الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مسرحيون: «التزموا منازلكم» لعبور أزمة فيروس كورونا المستجد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أشاد المسرحيون بتكاتف وجهود أجهزة الدولة التى تعمل طوال الوقت نحو أزمة فيروس كورونا المستجد بأقل الخسائر، والذى يواجه العالم أجمع، وخاصة وزارة الصحة التى تعمل جاهدة لمكافحة هذا الفيروس عن طريق اتباع الإرشادات والتعليمات الاحترازية التى توجهها للمواطنين من الحين للآخر والتزام المنازل، حتى نعبر هذه المرحلة الصعبة التى تمر بها البلاد، وكذلك بعض الدول الأخرى تكافح أيضا للقضاء على هذا الفيروس الذى ادى إلى وفاة العشرات وإصابة المئات.
وأطلق بعض أجهزة الدولة بعض المبادرات للمواطنين من خلال منازلهم منها «الثقافة بين إيديك» التى تنظمها وزارة الثقافة، وأيضا مبادرة «التعلم عن بعد» التى أطلقتها وزارة التربية والتعليم وغيرها، عن طريق وسائل الاتصالات الرقمية.
التقت «البوابة» بمجموعة من المسرحيين للتعرف على آرائهم نحو هذه الأزمة، وكذلك المبادرات التى أطلقتها أجهزة الدولة ومناشدة المواطنين التزام المنازل.


فى البداية، قال المخرج المسرحى ناصر عبدالمنعم، إن التعامل مع مثل هذه الأزمات وخاصة فيروس كورونا المستجد، يتمثل فى الحفاظ على المنشآت، والأماكن، والمسارح، وإعادة تأهيلها بالصيانة اللازمة والتعقيم وتطوير دور العرض، واستغلال هذه الفرصة فى استثمار هذا التوقف وتحويله إلى شيء إيجابي.
وأضاف أنه بعد تخطى هذه الأزمة، خلال الفترة المقبلة، ستعود وزارة الثقافة مرة أخرى فى استعادة فعالياتها، وبهذا قد تكون دور العرض على استعداد تام لكل الأنشطة، مشيدا بجهود أداء إدارات المسارح من فنيين ومديرين بشكل احترافى نحو التعامل مع أزمة سقوط الأمطار الماضية، مشيرا إلى فترة التوقف الحالية بسبب أزمة كورونا المستجد فرصة لالتقاط الأنفاس وعلى إثرها تبدأ الفرق المسرحية التخطيط جيدا نحو ما يقدم من أعمال خلال الموسم المقبل.
وأكد «عبدالمنعم» أن مصر حتى هذه اللحظة يحفظها ويحميها الله سبحانه وتعالى، وكل الأشياء مسيطر عليها، ولكن لا بد أن تكون سلوكيات الشعب على قدر هذا الحدث، مناشدا الجميع قائلا: «نحن على وشك الاقتراب للانتهاء من هذه الأزمة فالتزموا منازلكم جيدا حتى نعبر هذه الأزمة، حفظ الله مصر وشعبها»، موضحا أن مبادرة «الثقافة بين إيديك» التى أطلقتها وزارة الثقافة لتقديم العروض والحفلات النادرة «أون لاين» بعد قرار تعليق كل فعالياتها حفاظا على سلامة المواطنين فهذا شيء رائع يحسب لوزارة الثقافة، لأن هذا الإجراء هو جزء من التعامل مع هذه الأزمة وأن هذا الفن يصبح متاحا أون لاين للجميع، مؤكدا أنها فرصة فى إعادة التفكير فى إطلاق قناة خاصة لوزارة الثقافة، لأنها تمتلك حقوق ملكية فكرية لكثير من الأعمال الفنية المهمة فى شتى المجالات سواء الموسيقى، الباليه، الأوبرا، المسرح، السينما وغيرها تتبع الدولة، فكل هذه الأشياء يتم استثمارها عن طريق قناة فضائية تبدأ من «يوتيوب» وعند نجاحها تحول بعد ذلك إلى قناة فضائية خاصة بوزارة الثقافة.


