الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مؤلفة كتاب "الفيروسات" تتحدث عن أول وباء سجله التاريخ

عالمة الأحياء الدكتورة
عالمة الأحياء الدكتورة دوروثي إتش كروفورد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شرحت عالمة الأحياء الدكتورة دوروثي إتش كروفورد، خلال كتابها "الفيروسات" أنواع العدوى الفيروسية حديثة الظهور، كما رجعت إلى حوادث التاريخ للبحث عن تأثيرات الأوبئة فيما مضى، فتحدثت عن الطاعون الذي عرفته أثينيا قبل الميلاد ومات فيه بطلها بيركليس.

جاء في الكتاب:
كان أول وباء جدري سجله التاريخ طاعون أثينا عام ٤٣٠ ق.م الذي تفشى إبان الحرب البيلوبونيزية التي نشبت بين الأثينيين بقيادة بيركليس والإسبرطيين، ويعتقد الخبراء أن سبب هذا الوباء كان فيروس الجدري. فعندما قرر بيركليس تحصين أثينا في مواجهة قوات مشاة الإسبرطيين الزاحفة نحو المدينة، وفر دون أن يعلم للميكروبات بيئة نموذجية كي تترعرع فيها. وبعد أن صارت المدينة تعج باللاجئين الفارين من زحف الإسبرطيين، استولى الفيروس على زمام القيادة، وثارت ثورته طيلة أربع سنوات حصد خلالها أرواح الآلاف من الناس، وحتى بيركليس نفسه لم يسلم منه فتوفي بسببه. وكان هذا إيذانًا بنهاية عهد الأثينيين، وكتبت بهزيمتهم نهاية عهد الإمبراطورية الإغريقية.
لم يكن الجدري معروفًا في بلاد أخرى كثيرة لكنه انتشر على يد الغزاة الإسبان في القرن السادس عشر. ودون وجود مناعة أو مقاومة جينية للفيروس، عانى سكان الأمريكتين الأصليين الأمرين منه. ومحيت قبائل كاملة من الوجود، وانخفض تعداد السكان بنسبة ٩٠ ٪ على امتداد ١٢٠ عامًا تالية. فعندما وصل الغزاة الإسبان، كان تعداد كل من شعبي الأزتيك في المكسيك والإنكا في بيرو في حدود عشرين إلى ثلاثين مليون نسمة، وكان كل منهما يملك جيوشًا جرارة. ومع ذلك، هزم هيرناندو كورتيز جيش الأزتيك عام ١٥٢١ وليس معه سوى ما يقرب من ستمائة جندي، وبالمثل نجد فرانسيسكو بيزارو وقد هزم جيوش الإنكا عام ١٥٣٢ وليس معه سوى مائتي جندي. كلا الرجلين ساعدهما الجدري بقوة، ربما بالاشتراك مع ميكروبات أخرى، ربما شاركته في قتل نصف الشعب، تاركةً الناجين في حالة من الاضطراب الشديد وقد فقدوا روحهم المعنوية حتى إن الغزاة الإسبان انتصروا عليهم في سهولة ويسر.