أصبح الشغل الشاغل في هذه الفترة هو الحديث عن انتشار وباء فيروس كورونا الذي يهدد كل دول العالم بأجمعها، فراح ضحيته آلاف من البشر حتى الآن وأصاب الآخرين، فبات الجميع يعيش في قلق وخوف تحسبا من هذا الفيروس اللعين، وبدأت الدول والحكومات في مختلف العالم اتخاذ الحيطة واتباع كل السبل والإجراءات الاحترازية لمكافحة هذا الوباء الجديد.
ومن الأمراض الشائعة التي ظهرت في فترة من الفترات وأدت إلى وفاة الكثيرين هو مرض الجدري فهذا المرض يتسبب ينقل العدوى من خلال استنشاق الهواء.
ففي كتاب "دمياط في التاريخ الحديث" للدكتور راضي محمد جودة ذكر أن مرض الجدري كان يتزايد خلال فصل الشتاء، فكان يصاب به الأطفال في السن الصغيرة ويؤدي إلى وفاة الكثير منهم في القاهرة وجميع المدن ومن بينها دمياط، ولإدراك محمد علي بخطورة هذا المرض بدأ مبكرًا بإجراء عملية تلقيح الجدري عام 1819م على الأطفال، وكان يقوم بهذه العملية الحلاقون وناظر الكورنتينة.
أوضح جودة: أن هذا المرض ظهر بشكل وبائي في بعض السنوات كما حدث في عام 1825م، 1836م، واستدعى ذلك القيام بحملة تطعيمات شاملة على مستوى البلاد، فقد أصدر الوالي أمرا في 10 يونيو 1825م لجميع الجهات بأن يستحضر اثنين من الحكماء الفرنسيين بواسطة قنصل فرنسا، ليقومان بتطعيم الأهالي بمادة الجدري وتطعيم من يلزم فن التطعيم، وكانت عملية التطعيم تتم بالتنبيه على كافة مشايخ الحارات بحضور الأطفال للتطعيم بمعرفة حكيم الصحة والحكيمة، وفي حالة وجود شخص مريض تذهب الحكيمة لتطعيمه بالمنزل.
