الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأنبا باخوم: عيد البشارة ملحمة إلهية وصراع يظهره سفر الرؤيا

الانبا باخوم
الانبا باخوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الانبا باخوم النائب البطريركي والمتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكثوليكية، نحتفل اليوم بعيد البشارة. فيه مريم تقبل ان تدخل في هذه الملحمة الإلهية، هذا الصراع، الذي يظهره سفر الرؤيا. مريم: ممجدة، وفي نفس الوقت تصرخ من الم المخاض وتصارع التنين، رمز الشر.
وأضاف: مشهد متناقد مريم هي انا وانت من ناحية نختبر ونسمع لوعد الله (لا تخاف)، وعد بحياة، سعادة، ومن ناحية نرى الم، شر، فيروس، عدم تفهم الاخر، صراعات عائلية....
وتابع: بين الاثنين في حيرة: اصدق الوعد ام نقول نعم لواقع موت؟ نتسمر في الايمان بكلمة ام ننساق وراء أحاديث الحزن والتشاؤم والتخاريف التي تقال لنا؟ اصدق ان الله يرى ويدبر ام نبدأ نبحث عن شعرة في كتاب لتنقذ حياتنا؟
وأشار الانبا باخوم إلى ان ه>ا صراع ومنه نتعلم ان الايمان لا يرتبط بالمظاهر. الايمان بالقلب، ويظهر في الأعمال، أي أعمال؟ رد الفعل اليومي على واقع مؤلم. رد الفعل الشخصي على الأشياء التي تحدنا وتقلقنا، هنا يظهر الايمان. البعض يعتقد ان الايمان يظهر في كثرة صلوات، كثرة طقوس، كم من الأشياء افعلها لله، ولكن الرب نفسه يقول ليس من يقول يا رب يارب يدخل ملكوت السموات، هو نفسه حذرنا من تكرار صلوات ككلمات الفريسين، الايمان شيء اخر. هو القبول ان ندخل في هذا الصراع مثل مريم، ان نحمل المسيح في واقع الموت الذي نحياه، مريم لم تطلب ان يختفي التنين، ولكنها هربت منه واختبأت إلى ان ولدت الطفل، هكذا يقول سفر الرؤيا.
واستطرد قائلا: نحن علينا ان نختبئ الآن في ذواتنا، في اعماقنا، نبحث عن هذا الاله فينا، كي يمكننا ان نلده للأخرين. علينا ان ندخل مخدعنا، نفسنا فهو ينتظرنا.
وأوضح الانبا باخون انه في مرات نحيا على اسطح ذواتنا، منشغلين بألاف الأشياء، الاف التعليقات، الاف البوستات، أعمال، ونكتشف اننا لم نصد شيئا، كله مهدد بالزوال. ولكن اليوم يسوع يدعونا ان ندخل إلى العمق: ذاتك.
ولفت إلى ان سفر الرؤيا يوضح ان الايمان لا يمحو الصعوبات، بل الصعوبات تظهر الايمان، وهذه دعوتنا كمسيحيين: لا ان نحيا بلا صعوبات بل ان نظهر وسط الصعوبات الايمان. المحنة لا تختفى مع المجد، بل المجد يظهر وسط المحنة، الصليب لا يزول مع القيامة، بل القيامة تظهر ان لا غلبة للصليب.
واختتم: احبائي فلنهرب لذواتنا وندع هذا المولود فينا ينمو. العالم من حولنا يحتاج للرب، وانت مريم الذي سيعطيه إياه. اخيك، اختك، زوجتك، زوجك، صديق، يحتاج اليوم لله. وانت مريم، لا تخف ان تحمل الرب فيك وتلده بكلماتك، بتصرفاتك للأخرين.، واحيرا هذا ما اتمناه لي ولك. صلوا لأجلي