الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«جامعو القمامة» قنبلة مؤقوتة لتفشي «كورونا» في مصر.. شحاتة المقدس: عددهم يتجاوز المليون نسمة.. وفي حال إصابة أحدهم يتحول الأمر إلى «كارثة».. وأناشد الحكومة بتوفير أدوات وقائية لهم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد عامل النظافة أو جامع القمامة، الحامي والواقي لكل بيت من القاذورات، ويبذل مجهودًا كبيرًا ويعرض حياته للخطر والأمراض، من أجل لقمة العيش، كل هذا في الظروف الحياتية العادية، أما في هذه الأيام التي تشهد انتشار وتفشي وباء عالمي، أثار الرعب والذعر في معظم بلدان العالم، فما يفعلون وما يقومون به لتفادي الإصابة بفيروس "كورونا" القاتل، هل يوفرون وسائل حماية لأنفسهم وأسرهم؟

قال شحاتة المقدس، نقيب جامعي القمامة، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، إن جامعي القمامة الآن أصبحوا قنبلة موقوتة تهدد بتفشي المرض في ربوع مصر، لافتا إلى أن عددهم يتجاوز المليون نسمة، وذلك بخلاف أسرهم، ويحتكون ببعضهم وبالسكان، وفي حال إصابة أحد منهم سيتحول الأمر إلى كارثة كبيرة.
وتابع المقدس، أنه وجه رسائل إلى الحكومة متمثلة في وزارة التنمية المحلية، والمحافظين، ووزارة الصحة، للحصول على إجراءات وقائية لحماية العمال من الإصابة بالفيروس، وأيضا توفير كمامات وأحذية واقية وجوارب لليدين، مشيرا إلى أنه تم منع الإجازات ليؤدي العمال دورهم في الحفاظ على النظافة بشكل عام، ويرفعون داخل القاهرة فقط 16 ألف طن قمامة يوميًا، وفي حال تقاعسهم سيؤدي الأمر إلى كارثة أخرى وهي تكدس القمامة في المنازل.
وأشار إلى أن المواطنين يلقون بالكمامات ووسائل الحماية في القمامة، وبالتالي يمكن أن تكون ناقلة للعدوى للعمال، وهو ما يلزم أن يكون هناك وسائل حماية ووقاية لهؤلاء العمال، لافتا إلى ضرورة مساندة الدولة.
وأضاف: "أنا كنت مستهتر بفيروس كورونا، لكن اللى بشوفه في العالم، بقيت خايف دلوقتى أحسن عامل يتعدى وينقل العدوى للناس.. إحنا عاوزين إرشادات وأدوات للحفاظ على سلامتنا وسلامة الناس".



ومن جانبه، قال عيسى هابيل، صاحب شركة لتدوير القمامة، إن جامعى القمامة تاركين أمرهم على الله، ويستخدمون المطهرات في منازلهم للوقاية من المرض.
وأضاف، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أنه أوصى العاملين معه على اتباع وسائل الحماية والتطهير والتعقيم، وفي حال شعور أي عامل بالتعب أو ارتفاع درجة الحرارة يتم التوجه به فورا إلى أقرب مستشفى لفحصه.



قال الدكتور أحمد السنوسى، أستاذ الفيروسات بكلية الطب جامعة القاهرة، إن جامعى القمامة لا بد أن يتبعون وسائل حماية وقائية من أقنعة وملابس خاصة، وقفازات، وأيضا مطهرات لرشها على القمامة قبل حملها، ولابد أن يتم اتخاذ هذه الإجراءات فورا حماية لهم وللمواطنين المتعاملين معهم.
وأضاف، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن الدولة عليها مسئولية كاملة لتوفير الوسائل الآمنة لهؤلاء العمال، الذين يقدمون خدمة كبيرة للمجتمع، لافتا إلى ضرورة أن يتبع العاملين بهذه الخدمات بإرشادات وزارة الصحة في الوقاية من الفيروس.
ونوه، إلى أن عمل جامعى القمامة، بدون اتباع الإجراءات الصحية، أمر يثير القلق، وقد يؤدي إلى انتشار المرض بصورة كبيرة.



ومن جانبه، يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة والأمراض المعدية، إن فيروس "كورونا"، بيولوجى، وهو ما يعني أنه يعيش على جسم حي، وخارج جسم الإنسان، يعيش فترات معينة، يمكن أن تصل لعدة أيام، سواء الأسطح أو الملابس أو جسم الإنسان، وهو ما يعني أن الأمر شديد الخطورة في سرعة انتشاره.
وأضاف عز العرب، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن توفير وسائل وملابس وقاية لجامعي القمامة أمر مهم للغاية، لحماية العمال والمتعاملين معهم من الأهالي، لافتا إلى أن هذه أبسط الأمور التي يجب أن تتوافر لهم.
وأشار عز العرب، إلى ضرورة أن يقوم الأهالي بوضع القمامة في أكياس صلبة محكمة الغلق، ورشها بمطهرات من الداخل والخارج، حتى يتم تسليمها إلى عامل النظافة في أقل وسائل الوقاية، لافتا إلى أن مصر تعاني من عدم اتباع الطريقة العلمية الصحيحة في التخلص من المخلفات والقمامة، وليس لدينا ثقافة فرز القمامة.