يتناول الكاتب المسرحي الايطالي داريو فو، في روايته "ابنة البابا" الصادرة عن دار التنوير للنشر والتوزيع بلبنان، وقد ترجمها من الإيطالية إلى العربية معاوية عبد المجيد، حياة آل بورجا بما فيها انتصاراتهم وفضائحم الموثقة نوعا ما اهتمام أهل الأدب وتحولت هذه الرواية إلى عمل مسرحي وآخر سينمائي.
فو، الذي تحل ذكرى ميلاده في شهر مارس الجاري، يؤكد لنا أننا لو أخرجنا قصة البابا ألكسندر السادس وأقاربه من سياق عصر النهضة الإيطالية لحصلنا على ملحمة مثيرة، حيث لا تقيم الشخصيات أي اعتبار تجاه خصومها وغالبا ما تنقصها الكرامة نحو أنفسها أيضا، فلا نستطيع معرفة الكثير عن أجداد بورجا، الأخبار التي تحدثت عنهم كانت غير كافية لتحديد أصولهم، إذ بنسب المتملقون لهذه الأسرة الإسبانية انحدارها من آل ملوك آراجون دفعة واحدة ولكن هذا يبقى احتمالا ضعيفا.
يرى المؤلف أن المخطط الإسباني ينافس المخطط الفرنسي منذ منتصف القرن الخامس عشر على انتزاع منصب البابا وإمبراطوريته الأوروبية، وكان آل بورجا رواد الاستحواذ على العرش البابوى، بل كان ألفونس تحديدا أول من ذغل منصب الحبر الأعظم في أسرته، وتكلل بالتاج البابوى في 1455، ولقب كالكيستوس الثالث، ويجمع كل المؤرخين والباحثين المختصين في تاريخ آل بورجا على أن رودريجو قدم إلى روما وهو ابن الثامنة عشر واضعا نفسه تحت الحبر الإسباني، وكانت علاقته بعمه راسخة تماما تتمدد في جو ودي متزايد.
