الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تحذيرات من نشر الشائعات حول كورونا.. خبراء: خطورة المعلومات المغلوطة أكبر من المرض.. الأخبار الكاذبة أكثر جذبا.. الشفافية وسرعة التوضيح أفضل حل لمواجهة الأزمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يسلم المجتمع المصري من الشائعات لاسيما مع تعدد مصادر المعلومات التي ظهرت خلال الأعوام الأخيرة ما جعل الكلمة أكثر قدرة على الوصول وهو ما نراه في الأزمة الأخيرة الخاصة بفيروس كورونا والذي بمجرد دخوله البلاد حتى بدأت الكثير من الشائعات المنسوجة حوله تظهر على مواقع التواصل وفي الشوارع والتي تدور في فلك التضخيم والتهويل من حجمه داخل البلاد أو حتى التقليل منه تارة أخرى.
ولعل أبرز تلك الشائعات وآخرها كان يتعلق بمعلومات حول انتشار المرض داخل محافظة دمياط وهو ما نفته المحافظة أمس بنشرها نتائج عينات التحاليل التي تدعم سلبية الانتشار له وتزامن ذلك مع معلومات أخرى مغلوطة على مدى الفترة الماضية حول وجود حالات إيجابية للفيروس في محافظات لم يظهر بها الفيروس كمحافظة كفر الشيخ أو انتشار الفيروس بالمدن الجامعية الطلابية أو وجود حالات إصابة بين الفرق الطبية المعالجة للمصابين أو إجبارهم على العمل والانتقال لمستشفيات العزل بمحافظات أخرى وهي ما اتضح أنها جميعا كانت معلومات مضللة ومغلوطة أصدر مجلس الوزراء المصري نفيا لها.

وفي هذا الصدد يقول الدكتور أيمن ندا، الخبير الإعلامي، إن هناك ضرورة للتيقن من الخبر قبل البدء في نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تنتشر داخلها المعلومات كالنار في الهشيم بسرعة كبيرة ومن الممكن أن تؤدي معلومة مغلوطة واحدة حول فيروس مثل كورونا إلى خسائر اقتصادية فادحة أو حتى مشكلات يتعرض لها المواطن نفسه كما حدث بالعديد من الدول، حيث ظهر بوضوح كيف أدى الهلع والخوف من فيروس كورونا في مشادات واشتباكات بالأيدي داخل الهايبرات والمراكز التجارية بالخارج، حيث يمكن أن تسهم الشائعات حال انتشارها في حدوث ذلك برغم عدم استحقاق الأمر لذلك.
ولفت إلى ضرورة التفريق بين المعلومة التي بلا مصدر موثوق وتلك التي تكون موثوقة وهو أمر يتطلب البحث بأكثر من مصدر معلوماتي للتأكد من الخبر كالبحث في وسائل الإعلام أو الصفحات الرسمية عبر مواقع التواصل للمسئولين أو الجهة التي يتم تناول الخبر عنها.
وأوضح أن نشر الأخبار السلبية أمر يعود إلى أن مثل تلك الأخبار تشكل عامل جذب لدى أي شخص، ولهذا فهي تعد قيمة إخبارية يتم التعامل معها داخل وسائل الإعلام ويظهر هذا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا، مشيرًا إلى أن حل مشكلة تداول الشائعات يكون من خلال المهنية وحرية تداول المعلومات والشفافية كذلك..

ومن جانبه أضاف الدكتور عبدالحميد زيد، أستاذ علم الاجتماع، أن الشائعة رسالة مجهولة المصدر تبرز بوضوح داخل المجتمع طالما كان هناك غموض أو أهمية حول الحدث حيث يكون انتشارها بسرعة عبر مواقع التواصل مرتبطا بأهميتها، ولهذا فمن الضروري الحذر عند تناول وقائع أو أحداث مهمة، حتى لا يؤثر ذلك بالسلب على المجتمع وينتج عن تداول تلك المعلومات أضرار، فعلى سبيل المثال حينما تنشر معلومات حول إصابة أفراد أو جماعات بفيروس كورونا فمن الطبيعي أو يؤدي ذلك لإثارة حالة كبيرة من الهلع والخوف بين أفراد المجتمع وهو ما يؤدي إلى الإيذاء والإضرار بالمشاعر وتخويف الآمنين.
ولفت إلى أن مواجهة الشائعات بالمجتمع تتطلب التصدي لها من الدولة وهو ما يكون من خلال الشفافية في عرض الحقائق والمعلومات وعرضها بصورة أولية حتى لا يعطي هذا الفرصة للمغالطة وانتشار المعلومات المضللة والتي يمكن أن تكون منشورة لكي تحقق أغراضا خبيثة بالمجتمع.