الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

«إمبريال كوليدج»: 45 مليون سيقتلهم كورونا حول العالم.. 3 سيناريوهات مرعبة فى أمريكا.. الأول يتوقع وفاة من 4% إلى 8% من المواطنين.. «التخويف»: الوباء يقضى على أكثر من مليون أمريكى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشرت «إمبريال كوليدج لندن»، تقريرًا قبل أيام تضمن عددًا من المعلومات الخطيرة حول سيناريوهات انتشار وباء كورونا covid - ١٩، وذلك فى ضوء معدلات العدوى والوفيات من (الصين، إيطاليا)، ووضعها على برامج متخصصة لإجراء نمذجة وبائية لوضع محاكاة لعدة سيناريوهات وقياسها على الولايات المتحدة وبريطانيا، في محاولة للوصول إلى تعميم عالمى.
افترض السيناريو الأول أن الولايات المتحدة لم تفعل أى شىء على الإطلاق، أى إذا جرى التعامل مع كورونا (covid - ١٩)، كما نتعامل مع الأنفلونزا، وندع الفيروس يأخذ مجراه؛ النتيجة جاءت أن ٨٠ ٪ من الأمريكيين سيصابون بالمرض، و٠.٩ ٪ منهم سيموتون؛ كما يموت ما بين ٤ و٨ ٪ من جميع الأمريكيين فوق سن ٧٠، أى ٢.٢ مليون حالة وفاة؛ بينما في بريطانيا ستصل حالات الوفاة نحو ٥٠٠ ألف نسمة. 

ثم ستزداد الأمور سوءًا، ستحتاج الحالات المصابة بـ(covid - ١٩) بدرجة شديدة إلى أجهزة التنفس الصناعى، وقد يموت ٥٠ ٪ منهم في البداية؛ ومع فيروس كورونا، ستكون الحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي ٣٠ ضعف العدد المتاح فى الولايات المتحدة، لذا سيموت ما يقرب من ١٠٠ ٪ من هؤلاء المرضى، لذا فإن عدد القتلى الفعلى للفيروس سيكون أقرب إلى ٤ ملايين أمريكى، فى غضون ٣ أشهر.
يشكل الأمريكيون ٤.٤ ٪ من سكان العالم؛ إذا قمنا باستقراء هذه الأرقام لبقية العالم، فهذا يعطينا ٩٠ مليون حالة وفاة على مستوى العالم من فيروس كورونا (covid - ١٩) فى خلال مدة من ٣ - ٦ أشهر؛ بالطبع الدول لن تقف مكتوفة الأيدى ولا تفعل شيئًا؛ لذا قام فريق إمبريال كوليدج بإعادة الأرقام مرة أخرى، هذه المرة بافتراض السيناريو الثانى.
وهو سيناريو «التخفيف»، من خلال عزل جميع الحالات في الولايات المتحدة التى يظهر عليها أعراض، تطبيق الحجر الصحى على أفراد أسُر تلك الحالات، وتطبيق التباعد الاجتماعى لجميع الأمريكيين فوق ٧٠ سنة.
وقال التقرير إن استراتيجية التخفيف هذه هى التى يتحدث عنها الكثير من الناس، عندما يقولون إننا يجب أن نحاول إبطاء انتشار المرض إلى الأشخاص الذين يرجح أن يموتوا منه، لتجنب انهيار المستشفيات، وكانت النتيجة: أنها بالفعل ستسطح منحنى الوفيات، ولكن ليس بما يكفى، سينخفض معدل الوفيات إلى النصف، لكنه لا يزال سيقتل ١.١ مليون أمريكى.
ستنخفض الحاجة القصوى لأجهزة التهوية بمقدار الثلثين، لكنها لا تزال تتجاوز عدد أجهزة التنفس الصناعى فى الولايات المتحدة بمقدار ٨ مرات؛ وبهذا سيصل العدد الفعلى للقتلى في الولايات المتحدة إلى نحو ٢ مليون حالة وفاة؛ً وعلى الصعيد العالمى سيموت ٤٥ مليون شخص.
وأخيرًا، قام فريق إمبريال كوليدج بإعادة الأرقام مرة أخرى، بافتراض الـسيناريو الثالث، سيناريو «القمع»، من خلال عزل جميع الحالات في الولايات المتحدة التى يظهر عليها الأعراض، من خلال عزل جميع أفراد أسُر تلك الحالات، تطبيق التباعد الاجتماعى لجميع السكان، وإغلاق جميع التجمعات العامة / معظم أماكن العمل، وإغلاق المدارس والجامعات وفرض حظر التجول.

