الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كورونا ليس الوحيد.. 100 فيروس يسبب نفس أعراض نزلات البرد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شرحت عالمة الأحياء الدكتورة دوروثي إتش كروفورد، خلال كتابها "الفيروسات" أنواع العدوى الفيروسية حديثة الظهور، متحدثة عن الأعراض النمطية لنزلات البرد والتي تشترك مع عدد كبير من الفيروسات التي تسبب نفس الأعراض، موضحة أنها قد تصل لـ100 نوع من الفيروسات. 
وجاء في الكتاب:
معظم الناس يصابون بنزلتي برد أو ثلاث كل عام، ما يوحي بأن جهاز المناعة -البارع للغاية في حمايتنا من هجمة ثانية من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية - ينهزم أمام فيروس نزلات البرد، غير أن الأمر ليس كذلك، فحقيقة الأمر، أن هناك فيروسات كثيرة للغاية تسبب الأعراض النمطية المتمثلة في انسداد الأنف والصداع والإعياء واحتقان الزور والعطس والسعال وفي بعض الأحيان ارتفاع درجة الحرارة، لدرجة أننا حتى إذا عاش الواحد منا 100 عام، فلن يصاب بها كلها.
ففيروس نزلات البرد، أو الفيروس الأنفي، يوجد منه وحده ما يزيد على 100 نوع مختلف، وهناك العديد من الفيروسات الأخرى التي تصيب بعدواها الخلايا المبطنة للأنف والبلعوم وتسبب أعراضًا مشابهة، وغالبًا ما يكون ذلك بتنويعات طفيفة، على سبيل المثال، على العكس من معظم الفيروسات التنفسية التي يكون أفضل وقت لانتشارها شهور الشتاء، كثيرا ما يتسبب فيروس «كوكساكي» في نزلات البرد الصيفية، كما أن الفيروسات الإيكوية والفيروسات الغدية قد تتسبب في احتقان واحمرار بالعين إضافة لذلك وهي حالة تسمى التهاب الملتحمة. وكل تلك الفيروسات تحدث أعراضًا موضعية بعد فترة حضانة تمتد يومين أو ثلاثة أيام وتستمر ثلاثة أو أربعة أيام ولا تحتاج لأي علاج، على أن العدوى غالبًا ما تؤدي إلى التغيب عن العمل أو الدراسة، وبسبب الانتشار الشديد للعدوى، يصير عبؤها على الاقتصاد العالمي ثقيلًا.
كما يعلم أي أب وأي أم، أن الأطفال الصغار معرضون بشدة لحالات عدوى الجزء العلوي من القنوات التنفسية -الطفل المزكوم المألوف لدينا- وهم عرضة لعدد كبير من الفيروسات التنفسية التي تدور في أرجاء المجتمع في أي وقت، ومع أن معظم أنواع العدوى تكون طفيفة، فإن أيٍّا من تلك الفيروسات يمكنه أن يتسبب في أمراض أقسى وطأة، لا سيما عند الأطفال الرضع. والعدوى التي تنتشر لتصل إلى الشعيبات الهوائية السفلى مسببة التهاب الشعيبات الهوائية أو الالتهاب الرئوي أو الخناق قد تكون منذرة
بالخطر وربما تتطلب العلاج في مستشفى. وهناك فيروسات مثل نظيرة النزلة الوافدة والفيروس التنفسي المخلوي ترتبط بوجه خاص بتلك المشكلات عند الرضع، وتتسبب على نحو منتظم في أوبئة وحدوث زيادة في الحالات التي تستدعي دخول المستشفيات، والحقيقة أن حالات العدوى التنفسية العالمية الحادة وأغلبها فيروسي، تتسبب فيما يقرب من 4 ملايين حالة وفاة سنويٍّا بين الأطفال دون سن الخامسة.
إن أي شخص يذكر في ثقة أنه تغيب عن العمل بضعة أيام لإصابته بالأنفلونزا من المحتمل أنه كان يعاني من عدوى بواحد من الفيروسات العديدة المسببة لنزلات البرد، غير أن الهجمة الحقيقية للأنفلونزا التي يتسبب فيها أحد فيروسي الأنفلونزا "أ" أو "ب" أمر مختلف تمامًا. فعلى الرغم من أنها تحدث أعراضًا تنفسية مشابهة، فإن الأنفلونزا لها آثار عضوية أكثر حدة مصحوبة بأوجاع بالعضلات وارتفاع في درجة الحرارة، غالبًا ما تستمر حتى سبعة أيام. وحتى بعد التعافي، قد يشعر ضحاياها بالخمول والاكتئاب لبعض الوقت، مما يعمل على مزيد من تأجيل عودتهم للعمل. وفي الأجواء المناخية المعتدلة، تحدث نوبات تفشي الأنفلونزا "أ" و"ب" في معظم فصول الشتاء، مع نسبة لا بأس بها من الوفيات، وغالبًا ما تكون الوفاة بسبب الالتهاب الرئوي، في أوساط الأطفال الصغار وكبار السن، ومن يعانون من أمراض منهكة للصحة. وعلاوة على ذلك، فإن العبء الاقتصادي من خلال التغيب عن العمل ودخول المستشفيات يكون كبيرًا بقدر يجعل الحكومات تسعى جاهدةً لاتباع استراتيجيات وقائية وعلاجية.