٠٠ مليار جنيه الذى تم تخصيصها لمواجهة الفيروس بأن يذهب لهؤلاء العمال، أو الذين يعملون باليومية». وعن كيف يقضى أيام العزلة أوضح عبدالحميد أنه ينتهز تلك الفرصة لإنجاز بعض المشروعات المؤجلة، والتى كانت تحتاج إلى وقت، كما أنه يقوم الآن بقراءة بعض الأعمال الإبداعية والتى لم يكن لديه وقت كافِ لقراءتها. 
وأشار إلى أنه يقوم بمتابعة الأخبار بشكل مستمر، حتى يكون مطلعًا على أحدث التطورات، في مواجهة الفيروس. 
أرجو أن يتم تخصيص جزء من ١٠٠ مليار جنيه الذى تم تخصيصها لمواجهة الفيروس بأن يذهب لهؤلاء العمال، أو الذين يعملون باليومية.