النتيجة: يبلغ معدل الوفيات في الولايات المتحدة ذروته بعد ٣ أسابيع من الآن إلى عدة آلاف من الوفيات، ثم يبدأ في الانخفاض، ستنخفض الحاجة القصوى لأجهزة التهوية بما لا يتجاوز عدد أجهزة التنفس الصناعى المتاحة، تختفي أعداد القتلى الكارثية تماما.
ولكن المشكلة في السيناريو الأخير هي: إذا خففنا فى أى وقت إجراءات السيناريو الثالث «القمع»، قبل إعطاء التطعيم لجميع السكان، فإن فيروس كورونا يعود ويقتل ملايين الأمريكيين في غضون بضعة أشهر، كما كان من قبل.
بعد انتهاء فترة القمع الأولى فى يوليو، ربما يمكننا رفع القيود لمدة شهر، متبوعًا بشهرين إضافيين من القمع، ونستمر هكذا فى نمط متكرر دون التسبب في تفشى المرض أو خلق أزمة فى توفير عدد كاف من أجهزة التنفس الصناعى؛ وإذا تمت جدولة فترات الراحة بين المدن ستكون النتائج أفضل قليلا.
ليتطرق التقرير إلى ما مدى سرعة وجود تطعيم (لقاح)، قالت إن هناك ثلاثة فرق بحثية منفصلة أعلنت الأسبوع الماضي أنها طورت لقاحات، قام أحدهم (بموافقة إدارة الأغذية والعقاقير) بحقن لقاحه في شخص حى، دون انتظار اختبار الحيوانات، ووصفت هذا الأمر بأنه إجراء متطرف، لكنه ضرورى فى الوقت ذاته لسرعة الحصول على نتائج.
وتابعت، وعلى الرغم من ذلك، مازال عليهم مراقبة موضوع الاختبار لمدة ١٤ شهرًا للتأكد من أن اللقاح آمن، فلا يمكن التسرع فى هذا الجزء: إذا كنت ستقوم بتلقيح جميع البشر، فعليك التأكد تمامًا من أن اللقاح نفسه لن يقتلهم. وتابع التقرير، إذا افترضنا أن اللقاح آمن وفعال، فسوف يستغرق إنتاجه عدة أشهر بما يكفي لتلقيح سكان العالم؛ وقدر فريق إمبريال كوليدج أنه حتى يتوفر لقاح آمن وفعال قد يستغرق الأمر نحو ١٨ شهرًا، وخلال تلك الفترة ستكون الأمور صعبة ومخيفة للغاية؛ سيتعطل الاقتصاد والمجتمع بطرق عميقة.
وتابعت الدراسة، وحال نجح سيناريو القمع بالفعل، فسيشعر البعض أننا نفعل كل هذا من أجل لا شىء، لأن معدلات الإصابة والوفيات ستظل منخفضة، معلقة أنه من السهل الجمع بين الناس في تضحية مشتركة وسط حرب، ولكن من الصعب جدًا حملهم على القيام بذلك في وباء يبدو غير مرئى على وجه التحديد، لأنهم سيعتقدون أن الموضوع انتهى ولا داعى للاستمرار فى ذلك؛ لكن هذا بالضبط ما سنضطر إلى فعله.