الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

عاشور عبدالكريم رئيس هيئة حماية الشواطئ لـ"البوابة نيوز": الحفاظ على النيل مهمتنا الأساسية.. النوة الأخيرة لم تؤذ الشواطئ والوضع آمن.. وحائط بحري بتكلفة 2 مليار جنيه لحماية "طوال أبو الروس"

عاشور عبدالكريم رئيس
عاشور عبدالكريم رئيس هيئة حماية الشواطئ لـ«البوابة نيوز»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كافة أعمالها على البحر مباشرة عبر السواحل المصرية التى تبلغ 3500 كيلومتر، على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، لديها إدارات عامة على طول تلك السواحل كل إدارة لها مهمة محددة، إنها «هيئة حماية الشواطئ»، الهيئة التى أنشئت عام 1981، وكان الهدف الأساسى من إنشائها إيقاف تراجع خط الشواطئ وحماية المنشآت والاستثمارات الموجودة على السواحل، خاصة أن مصر تمتلك منشآت ساحلية سواء على البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط تتنوع بين مدن معيشة واستثمارات وأراض زراعية.
استخراج واسترداد المناطق السياحية المتاحة التى أخذها البحر، يعد أيضا هدفا أساسيا للهيئة التى يعمل مسئولوها جاهدين على زيادة الدخل السياحى عبر مشروعات تتكلف مليارات.
المحافظة على الأراضى الزراعية وحماية مصبى نهر النيل مهمة تقع أيضا على عاتق مسئولى الهيئة التابعة لوزارة الموارد المائية والري.
«البوابة نيوز» حاورت المهندس عاشور عبدالكريم رئيس الهيئة، الذى بدأ كلماته قائلا: «نرجو من كافة المنابر الإعلامية أن تبرز أعمال هيئة حماية الشواطئ التابعة لوزارة الموارد المائية والرى حيث إننا نبذل قصارى جهدنا لحماية المواطنين وتنفيذ المشروعات التنموية ونعمل في صمت تام لكننا في حاجة لإبراز أهمية دورنا حتى تتفاعل معنا كافة الطوائف وتقلل من الأعباء التى قد تواجهنا أثناء ممارسة أعمالنا، فهناك مشروعات تتكلف مليارات لحماية البنية التحتية وحماية السواحل لا بد من الالتفات لها».




■ هل التقلبات الجوية التى شهدتها البلاد مؤخرا تؤثر على سير الأعمال بالهيئة؟
- أعمال الهيئة تزداد في أيام التقلبات الجوية وليس العكس، حيث إننا منوط بنا متابعة خط الشط ونحدد إذا كان هناك تأثير علينا أم لا؟، كما نؤمن كل مواقع المشروعات التى نعمل عليها، ولو اضطررنا للتوقف عن العمل، يكون مجرد توقف لحظى خلال فترة الذروة «يوم أو يومين» ونعاود العمل مرة أخرى.
وأحب أن أشير إلى أن النوة الأخيرة لم تأثر على الشواطئ، حيث إن معظمها كان أمطارا وليس ارتفاع أمواج ونحن أكثر ما يؤثر على أعمالنا «ارتفاع الأمواج» فقط، وارتفاع الأمواج طالما في حدود ٤ أمتار يعد مقبولا وطبيعيا لكن لو زاد الارتفاع عن ذلك يظهر هنا التأثير على شواطئنا.
■ كثرت الأقاويل بشأن إخطار تداهم فرعى نهر النيل «دمياط ورشيد».. هل هذا حقيقي؟
- فرعا نهر النيل حدث بهما تراجع كبير جدا بعد إنشاء السد العالى في السبعينيات، فالرمال أو «الطمي» التى كانت تأتى مع مياه النيل وتعوض التراجع في خط الشواطئ امتنعت من الوصول.
وبلغ التراجع بفرع «دمياط» ٢ كيلو متر و٨٠٠ متر، وفرع «رشيد» نحو ٤ كيلو مترات ونصف الكيلو متر، فكان لا بد من إنشاء هيئة حماية الشواطئ ليتوقف هذا التراجع وللحفاظ على الكتلة الزراعية، ونحن بالفعل نعمل على قدم وساق لإنجاز مهامنا.


