السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر تنجح في اختبار إدارة الأزمة الشاملة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذُ ما يقرُب من 25 عامًا لم تتعرّض مصر لمُنخَفض جوي شديد كمِثل الذي تعرضت له منذ يومين، والذي أهطَلَ على بلادَنا ما يقترب من 500 مليون متر مكعب من المياه وتحوّلت في بَعض المناطِق إلى سيول قاتِلَة. 
كما أنه منذ ما يقرُب من 100 عام لم تتعرض مِصر إلى وَباء ڤيروسي كمِثل ڤيروس (كوفيد-19) الذي أعلنَته منظمة الصحة العالمية كوَباء عالمي سريع الانتشار، وحاليًا انتشر في كُل بُلدان العالم تقريبًا، وأصاب ما يقرُب من 109 حالَات في مصر. 
في الأزمَة الأولى رأينا جميعنا حركة ديناميكية غَير مُعتادة منذ عقود لم نُشاهدها؛ تبدأ من الموظّف البسيط في وحدة محليّة صغيرة آثرَ على نَفسه واستمر في مُجابَهة وشفط المياه لمنع تضرّر الأهالي في القُرى، والذي كانَ يُرافِقه رئيس وِحدته المحليّة جنبًا إلى جَنب؛ بعد أن تَلقّى اتصالًا من غُرفة عمليات مركز المدينة الذي يترأسه رئيس مركز المدينة، مُنتظرًا التدخُل في الحالات الخطيرة أو الحَرِجة ويستمر في مُتابعته إلى الساعات الأولى لليوم التالي في مكتبه. 
لم تمُر هذه الساعات دون أن نَرَى مُعظم نواب المُحافظين والذين تسلّموا مهام أعمالهم منذُ شهر ونِصف فقط في شوارِع وقرى المُحافظة إلى جوار الموظفين ورؤساء مراكز المدينة؛ وبتوجيهات مُحافظيهم الذين يُديرون غُرف عمليات ديناميكية مستمرة تتحرّك بآليات ورَصد على أعلى مستوى ممكن من الإمكانات. 
في ذات الحين كان دولة رئيس الوزراء وكتيبته المُقاتلة كُلٌ في مكانه؛ في غُرفة عمليات مُستمرة إلى اليوم تتابِع تطورات الأوضاع في كل المحافظات والمناطق؛ مستعينًا بالتدخل السريع لقواتنا المسلحة في بعض الحالات الحرجة. 
خلية عَمَل اعلاميّة؛ تُحذّر وتتابع وترصُد أي أعمال من شأنها المُعاونة؛ كمِثل فريق الإنقاذ المَدني من مُمتلكي سيارات الدفع الرُباعي؛ ورأينا دعم الدولة للمشاركة المجتمعية؛ حين تكفّلت وزارة الدفاع والهيئة العربية للتصنيع بإصلاح سياراتهم الذين أنقذت العَشرات من المصريين وغير المصريين وهو ما يعكِس الدور الرائع للمجتمع. 
على جانب آخر من إدارة الأزمة والتي تتصدى لها مصر أزمة ڤيروس كوفيد 19 أو كورونا المُستجد؛ حيث إن وزارة الصحة استعدت بسيناريوهات محتملة لمواجهة خطر الانتشار؛ وبدأت بتنفيذ المَهَمة بالفَحص المباشر واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال حاملي الڤيروس أو مُخالطيهم أو دائرة تعاملاتهم؛ إلى جانب التوعية بإرشادات الوقاية ومخاطر الفيروس للحد من الانتشار. 
وفي النهاية قرر فخامة الرئيس تعليق الدراسة في المدارس والجامعات حفاظًا على أبنائنا الطلاب لمدة أسبوعين نستثمرها في تعقيم المدارس والجامعات؛ وكعزل صحي منزلي للوقاية من انتشار الوباء؛ إلى جانب تعليق النشاط الرياضي لمدة أسبوعين. 
ومما سبق نستنتج أن الدولة المصرية تحوّلت إلى نموذج ناجح وفعال لإدارة الأزمات قدر الإمكانات المتاحة؛ وتحاول الوصول إلى معدلات أعلى من النجاح في إدارة الأزمات.