وقال الكاتب المسرحي، محمد أبوالعلا السلاموني، إن المسرح لم يتجاهل مثل هذه الظاهرة فيروس كورونا المستجد، التى يمر بها العالم فى الوقت الراهن، وأضاف أن الكاتب المسرحى الفرنسى ألبير كامو قدم نصا مسرحيا بعنوان «الحصار» ورواية أخرى بعنوان «الطاعون» تناولت وباء الطاعون فى تلك الفترة وكذلك الحصار الذى عاشته القرية فى مواجهة هذا الوباء، وهذا المشهد يعاد مرة أخرى الآن، مشيرا إلى فيلم «نضال الأبطال» لتوفيق صالح، الذى تناول مرض الكوليرا فى مصر وكيفية محاصرته والتعامل مع هذا الوباء الذى انتشر فى مصر خلال فترة الأربعينيات، وكذلك مسرحية «أوديب» الذى تعرض أهل المنطقة إلى الوباء الذى انتشر بها، وطالبه أهل بلده عن سبب انتشار هذا الوباء، مشيدا إلى دور الفن ورسالته فى التعامل هذا الموضوع كنوع من أنواع التحصين ضد هذا الوباء.
وناشد «السلاموني» الجميع الالتزام بالمنازل حتى نعبر هذه الأزمة، كما أنها فرصة لإعادة مشاهدة الأعمال الفنية الجادة، بالإضافة إلى قراءة بعض الكتب فى شتى المجالات وكذلك الأشياء التى تساعد على رفع معنوياتهم خلال هذه الفترة، لأن الجانب المعنوى يرفع نتيجة الحصانة، ومتابعة كل الفعاليات الثقافية على التليفزيون والإنترنت، التى تسهم بشكل كبير فى ازدياد ثقافتهم العلمية والثقافية والسياسية والاجتماعية وغيرها والاطلاع على تجارب الآخر فى التعامل لمواجهة هذا الخطر.
وأشاد بمبادرة «الثقافة بين إيديك» التى أطلقتها وزارة الثقافة خلال هذه الفترة فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد بشأن فيروس كورونا المستجد والتزام المنازل لمواجهة هذه الأزمة، موضحا أنها مبادرة طيبة تحسب لوزارة الثقافة، وقد سبقتها فرنسا لهذه المبادرة، وقدمت بعض عروض الأوبرا العالمية للجميع فى المنازل مجانا، وذلك من خلال مواقعها على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن هذه المبادرة فرصة لمشاهدة ثقافة رفيعة المستوى من خلال الأوبرا، والأوبريتات، والأعمال المسرحية ذات التاريخ، فقد قدمت عروض مسرحية فى فترة الستينيات لم تعرف عنها الأجيال الجديدة شيئا فلا بد من إعادة تقديمها مرة أخرى إلى جانب الأفلام السينمائية والمسلسلات وغيرها.


فيما قال الدكتور مصطفى سليم، رئيس قسم الدراما بالمعهد العالى للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون، إن أجهزة الدولة تتكاتف الآن نحو أزمة فيروس كورونا المستجد بأقل الخسائر، وهذا كان أمرا نادرا فى تاريخ مصر الحديث، وربما لأول مرة نجد هذا التكاتف بين أجهزة الدولة تجاه الأزمة فكل التقدير لكل الأجهزة الذى تعمل طوال الوقت للحد من انتشار هذا الفيروس.
وأضاف أن هناك إيجابيات عدة تخطوها الدولة، على رأسها توظيف وسائل الاتصالات الرقمية أول مرة فيما يفيد، عكس الفترة الماضية، ولكن فى هذه الفترة هناك اهتمام كبير بأن تكون هذه الوسائل مصدرا للتعليم، والتثقيف، والتسلية الراقية لم نلتفت لها من قبل، فهذا الأمر جعلنا نعيد تقييم أشياء كثيرة والتنقيب عن الكنوز الموقوتة، مشيدا بمبادرة وزارة الثقافة «الثقافة بين إيديك» أون لاين عن طريق قناة «يوتيوب» الخاصة بها.
وأكد «سليم» أنه منكب على مشروع التعلم عن بعد، كما يقوم بعمل مشروعه الخاص فى هذا الإطار تحسبا لأى أزمات مستقبلية، وتحضير كل المناهج والمحاضرات الصوتية والبصرية وإرسالها على جروبات المواد الدراسية التى يقوم بتدريسها، مناشدا المواطنين قائلا: «الزموا بيوتكم»، لذلك يجب علينا جميعا التزام التعليمات والإرشادات التى تتبعها وزارة الصحة بين الحين والآخر حتى نعبر هذه الأزمة.