■ ما عدد المشروعات التى تعمل عليها الهيئة في الفترة الحالية؟
- هناك ٢٦ مشروعا تعمل هيئة حماية الشواطئ على تنفيذها في الفترة الحالية في محافظات «بورسعيد ودمياط وكفر الشيخ والإسكندرية ومرسى مطروح»
■ ما أهم تلك المشروعات؟
- مشروع حماية قلعة الإسكندرية من أهم المشروعات التى نعمل بها حاليا، بتكلفة ٢٣٥ مليون جنيه، ومشروع كورنيش المنشية، وأعمال حماية منطقة بير مسعود والمحروسة، ومشروع «لسان رأس البر»، وعدد من المشروعات في محافظة كفر الشيخ.
■ هل معدلات تنفيذ المشروعات الجديدة متطابق مع الجدول الزمنى المحدد لها؟
- بعض المشروعات تتطابق وأحيانا تسابق الجدول الزمنى الموضوع لها، والبعض الآخر يتأخر نتيجة النوات أو التغيرات المناخية، لكن بصفة عامة معظم أعمال الحماية متماشية مع الجدول الزمني.
■ هل هناك أسباب أخرى تعرقل تنفيذ المشروعات في مواعيدها؟
- نعم هناك سبب يؤدى أحيانا إلى تأخر العمل بالمشروعات، نحن قبل البدء في تنفيذ أى مشروع لا بد من إجراء تنسيقات أمنية مع القوات المسلحة وضباط حرس الحدود وتلك التنسيقات تأخذ وقتا قد يصل إلى ٧ أشهر، ومعظم المناطق التى نعمل بها تكون معرضة لعمليات هجرة غير شرعية لذا لا بد من تنسيق تام لبدء العمل بها.
وننسق بانضباط تام مع كل من هيئة العمليات وحرس الحدود والدفاع الجوى والقوات البحرية، كل تلك الجهات لا بد أن تصدر عنها الموافقة قبل العمل في أى مشروع.


■ ما المشروعات التى بدأت العمل بها من المهد؟
- مشروعات المناخ الأخضر، ومشروع لسان رأس البر، ومشروع تدعيم لسان حاجز «١ و٢» برأس البر أيضا، ومشروع طوال أبوالروس «منطقة حماية طوال أبو الروس بمحافظة دمياط» وهى مساحة من الأرض موازية لبحيرة المنزلة كان البحر دائما ما يأكلها فقررنا عمل حائط بحرى بطول نحو ١٢ كيلو تكلفته ٢ مليار جنيه، وبالفعل بدأنا أول مرحلة بتكلفة نصف مليار جنيه.
■ ماذا عن مشروع «الممر الملاحي» في رشيد؟
- يتم تنفيذ الممر الملاحى لتأمين حركة مراكب الصيد بمصب النيل فرع رشيد تلبية لرغبات الأهالى من الصيادين ما يسهل حركة الصيد ويزيل الاختناقات ويكون آمنا لمراكب الصيد حتى غاطس أكبر من (٤) أمتار.
وصدرت الموافقة على تنفيذ المشروع عام ٢٠١٩، عقب صدور كافة التصديقات الأمنية، وبدأنا بالفعل العمل به منذ شهر، وستستغرق الأعمال به ١٥ شهرا، وسيتم تسليمة بداية ٢٠٢١.
■ ماذا عن ميزانية الهيئة هذا العام؟
- ميزانية هذا العام «٢٠١٩/٢٠٢٠» ٦٠٠ مليون جنيه بالإضافة إلى ٢٠٠ مليون جنيه «ميزانية خاصة» لمشروع طوال أبوالروس بدمياط، وقد طالبا للعام الجديد ميزانية مليار جنيه.


■ هل موسم الصيف يعوق استمرار الهيئة في أعمالها ومشاريعها؟
- خلال الصيف الهيئة تنجز أعمالها ليلا، وهناك بعض المناطق نوقف بها الأعمال خلال ٣ شهور الصيف مثل محافظة «مرسى مطروح».
ومطروح من المحافظات المعتمدة اعتمادا رئيسيا على المصطافين فلا يمكن أن يتم العمل بأى شكل من الأشكال داخل المحافظة خلال موسم الصيف.
■ ماذا عن منحة صندوق المناخ الأخضر؟
- وزارة الموارد المائية والرى بالتعاون مع وزارة الخارجية ووزارة التعاون الدولى نجحت في الحصول على منحة قدرها ٣١ مليون دولار ونصف من صندوق المناخ الأخضر، لإنجاز عدد من المشروعات على رأسها مشروعات حماية لمدينة كفرالشيخ بمقدار ٢٧ كيلومترا شواطئ جار حمايتها، و«بورسعيد ١٢ كيلو» «دمياط ١٢ كيلو» «الدقهلية ١٢ كيلو» و«البحيرة ٦ كيلو».
■ ما الجهات التى تتعامل معها هيئة حماية الشواطئ لإنجاز أعمالها؟
- الهيئة تتعامل مع جميع المحافظات الساحلية بالإضافة لجهة أساسية وهى وزارة البيئة، وكذلك التنمية السياحية لأننا نحتاج عمليا إصدار تراخيص للقرى والمدن السياحية الموجودة بالبحر الأحمر والأبيض ونحن نعد المقرر لإصدار تلك التراخيص، نحن لنا حرم ٢٠٠ متر مسئولون عنه كحماية وليس كولاية بمعنى أن المحافظات الساحلية لها حق الولاية «تأجير المكان أو التعامل عليه» لكن نحن فقط مسئولون عن الحماية وإقرار صدور التراخيص.
كذلك نتعامل مع هيئة التنمية العمرانية المنوط بها المدن الجديدة، وبذلك فإن هناك ٣ جهات مسئولة عن حماية الشواطئ «وزارة البيئة والتنمية السياحية وهيئة التنمية العمرانية» لا بد من التعامل معها ويتم ذلك عبر اجتماع شهري.


