الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الديسمي والودي".. قصة معاناة قريتين من آثار سيول عاصفة التنين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما زالت آثار منخفض التنين تعيشه بعض القرى؛ ضمنها قريتا الديسمى والودى، وهو الأمر الذي يراه من يتجه إلى هناك برغم تحسن الأوضاع الجزئية هناك والتي حدثت بعد تدخل عناصر من رجال الجيش والشرطة والمحليات المجهزين بمعدات كالحفارات وأجهزة شفط الماء.
فبعد أن جرفت سيول الأمطار التي انهمرت على منازلهم لتحولها إلى أماكن غير صالحة للإقامة، يصبح هناك علامات استفهام حول مصير مئات الأسر بقرى منطقة الصف بالجيزة وتحديدا قريتا الودي والديسمي، وهما القريتان اللتان تدمرتا بالكامل بفعل ماء السيول، على خلفية عاصفة التنين التي اجتاحت البلاد مؤخرا لتخلف وراءها عشرات القتلى ومئات المشردين بشتى المحافظات، وهذا في ظل محاولات مستمرة من الجيش حتى الوقت الحالي بعد تهدم ما لا يقل عن 10 منازل ووفاة ما لا يقل عن ٥ أشخاص من بينهم ٣ أطفال بجانب العديد من المفقودين.
حينما تسير على الطريق تجد من يسير خارجا منها مشيا على قدميه ولا يحمل بيديه سوى بطانية أو عدد محدود من الملابس التي نجت من الكارثة التي وقعت وحلت بهم، فقد أدركوا أنه لا يمكنهم العيش بالمكان خلال الفترة الحالية إطلاقا في ظل انعدام الكهرباء واستمرار قطع المياه عن المنطقة والتي يعتمد من يبقى هناك على مياه المساعدات التي يحصلون عليها.
ولا يغيب عن المشهد الشهامة التي تظهر في الكثير من الشباب والأهالي بالقرى القريبة والمناطق المختلفة من ربوع مصر ففي الطريق المؤدي للقرى المنكوبة تجد سيارات النقل المحملة بالمساعدات والمعونات المتمثلة في أطعمة ومشروبات وبطاطين وغيرها من لوازم الحياة الأساسية والتي اشترك الأهالي في توفيرها للمتضررين وذوي المنازل المنكوبة.
"ربنا يعوض علينا"، هكذا هو لسان حال محمد، أحد أبناء قرية الودي والذي أكد لـ"البوابة نيوز"، أنه بدأ كل شيء يوم الخميس الماضي حيث اجتاحت مياه الأمطار المنطقة من أعلى الجبل المتواجد بمحيط المنطقة، لافتا إلى أنه بالرغم من نزول المياه داخل مخر السيل المتواجد بالمنطقة إلا أن ذلك لم يغن شيئا على الإطلاق حيث اندفعت المياه من كل مكان لتطيح بالمنازل والأراضي الزراعية المتواجدة بالمنطقة.
ولفت إلى أنه لم ينم على مدى 3 أيام حيث كان يشترك مع الكثير من الشباب ورجال المنطقة في محاولات انقاذ الاسر هناك والتي لا تزال بلا مأوى، مشيرا إلى أن الأهالي الذين فقدوا منازلهم اتجهوا إلى المدارس بمنطقة الصف وغيرها من الأماكن للإقامة بها حتى انتهاء شفط كميات المياه من محيط المنطقة خاصة أنها وصلت لنسب وكميات مرتفعة وعميقة.
وأشار إلى أن المنطقة خلال المساء تعتبر منطقة أشباح نظرا لعدم وجود كهرباء بها حيث قطعتها المحليات عن المنطقة معتبرا الخطوة بالإيجابية لأن الكهرباء كانت من الممكن أن تقتل عشرات الأهالي بالمكان وتؤدي إلى اشتعال الحرائق على حد قوله، مؤكدا أنه كان يعمل على توك توك لتقديم المساعدة وتوصيل الأهالي من وإلى المنطقة ولكن مع نفاذ الوقود فهو يتحرك على قدميه لمسافات طويلة مثله مثل الأسر والعائلات المتواجدة بالمنطقة المنكوبة.
ومن جانبها طالبت أم ايمن، أحد السيدات المتضررات المسئولين بمراعاة حال الأهالي بالمنطقة من خلال توفير منازل وأماكن بديلة نظرا لأن ما وقع لهم بمثابة كارثة حقيقية فهم الآن بلا منازل وبلا مأوى في ظل خسائرهم التي تقدر بالملايين، مشيرة إلى أن السيول أدت إلى خسارة الأهالي بالمنطقة خاصة أنها منطقة تعتمد على الزراعة حيث أدت مياه الأمطار إلى تلف الأرض الزراعية المتواجدة بالمنطقة وهو ما سيؤدي حتما إلى خسائر مادية جسيمة لأصحاب الأراضي ومؤجريها من ملاكها.
وبينما يسير مئات الأسر إلى الخارج هاربين من المنطقة خاصة في ظل انتشار الطين المملوء بالماء بالشوارع والتي باتت غير صالحة للسير بها، يظل عبد الرحمن سيد باقيا في المكان حتى يستطيع أن يقرر ماذا سيفعل خلال الفترة المقبلة، حيث يقول لـ"البوابة نيوز" إنه لا يوجد مكان آخر يمكن الذهاب إليه.
واعتبر عبد الرحمن أن ما حدث من خروج لكميات المياه عن مجرى مخر السير نتيجة للإهمال من المسئولين فالمطر حينما ينزل من الطبيعي أن يسير بمخر السيل ولكن هذا لم يحدث كنتيجة لعدم الاهتمام بالمخر والعمل على تسليكه ليكون جاهز تحت أي ظروف طارئة قد تقع، مشيرا إلى أنه فقد منزله وفقد المحل الذي كان يملكه ويعمل فيه، قائلًا "معدش باقي غير لبسي اللي لابسه يعوض علينا ربنا".
يذكر أنه بعد وقوع الكارثة توجهت هناك عناصر من الجيش لمحاولة السيطرة على مياه السيل من خلال شفطها وتغيير مجراها كما بدأت علميات الإنقاذ والبحث عن مفقودين بزوارق مطاطية وغيرها، كما اتجهت المحليات لهناك وتم غلق مداخل ومخارج المؤدية للقرى المنكوبة خاصة في ظل وقوع عدد من الوفيات بجانب الإصابات بين صفوف الأهالي الذين فوجئوا بالسير المنجرف أمامهم.
وبدوره وجه اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، بإطلاق قافلة مساعدات إنسانية عاجلة إلى أهالي قرية الديسمي بمركز الصف التي يعيش من فيها معتمدين على أنوار الشموع خلال المساء في ظل غياب أي وسيلة انتقال للخارج، كما أكدت وزارة التنمية المحلية في بيان لها أنه تم الدفع بقافلة إنسانية لقرية الديسمي بمركز الصف في محافظة الجيزة، شملت 250 مرتبة و500 بطانية و1400 وجبة غذائية.