الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

بكري الحلبي .. الشاعر والداعية الصوفي

بكري الحلبي
بكري الحلبي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحل اليوم 29 من مارس الذكرى الـ 41 على رحيل الشاعر والداعية الصوفي السوري بكرى الحلبي، أحد العلماء المسلمين، وفقية على المذهب الحنفي، وأحد الشعراء الذين اشتهروا بمديح النبي صلى الله عليه وسلم. 
اسمه الشيخ بكري بن عبد الله رجب البابي الحلبي وولد في بلدة "الباب" في سوريا عام 1910، وتوفي في عام 1979، وعمل مدرسًا في المدارس الشرعية بحلب، بعد أن تلقى تعليمه الأول في أحد كتاتيب بلدته، فأتقن تلاوة القرآن الكريم وحفظ الكثير منه، كما حفظ بعض المتون في الفقه والعربية، وكثيرًا من الشعر العربي في الجاهلية والإسلام، وحضر حلقات بعض شيوخ البلدة أمثال الشيخ مصطفى أبو زلام، وتلقى علومه الشرعية والعربية على شيوخها، فأخذ علوم التلاوة والتجويد على شيخه الشيخ أحمد بن حامد الأبوتيجي، وقرأ التفسير على شيخه الشيخ أحمد بن محمد الشمّاع، وأخذ علوم الحديث ومصطلحه على شيخه الشيخ محمد نجيب سراج الدين. 
تنوعت قراءته بين الكتب الدينية والفقهية، إذ قرأ علوم الحديث والسيرة والتاريخ على يد شيخه الشيخ محمد راغب الطباخ، كما قرأ قسمًا من الجامع الصحيح للإمام البخاري بشرح القسطلاني، ومختصر ابن أبي جمرة الأزدي، والفقه وأصوله، وبهجة النفوس وتحليها، والشمائل المحمدية للإمام الترمذي، أسهمت تلك القراءات في مسيرته المهنية، ما أهلته إلى العمل كمدرس شرعي، كما انطلق بعدها إلى ميادين الدعوة إلى الله، ونشر العلم بين الناس ودعوتهم لعبادة الله، كما عمل على إنشاء مدرسة لتعليم القرآن الكريم والفقه واللغة العربية، التي أطلق عليها "المدرسة الرضائية". 
وفي تلك الفترة دخل في عالم الصوفية، وأخذ الطريقة النقشبندية" عن شيخه محمد أبي النصر الحمصي، والتي كان لها الآثر الأكبر في سلوكه، وعباده، وأشعاره، فقد درس الأدب وعلوم الشعر والعروض، فكثر طلابه والآخذون عنه.
وعرف الشيخ "بكري" بنشاطه وإخلاصه في الدعوة إلى الله، فكان يخرج مع بعض إخوانه من العلماء إلى القرى المحيطة بحلب، يدعو إلى الله، ويبصِّر الناس بأمور دينهم ودنياهم، كما عرف بحبه العظيم للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، وشدة شوقه وحنينه إلى زيارته، فكان يكثر من أداء فريضة الحج، وزيارة النبي، وينظم في ذلك الأشعار الرقيقة.
ترك الشيخ عددًا من المؤلفات والرسائل العلمية منها هداية المريد إلى جوهرة التوحيد، والدليل إلى مناسك الحج والزيارة، المثل العليا في الحب للجناب المحمدي، والسفور والصهيونية، والمولد النبوي في الترغيب والترهيب، وديوان شعر، كما خلف وراءه عدد من الكتب التي لم يتم طباعتها ومنها الدرر اللماعة في شرح السنة والجماعه، والفيض الهامي في الرد على رسالة "أدوار التصوف الإسلامي"، والقول المنيف في الرد على النقد والتزييف.
من أشعاره في مدح النبي صلي الله عليه وسلم "يا رسول الله جئتك أسعى، وأجوب البيداء آلًا فآلا، يا رسول الله وردك قصدي، فاسقني من نداك عذبًا زلالا، من يديك الكريمتين أنلني، فيض جود مسلسلًا هطالا.