الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مروة السلحدار أول قبطانة مصرية: عملنا شاق للفتيات وأنقل خبرتى للجميع.. أمثل بلدي في مؤتمر خاص بالنساء العاملات بالمجال البحرى.. والدولة حريصة على تشجيع المتميزين في كل المجالات

مروة السلحدار خلال
مروة السلحدار خلال حوارها لـ"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قررت أن تدخل عالما يقتصر على الرجال فقط، لم تكن تعرف إلا حلمها، وغضت الطرف عن كل ما سواه، كانت طفلة تعشق البحر وتحب
السباحة، وكان طموحها أن تلتحق بكلية يرتبط اسمها بالبحر، فالتحقت بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى «قسم
الملاحة »، فكان العائق الوحيد بينها وبين التحاقها بالقسم أنه مقتصر على الرجال فقط، وهى ستصبح البنت الأولى فيه، فصممت أن تجتاز الصعاب وأصبحت خريجة الدفعة رقم 73 من الأكاديمية البحرية.. هى مروة السلحدار التى أصبحت أول قبطانة بحرية مصرية وعربية
أيضًا، وكانت أصغر قبطان يشق مياه قناة السويس الجديدة عند افتتاحها عام 2015، وكذلك اختارتها موسوعة «التكامل الاقتصادى العربى
الأفريقي» ضمن أفضل 20 امرأة عربية إنجازًا.. «البوابة نيوز» كان لها معها هذا الحوار.



•بداية.. ما الذى دفعك للعمل في البحر رغم خطورته واعتباره مهنة للرجال فقط ؟
-شقيقى الأكبر هو السبب الرئيسى بعد الله سبحانه وتعالى، في التحاقى بقسم الملاحة بالأكاديمية العربية، كان يكبرنى بعام، وكنت أتابع مذاكرته وأتصفح المناهج الدراسية التى كان يدرسها، ووجدت نفسى أنجذب إليها تلقائيا، ومما لا شك فيه أن المظهر العام وبدلة البحرية البيضاء والكاب يبهر أى إنسان، وبعد أن بدأت أخطو خطوات حقيقية في تقديم أوراقى، لم يعارضنى، بل احترم رغبتى كثيرا وشجعنى ودعمنى، وكان الأمر ذاته بالنسبة لوالدتى هى أيضا شجعتنى كثيرا، أما والدى فكان معارضا للفكرة منذ البداية، نظرًا لكونى ابنته الوحيدة، لكن بعد ذلك تركنى لأتخذ قرارى بنفسى، كما عودنا منذ الصغر، ولا شك أن أخى الصغير كان سعيدًا جدًا بهذا القرار.

■ هل كان التحاقك بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا أمرًا سهلً؟
- كنت أول فتاة تتقدم بأوراقها للأكاديمية، واندهش الجميع لذلك الأمر، ولم يكن مألوفا في ذلك الوقت، وبالفعل استغرقت الأكاديمية وقتا للبحث بالقانون البحرى حول إمكانية التحاقى بقسم الملاحة البحرية.

■ ما التحديات التى واجهتك بعد اتخاذ قرار الالتحاق بالأكاديمية؟
- إن المهنة بعد التخرج لا تتناسب مع المرأة بوجه عام؛ لأنها صعبة وشاقة، كانت تلك النظرية السائدة في ذلك التوقيت، فقد واجهت اعتراضا من بعض الأصدقاء، والقبطان البحرى قد يحتاج عمله ووظيفته البقاء في البحر لمدة قد تصل إلى شهور، بعيدًا عن أهله وأسرته وسط الأمواج وبعيدا عن الشواطئ والبر.


■ وماذا عن المهام الوظيفية؟
- بفضل الله ومساعدة الزملاء في المهنة تعملت الكثير، فهم ينقلون خبراتهم دون ملل، وبالفعل أصبحت أقوم بتدريب طلاب الأكاديمية البحرية حديثى التخرج، وفى نفس الوقت أنا من المسئولين عن التشغيل، وأفخر أننى الفتاة الوحيدة بين طاقم من الرجال. 

■ كيف ينظر المجتمع لأول قبطانة في تاريخ مصر؟
- كانت هناك رسالة دائما تصلنى من الجميع، وهى أن باستطاعتى كسر الحواجز وتحقيق حلمى، فهى رسالة فخر وكرامة، أما الدولة فكان تكريم الرئيس السيسي لى أعظم هدية عام 2017، وكانت ملخصها كالتالى، أن الدولة ترى الناجحين وترى من يشتغل على نفسه وتقوم بتكريمه.

■ وماذا عن اشتراكك في رابطة أويما ؟
-أويما هى رابطة المرأة العربية في القطاع البحرى، وعن طريق هذه الرابطة استطعت أن أعمل وسط فريق عمل متميز ىبرعاية الأكاديمية البحرية، وقامت المنظمة البحرية الدولية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، بتوفير الدعم التقنى وصياغة مشروع القرار الخاص بإنشاء
الرابطة، والذى تم تبنيه والعمل عليه، وأتفق على أن يكون مقر الأمانة العامة لرابطة المرأة العربية في القطاع البحرى، مقرًا دائمًا في دولة من الدول العربية، وعرضت الأكاديمية العربية بصفتها ممثلً لجميع الدول العربية، أن تقوم باستضافة الأمانة العامة استضافة دائمة، وعلى أن يكون مديرة الأمانة عضوًا دائمًا.


■ الجديد في حياة مروة السلحدار المهنية؟
- أمثل مصر خال شهر يوليو القادم في مؤتمر خاص بالنساء العامات في المجال البحرى في الولايات المتحدة الأمريكية، يقام سنويا في ولاية تكساس، ويمثل المؤتمر فرصة حقيقية لتبادل الخبرات بينى وبين الزميلات في المجال البحرى.

■ ماذا عن تأسيس أسرة وإنجاب أطفال بالنسبة لعملك؟
- في الحقيقة، إن مسألة تأسيس أسرة وإنجاب أطفال بالنسبة لعملى أمر صعب. ولذلك كان لدى إصرار منذ البداية على أن أصل إلى أعلى رتبة به حتى أكون حققت حلما من أحلامى، وأتفرغ بعدها لحلم آخر. ولذلك كان على تأجيل حلم البيت والأطفال قليلً، فلا شك أن تربية الأطفال تحتاج قدرا من التفرغ والاستقرار، ولذلك لم يكن متاحا بالنسبة لى أن أقدم على هذه التجربة خلال السنوات الماضية، ولن أتخلى عن عملى من أجل الزواج، سأوفق بين مسئولياتى في العمل وفى حياتى العائلية.


■ وما الذى تسعين إليه الفترة المقبلة؟
- أخطط لأن أحصل على شهادة ربان السفينة بشكل رسمى، وهى أعلى درجة على المركب. فقد التحقت بكورس للتدريب على ذلك، ولا شك أنه في حال حصولى على هذه الشهادة أكون حققت أكبر حلم لدى، ففى خلال السنوات الماضية تمكنت من الانتقال من رتبة ضابط ثانى إلى ضابط أول.

■ إذا طلبت منكِ توجيه رسالة للفتيات.. ماذا ستقولين لهن؟
- إنه يجب على كل شخص منا أن يعرف ما يريد، بالإضافة إلى سعيه لعمل اللازم، للوصول إلى هدفه، وأكدت أنها لن تتخلى عن حلمها إلا من أجل الوصول إلى حلم أكبر، وأنه لا يجب أن يفقدن إيمانهن بأنفسهن. ويجب أن يفعلن أفضل ما لديهن للتغلب على أى تحد يواجهونه.