الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السعادة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كلمة يسعى لها الناس جميعًا على جميع مستوياتهم الاجتماعية والعُمرية، وقد يعيشون طيلة سنواتِ عُمرهم بحثًا عنها، والغالبية العُظمى تظن أو تكاد أن تؤكد أن السعادة في المال وما يترتبُ عليه من رغدِ في العيش، فتجدهم يعملون ليل نهار كى يحصلوا على الأموال الضخمة والتى بدورها ستجعلهم سُعداء.
- تجدهم يقضون ساعاتِ كثيرة دون كللِ أو ملل لكسب هذه الأموال، كذلك تجدهم يتركون الأهل والأصدقاء أغلب الوقت دون سؤال أو تواصل ليصلوا إلى مُرادهم في الثراء، وهم مقتنعون في أعماقهم أن ما يفعلونه هو عين الصواب وأنه سيأتى يوم ستسعد بهم حياتهم دون عناء. 
ونوع آخر يجد أن السعاده وغايتها في العمل والاجتهاد بل إن التقدم دائمًا هو الطريق للسعادهِ المنشودة، تجدهم قد لا ينامون، لا يتواصلون مع أى فرد من أسرهم لأنهم مشغولون في تجميع الأموال، تجدهم لا يجيدون التفكير في الاحتفاط أو مرافقة الكثير من الأصدقاء فهم مشغولون ومنشغلون طيلة الوقت.
- أو تجد صنفا آخر يلجأ إلى الدراسة والعِلم ويظن أنه بالحصول على أعلى المراتب العلمية فهو بذلك سيكون سعيدًا، مُقدرًا بين أهله وأقرانه، يقضى نصف عُمره أو يزيد في مجال دراسته، يعتبرها مصدر السعادة والخير، ولا نُنكر ولكننا لا نوافق على هذا النوع والأسباب سنتعرف عليها تباعًا ولسوف نري.
- وأخيرًا وليس آخر من يعتقدون بأن السعاده في كثرة الأبناء وتحديدًا الذكور، قد يتزوجون أكثر من مرة بحثًا عن الأولاد بصفةِ عامة والطلاق ثم الزواج مرةٍ أخرى انتظًارا للولد الميمون المُبجل، لتحل السعادة والخير على هذه الأسرة حيث إنه من وجهة نظرهم الفارس القادم الذى سيحمل لواء العائلة في المستقبل، وأنه البسمة والملجأ دون سواه.
والخلاصة يا ساده أن السعاده ليست في هذا ولا ذاك، فهى ليست في (الأموال) الضخمة والمشاريع والعقارات والسيارات، حتى وإن كانت هذه النقطه تحديًا لن يقتنع بها الكثيرون ولكنى أشفق عليهم إدراكهم لها حيث أصبحت الماديات هى كل شيء، في عالمٍ تتحكم فيه القوى الاقتصادية والمادية، نعم ليست في كل هؤلاء هى ليست في (العمل) وفقط دون غيره، ليست في مهنة تسرقك من بيتك وأهلك وأصدقائك،هى ليست دراسة وفقط وتجاهلا لكل ما منحنا الله من نِعَم، ليست تجاهلا بأن الله خلقنا لكل ما سبق لأن نعمل ونجتهد دون إغفال بأن أجسادنا ومَن يشاركوننا الحياة لهم منا كل تقدير وود، ليست السعادة يا سادة في عِلمِ يأخذنا لعوالمِ أخرى نُدركها ونغفل في ذات العالم الذى نعيشُ فيه ويشاركنا فيه الناس أجمعين.
- السعادة هى الرضا، يا سادة بل هى كل ما سبق وأكثر، هى أن تنال ما تنال من نِعم الله ولا تتجرأ عليه عندما يُمسك عليك رزقه لحكمةٍ هو يعلمها، يعطيه مثلًا البنت ويمنع عنه الولد، أو يعطيه الولد ويمسك عليه البنت، أو يُمسك عليه الاثنين، هى ابتسامة بعد كل ضيق، وصبر وجَلد على كل نائبة،السعادة هى السماح ونبذ الكُره من القلوب، هى التوكل على الله وعدم التواكل، السعادة إحساس وإشراقة تنطلق من القلب تحملها الروح لتستقر في الوجه فيُشع نورًا للجميع، لا تبحث عن السعادة وهى بداخلك، ولا تسأل عنها وهى ستكون مثل ظلك إذا تحليت بالرضا وجعلته نُصب عينك، متعكم الله بالصحة والعافية ورزقكم سعادة لا تنتهي.