الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

تعرف على عدد ضحايا وباء الكوليرا.. وخطة محمد علي باشا للحد منه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبح الشغل الشاغل في هذه الفترة هو الحديث عن انتشار وباء فيروس كورونا الذي يهدد كل دول العالم بأجمعها، فراح ضحيته آلاف من البشر حتى الآن وأصاب الآخرين، فبات الجميع يعيش في قلق وخوف تحسبا من هذا الفيروس اللعين، وبدأت الدول والحكومات في مختلف العالم اتخاذ الحيطة واتباع كل السبل والإجراءات الاحترازية لمكافحة هذا الوباء الجديد.
ومرت دول العالم من قبل بانتشار كثير من الأوبئة المختلفة ومن ضمنها مصر التي أصابها وباء الكوليرا مما مثل خطرا كبيرا وبدات الحكومات والتعامل في التعامل معه للحد من انتشاره ومكافحته.
وذكر الدكتور راضي محمد جودة في كتابه "دمياط في التاريخ الحديث": أن الكوليرا من الأوبئة التي مثَّلت خطرًا دائما على مصر ومن بينها دمياط خلال فترة الدراسة والتي ضربت مصر عشر مرات بين عامي 1831و 1903م، ويمكن تعقب مسارها إلى عودة الحجاج من الأماكن المقدسة، ولكن هذه الصلة لم تتكشف إلا عام 1856م.
وفي عام 1831م أُخذت الحكومة على غرة بأول اجتياح لوباء الكوليرا وعانى البلد من خسائر مدمرة في الأرواح، ففي شهرين قتل المرض نحو 150 ألف من السكان المقدر عددهم بثلاثة ملايين ونصف، ودمياط بين 5 إلى 6 آلاف من عدد السكان البالغ 15 ألفًا، وكان محمد على يهتم اهتماما بالغا عند انتشار هذا الوباء، فلما انتشر هذا الوباء بدمياط مرة أخرى عام 1836م طلب "محمد على " من محافظ دمياط إفادته تفصيليا بعد التحقق من ظهور وتفشي الوباء بالمدينة وضواحيها وبُعد المسافة بينهما وكيف حدث؟ وذلك لإخطار مجلس الصحة، فأجابه المحافظ بما طلب، مما جعل "محمد على " أن يرسل له في يوليو 1836م الخواجة "إسقارلاتو" لعمل حجر صحي بجهات دمياط وعليه أن يساعده في كل ما يريد باعتباره مأمورا للحجر الصحي بها بدلًا من مأمورها السابق الذي لم يستطع القيام بعمله خير قيام لمرضه. 
وأوضح جودة: أن محمد على أمر محافظ دمياط في 15 سبتمبر 1844م أن ينشر قانون الحجر الصحي على المصالح التي تحت إدارته، ويبذل كل الجهود لتطبيقه لحماية المحافظة من العدوى من مرض الكوليرا.
وأشار جودة إلى أن وباء الكوليرا اجتاح دمياط عام 1883م، وقضى على العديد من سكان المحافظة. وعندما انتشر مرض الكوليرا في دمياط عام 1895م، صدر قرار من مجلس الصحة البحرية والكورنتينات المصرية بأن يكتب على جوازات البواخر وإعلام خبرها وأوراق المراكب الشراعية والشهادات الصحية العبارة الآتية: " توجد الكوليرا الآسيوية بدمياط أما الصحة العامة في باقي المدن المصرية فهى جيدة"، وقرر أيضًا تطبيق اللائحة المختصة بالكوليرا على الواردات الصادرة من دمياط إلى الموانئ المصرية بطريق البحر، وكذلك قرر بصفة استثنائية ومؤقتة تطهير البضائع والأمتعة القابلة لنقل العدوى، وإعدام بعض المأكولات كالفواكه والخضراوات والزبدة وغيرها، وتغيير مياه السفن بعد تطهيرها الأوعية المحتوية عليها. وفي العام التالي ألغيت تلك القرارات نتيجة انتهاء هذا المرض.