الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

التعليم بين الكورونا والإبداع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك إن أزمة كرونا قد جاءت على طبق من ذهب إلى وزارة التعليم، حيث تفعيل التطور، الذي كانت تنادي به عبر تفعيل دور التعليم الإلكتروني والذي يجعل من الطالب واعيا مبدعا لا متلقيا طوال الوقت، ومما أسعدني وأسعد جميع الناس وجود منصات تعليمية مفعلة وجاهزة، لأن يعتمد الطالب والتلميذ على نفسه لا أن يظل طوال الوقت مستمعا دون مشاركة هذا هو التعليم الحق مثل دول العالم، وقد قامت الأجهزة بإغلاق جميع السناتر التعليمية الغير شرعية التي استنزفت أموال الأسر المصرية التي كانت تصر على إعادة صناعة العجلة من جديد، مستغلة غياب التلاميذ في المدارس حتى وصل الأمر لغياب طلاب الثالث الثانوية تماما، وتركيزهم في السناتر في الفترة الصباحية، التي قسمت ظهر الأسرة قسما، في المال والعتاد والمؤنة، لقد منحت الأزمة فرصة حقيقة للمدرسين الشرفاء لأن يبدعوا ويطوروا في الإداء عبر التسجيلات الفيديوهات التي تبث من داخل المدارس،
إنها فرصة على صينية من ذهب، حيث كل ما أخشاه عودة السناتر بعد انقشاع الأزمة، فتعود ريمة لعادتها القديمة، فتصبح الحالة القديمة ثابتة مدى الحياة. 
إننا نعاني من كل المعاناة من العقل الذي أصبح فارغا دون تفكير، في حين أن المدرسة هي مصدر الإبداع والتطور وكشف المواهب، ولكن في ظل مدارس ليلية ونهارية بديلة، في شكل سناتر تعليمية هدفها حشو المعلومات وجلب الأموال، دون وعي، فمما رأيت تجربة رائدة في الفيوم قام بها وكيل الوزارة محمد عبد الله بعنوان (من المدرسة إلى العمل) خاصة للمدراس الفنية وقد لاقت استجابة واعية من أولياء الأمور وطلاب المدرسة الفنية، وتشجيع بعض رجال الأعمال في مجال المشاركة المجتمعية فعلى كل فرد مسئول الأن يضع لبنة يبنى عليها، وقد تضافرت الجهود بفضل فكر واع؛ لكن الأمر بعامة يظل في أزمة التعليم العام الذي بات في حضن الدروس الخصوصية، فلولا مرض الكورونا وتفاعل الناس معها لم تغلق السناتر 
إن مصر في وقت الأزمات، وقد قصر وقت القضاء على السناتر، وعودة الطلاب إلى الكتاب، وإبداع المدرسين الشرفاء على الإنترنت، لقد غضب الناس من الوزارة عندما طبقت نظام "التابلت" رغم أن كل تلميذ طول الوقت يجلس على الإنترنت، إنها قضية شائكة؛ لكن في هذه الظروف، جعلت الكل متضافرا متفاهما، متعاونا متماسكا، 
إن التلاحم للقضاء الدروس الخصوصية والسناتر لا يقل شأنا من تفشي مرض أصاب المجتمع - حمي الله الجميع منه-، فتضافرت كل جهود الدولة ووزاراتها، كجنود مجندة، حامية لدرع الوطن، وفتحت أبوابها لكل من يقدم خدمة جليلة للوطن، فقد رأيت مدرسين مثاليين، يبدعون في شرح المناهج "أون لاين"، مما جعل الطلاب يتابعونهم متابعة جيدة نادمين على فترة انسحابهم بسحر السناتر وضياع الأموال التي كانت بمثابة نزيف الدم، حتى وصلنا إلى غرفة الإنعاش، إنها أزمة طاحنة، وحرب شرسة، لا بد من تضافر كل الجهود بالقضاء عليها فعندما نطهر بيوتنا بالمطهرات، يجب علينا أن نرسخ في عقول أولادنا، التعليم المتطور الذي يواكب العصر ونبث فيهم رواح الإبداع الاعتماد على النفس.