الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

داعية أزهري يكشف حقيقة ذكر كورونا في سورة المدثر

على الأزهري عضو هيئة
على الأزهري عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تستمر محاولات التدليس على كتاب الله عز وجل من قبل بعض رواد التواصل الاجتماعي فيس بوك يوما بعد يوم، فكانت البدايات بشعرة سورة البقرة الشافية من الفيروس، واليوم ذكر كورونا المستجد في بعض آياته.
وقال الدكتور على الأزهري عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، إن ما نشره أحد الجهال، بأن فيروس كورونا له أصل في القرآن الكريم، وهو الناقور، حقيقة ذهالني ما رأيت، وخاصة من المسلمين الذين يشاركون هذا الجهل المطبق، متسائلًا: بالعقل ما معنى (الناقور)؟!، قال تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر:٨].
وتابع عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أجمع المفسِّرون أنَّ الناقور هو الصُّور أي البوق الذي يُنفخ فيه يوم القيامة، وعلى هذا يكون قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} مثل قوله: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ} [الحاقة:١٣]، والناقور في المعاجم اللغوية ناقور: (اسم)، جمعه: نواقيرُ، كما أنه اسم آلة من نقَرَ/ نقَرَ على/ نقَرَ عن/ نقَرَ في: بوقٌ، صُور يُنفخ فيه.
ولفت إلى أن الكذبة الثانية: قوله إن كورونا مشتق من القرآن، وهذا سفه شديد، فالقرآن الكريم من طالع المعاجم اللغوية تبين له هناك قولين في معنى القرآن في اللغة: الأوَّل: أن القرآنَ اسمُ عَلَمٍ على كتابِ الله ليس مشتقًّا، والثاني: أنه مشتقٌّ من فعلٍ مَهْموز؛ وهو: "قرأ، اقرأ"، ويَعْني: تفهَّم، تفقَّه، تدبَّر، تعلَّم، تتبَّع، وقيل: تنسَّك، تعبَّد، وقيل: "اقرأ": تحمَّل.

وإلا لزمنا أيضًا إتباع هذا السفه والقول بأن تسمية الحمىٰ بالحمىٰ تسمية مشتقة من قوله تعالى {حم} وهذا لا يجوز، وبذلك نتقول على القرآن بغير علم.
وسبب تسمية كورونا بهذا الاسم: سبب التسمية: اختير الاسم لأنّ الفيروس الجديد كان مرتبطًا وراثيًا بفيروس كورونا، الذي تسبّب في تفشّي السارس عام 2003. ولكنّ الفيروسين مرتبطان وراثيًا فقط، لكنّهما لا يتشابهان، أمّا اسم المرض بحسب منظمة الصحة العالمية فهو: مرض فيروس كورونا، أو كوفيد-19، إذًا مصطلح “كوفيد-19” هو اسم المرض فقط، وليس اسم الفيروس، وهذا الاسم اختارته اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات، وذلك من أجل تحديد المصطلحات الفيروسية وعدم الخلط بينها وبين غيرها.
معنى قوله تعالىٰ {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر:٥]، معناها كما أجمع المفسرون أيضًا: "الرجز؛ أي الأصنام، أوالمعصية والإثم فاهجر".
واختتم أن التعامل مع غير المسلمين ومخالطتهم جائز، في الصحيحين عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: أعطى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر اليهود: أن يعملوها، ويزرعوها، ولهم شطر ما يخرج منها. وفي الصحيحين عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها؛ قالت: اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهودي طعامًا بنسيئة، فأعطاه درعًا له رهنًا.
وعلى ذلك فكل ما جاء في المنشور الرائج عن كورونا وآيات سورة المدثر عبارة عن سفه لا يجوز نشره، ولو كان من باب المزاح فإن الله تعالىٰ قال: { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة: ٦٥-٦٦].