■ ما أكبر المخاطر التى تواجهها السواحل المصرية؟
- التغيرات المناخية تعد من أكبر التحديات أو المخاطر التى تهدد السواحل المصرية، ارتفاع الأمواج وارتفاع سطح البحر عاملان يؤثران بشكل كبير على أمان وحماية السواحل.
لمقاومة هذا التغيرات نقوم بعمل دراسات فنية بتكاليف كبيرة جدا، مثلا «قمنا حاليا بتكليف معهد بحوث الشواطئ التابع لوزارة الموارد المائية والرى بعمل دراسة متكاملة لساحل البحر الأحمر» «خطة مستقبلية لخط الشواطئ وحمايته لمدة ١٠٠ سنة قادمين، تلك الدراسة هدفها تحديد ارتفاع الامواج لمدة ٥٠ عاما ولمدة ١٠٠ عام وتحديد خط الشواطئ الأمنية، ستنتهى تلك الدراسة بعد شهرين من الآن.
أما بالنسبة للبحر الأبيض، فهناك منحة من ضمن أعمالها حماية الـ ٦٩ كيلو مترا شواطئ ودراسة متكاملة لجميع شواطئ البحر الأبيض بداية من العريش حتى السلوم، تلك الدراسة يتم حاليا طرحها في مناقصة عالمية سيشارك بها مكاتب عالمية وجار ترسيتها على أحد المكاتب، عند اكتمال تلك الدراسة سيكون لدينا تصور دقيق لكافة المشروعات الممكن إنشاؤها على سواحل البحر الأبيض.
■ ماذا عن التعديات التى تحدث على الشواطي؟
- نحن مسئولون عن التعديات التى تحدث على كافة شواطئ البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، لدينا ٧ إدارات تابعة للهيئة، كل إدارة لها مسافة معينة تمر عليها بصفة دورية لو تم رصد أى تعد يتم تحرير محضر بقرار إزالة ونرسل هذا القرار لجهة الولاية لتنفيذه ونقوم بمتابعة التنفيذ عن كثب.
جهات الولاية هى واحدة من الجهات الثلاث الآتية يتم إبلاغ أي منها حسب نوع المخالفة:
-المحافظة التابع لها المكان.
-هيئة التنمية السياحية التابع لها الأرض.
-هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.


■ ما أبرز التعديات التى تواجهها السواحل المصرية؟
- بعض المواطنين يقومون بأعمال داخل البحر بدون ترخيص وتلك الأعمال لها آثار سلبية كبيرة، نحن نتجنبها باستمرار ونتجنب تداعياتها.
■ ما السواحل «الشواطئ» الأكثر خطورة؟
- البحر الأحمر أأمن من البحر الأبيض، حيث إن طبيعة البحر الأحمر بجانبه تربة صخرية بالإضافة لأن الشعاب المرجانية الموجودة بالبحر طبيعى تقوم بتكسير الموجة قبل وصولها للشاطئ فبالتالى المياه التى تصل للشط تكون هادئة للغاية، لكن البحر الأبيض مختلف حيث إنه لا يوجد به شعاب مرجانية وطبيعة تربته رملية لا تحتمل فتكون شواطئه الأكثر خطورة.
مناطق كالبرلس وبلطيم وغيرهما من الأماكن التى تطل على البحر الأبيض، لولا أعمال الحماية التى قمنا بها كانت تلك المدن فنيت، المياه كانت ستهدم كافة المنشآت بهم.




قلعة الإسكندرية
مزار سياحى ورمز من الرموز السياحية بالمحافظة، القلعة مبنية على صخرة داخل البحر نتيجة التغيرات المناخية وارتفاع الأمواج حدثت شروخ في الصخرة وهذا أثر على مبنى القلعة نفسه، درسنا الموضوع وبدأنا بالفعل في أعمال حماية القلعة ويعد إنجازه أولوية حالية، وسننتهى من تطويرها مع نهاية ٢٠٢٠.
كورنيش المنشية
يعد كورنيش المنشية «سور المنشية»، «كورنيشا» أثريا أنشئ من عشرات السنين، ولكن الأمواج أثرت عليه وحدث انهيار في جزء منه مما أدى إلى تخلل المياه إلى مسجد «المرسى أبوالعباس»، تدخلت الهيئة في حينه وعملت حماية مؤقتة للسور، وحاليا نقوم بأعمال الحماية الكاملة.
لسان رأس البر
منطقة متميزة تجسدت فيها عظمة الخالق في التقاء البحر المتوسط بنهر النيل «مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان»، ممشى سياحى مدعوم بحواجز للوقاية من التآكل، لكن الأمواج أدت إلى تآكل الحواجز، تتم به حاليا أعمال حماية أدت لاكتساب ٢٥ ألف متر أرضا بعيدة عن الأمواج وأُنشئ حائط بحرى لحمايته وجار تشطيب الأعمال.