الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

المتضرر الأول من الأزمة... العمالة غير المنتظمة: فيروس كورونا مرض وخراب بيوت...منحة القوى العاملة لا تكفى فواتير الكهرباء والمياه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع تزايد حالات الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد "كوفيد ١٩"، اتخذت الدولة العديد من الإجراءات الاحترازية والوقائية منذ بداية تفشيه عالميًا وحتى الآن، حيث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحكومة لدعم الفئات الأكثر احتياجًا، ومن بينها فئة "عمال اليومية" أو العمالة غير المنتظمة، وذلك في إطار خطة الدولة لإدارة أزمة "كورونا".
عقب هذه التوجيهات الرئاسية، قررت وزارة القوى العاملة مساعدة "عمال اليومية"، وصرف ٥٠٠ جنيه إعانة لهم.
كانت وزارة القوى العاملة، قد أجرت حصرا عام ٢٠١٩ للعمالة غير المنتظمة وسجلته في قاعدة بيانات الوزارة، لتكون هذه الإعانة بمثابة وسيلة لمساعدتهم في الأمور المعيشية بعد توقف مصادر رزقهم نتيجة ظهور فيروس "كورونا" المستجد في البلاد وارتفاع نسب المصابين.
وفقًا لإحصائية الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، الصادرة عام ٢٠١٨، يصل عدد العمالة المؤقتة والموسمية نحو ٩٨.١٠٦ ألف عامل، فيما يبلغ عددهم ٦٤.٢٣٨ ألفا بالقطاع الخاص.
"البوابة نيوز"، تحدثت مع عدد من "عمال اليومية"، للتعرف على تأثير ظهور فيروس "كورونا" على عملهم، خاصةً بعد القرارات التى اتخذتها الحكومة للحد من التجمعات التى تكون سببًا في تفشى الفيروس وزيادة نسب الإصابة به، وكذلك حديثهم عن الإعانة التى تقرر صرفها بعد توقفهم عن العمل.

"من ساعة ما انتشر "كورونا" واحنا قاعدين في البيت، صاحب الشغل قال لكل العمال هنوقف شغل لحد ما الأزمة تتحل"، بهذه الكلمات يروى "أحمد حسن" ٣٥ عامًا، عامل يومية في أحد ورش تصليح الأحذية والشنط، لـ"البوابة نيوز"، أزمته نتيجة توقف عمله بسبب أزمة انتشار فيروس "كورونا" المستجد موضحًا أنه يعمل على تصليح الأحذية منذ ١٥ عامًا، ويحصل على راتبه بشكل يومى متوقفًا على حجم العمل، ففى الأيام العادية تصل اليومية إلى ٦٠ جنيهًا وترتفع في أوقات المواسم مثل الأعياد ودخول المدارس وغيرها.
ويستكمل "حسن": "مرتبى ليس ثابتا ونعتمد على الشغل اللى بييجى ويزيد في المواسم، وشغلى في الورشة مش بيعمل تأمين على العمال، وبعد أزمة كورونا كلنا قعدنا في البيت، بعد ما صاحب الشغل قرر يقفل المحل علشان مبقاش فيه زباين لحد ما الأزمة تنتهى"، مؤكدًا أن هذا الأمر تسبب في أزمة كبيرة له، حيث إنه لا يمتلك مصدرا آخر لكسب رزقه وتوفير قوت يومه، لمواجهة التزاماته المعيشية وإعالة أسرته وأطفاله الصغار، متمنيًا انتهاء هذه الأزمة سريعًا ليعود الجميع لأعمالهم وحياتهم بشكل طبيعى، وأن يحفظ الله عز وجل المصريين من كل شر ومرض.

وفى السياق ذاته، يقول "محمد عبدالله"، ٢٨ عامًا، عامل في إحد المقاهى الشعبية، إن الحياة العملية توقفت بنسبة كبيرة بعد إجراءات الحكومة الصارمة لمواجهة فيروس "كورونا" المستجد، مما أثر على حياة كثير من الموظفين والعمال تحديدًا، خاصةً ممن يعملون بشكل يومى أو نصف شهرى، من حيث توفير الأكل والشراب لأسرهم والمصروفات المعيشية بشكل عام، مشيرا إلى ان العبء يزداد يومًا بعد يوم منذ قرارات الحكومة بغلق المحال في تمام الساعة السابعة مساءً.
ويتابع "عبد الله": "الأوضاع كل يوم بتزيد صعوبة، هنجيب منين نأكل أهالينا وأطفالنا، أنا بشتغل في القهوة وهى مصدر دخلى الوحيد معنديش شغل تانى ولا تأمينات، وبعد قرار الحكومة أننا نلغى الشيشة الشغل قل جدًا، وبعدها قرار نقفل القهوة الساعة ٧، وهنقفل خالص بعد كده، لأنه مبقاش فيه زباين، وكل واحد مننا عنده مصاريف كتيرة، ومش معانا فلوس نقعد بيها في البيت الفترة دى، هنقعد ازاى؟".
وعن قرار وزارة القوى العاملة بصرف إعانة لعمال اليومية ٥٠٠ جنيه، يعلق "عبدالله": "٥٠٠ جنيه إزاى يكفى الشهر اللى هنقعده في البيت، ده ميكفوش فواتير المياه والكهرباء والإيجار، ده غير الأكل والشرب، ربنا يسترها علينا أحنا أكتر ناس بتعانى في أى مصيبة بتحصل"، متمنيًا من الله عز وجل انتهاء أزمة فيروس "كورونا" وعودة حياتهم كما كانت من قبل، والعودة إلى العمل مرة أخرى بسرعة لتلبية احتياجاتنا اليومية.

بينما يرى "محمود سعد"، ٥٠ عامًا، صاحب ورشة نجارة، أن قرار الحكومة بصرف إعانات لعمال اليومية أمر جيد جدًا، خاصةً في ظل توقف العمل في عدد من المجالات بعد انتشار فيروس "كورونا"، بسبب الإجراءات الحكومية الوقائية والاحترازية، قائلًا: "بنفتح الورشة بس مش زى الأول لأن الشغل قل جدًا، ومفيش فلوس أقبضهم اليومية، مبقاش في المحل غير عامل واحد، لأنى اضطريت أدى باقى العمال إجازات لحد ما الأزمة دى تخلص والشغل يرجع تانى زى الأول"، مضيفًا أن الأموال التى ادخرها طوال فترة عمله في السنوات الماضية لن تكفيه كثيرًا في ظل الالتزامات اليومية التى تحتاجها الأسر من الطعام والشراب وغيرها، متمنيًا أن يتم احتواء الأزمة وإيجاد حل سريع لها بما يضمن عودة العمل والحياة ككل مرة أخرى.