السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد مظاهرات "كورونا" بالإسكندرية.. الأزهر: اجتماع الناس للتكبير والدعاء في هذه الآونة لا يجوز.. والإفتاء: الالتزام بما تقرره السلطات المختصة واجب شرعي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دفعت تظاهرات بعض الأفراد في محافظة الإسكندرية أمس الاثنين، ضد فيروس كورونا، حالة من الغضب بين رواد التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، خاصة في ظل إجراءات الدولة الوقائية لمنع انتشاره وتحوله لوباء يصيب الجميع. 
هذا الأمر دفع المؤسسات الدينية الإسلامية إلى القول بأن مرتكبي هذا الأمر والمحرضين عليه آثمين شرعًا ومخالفين لتعاليم الدين الإسلامي والهدي النبوي في الحفاظ على النفس وصيانتها وعدم تعريضها للتهلكة
وأكد مركز الأزهر العالمي الفتوى الإلكترونية أن اجتماع النَّاس للتَّكبير والدُّعاء في هذه الآونة لا يجوز، والدَّعوات إليه مُنكرة، واتباع إرشادات الوقاية واجب شرعي يأثم مُخالِفُه.
وقال: إن الدُّعاء هو أجلُّ وأعظم ما يتقرب به العباد إلى ربهم سبحانه؛ لا سيما حين نزول البلاء، قال الله سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ...}، وقال رسول الله ﷺَ: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ..».ولكن مع القول بمشروعية الدُّعاء وقت حلول البلاء؛ فإنه لا بد من الالتزام بآدابه وضوابطه، والتي منها عدم رفع الصوت والصِّياح به؛ قال الله سبحانه: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ".
وقَالَ ابْنُ جُرَيْج: «يُكْرَهُ رَفْعُ الصَّوْتِ، وَالنِّدَاءُ، والصياحُ فِي الدُّعَاءِ، وَيُؤْمَرُ بِالتَّضَرُّعِ وَالِاسْتِكَانَةِ».
أما بخصوص الاجتماع للدُّعاء عند النَّوازل، فمع أصل مشروعيته إلَّا أنّ رفع الضَّرر وحفظ الأنفس مُقدم عليه؛ فقد «قضَى -ﷺَ- أن لا ضررَ ولا ضِرارَ»، وقاعدة رفع الضَّرر هذه من قواعد الشَّريعة الإسلامية الحاكمة لغيرها من القواعد، والضَّابطة للعديد من الفتاوى والأحكام؛ لا سيما أحكام النَّوازل، ومسائل الأقضية المُستحدثة.
وقد ثبت بيقين أن التَّجمعات -في هذه الآونة- هي أكبر مُسبِّب للعدوى، وانتشار المرض؛ لذا كانت الدعوة إليها جريمة منكرة، وكان تجنبها واجب شرعي؛ لئلا يُساهم المرء في انتشار المرض؛ فيأثم بذلك أشد الإثم.
وشدد من مُنطَلَق مسئوليَّته الدِّينية والتَّوعوية؛ على ضرورة ملازمة البيوت، وعدم الخروج منها إلا لضرورة، ويُبشِّر من قعد في بيته صابرًا راضيًا بقضاء الله بأجر الشَّهيد، وإنْ لم يمُتْ بالوباء؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ: «لَيسَ مِنْ رَجُلٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُث فِي بَيتِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُه إلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ؛ إلِّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ».
كما افتى المركزُ بحرمة مُخالفة الإرشادات الطِّبيَّة، والتَّعليمات الوقائية التي تصدر عن الهيئات المختصة؛ لمَا في ذلك من تعريضِ النَّفسِ والغير لمواطنِ الضَّرر والهلاك.
في حين أكدت دار الإفتاء على أن أي دعوة لتجمع المواطنين الآن في الشوارع وفي أي مكان وتحت أي شعار وبأي ذريعة هي دعوة خبيثة وحرام شرعًا ولا يراد بها وجه الله.
وقالت الدار: الالتزام بما تقرره السلطات المختصة لحماية الناس من الأوبئة والأمراض واجب شرعي ووطني ومن يخرج عن هذه الإجراءات تحت أي ذريعة آثم شرعا.