السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

عميد معهد الدراسات الآسيوية لـ"البوابة": "كورونا" كشف جرائم النظام الإيراني ضد شعبه والعالم.. أتوقع ظهور عناصر للحرس الثوري بليبيا.. وتحويل المعهد لكلية وضم برامج عن أفريقيا

الدكتور أحمد النادي،
الدكتور أحمد النادي، عميد معهد الدراسات الآسيوية في حواره
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور أحمد النادي، عميد معهد الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق، والمتخصص في الشأن الفارسي، أن انتشار فيروس كورونا في إيران، وهيمنته على جميع أنحاء الدولة، مع سقوط العشرات من القتلى يوميا، يمثل كشفا لجرائم النظام الإيراني ضد شعبه، ويؤكد خطورة هذا النظام على العالم.
وأوضح النادي في حوار لـ"البوابة نيوز"، أن نظام الملالي استنزف سوريا، ولن يتركها بسهولة، متوقعا ظهور عناصر للحرس الثوري في ليبيا، سعيا وراء صناعة بؤرة إرهابية جديدة في المنطقة، مثلما حدث في سوريا، واليمن.
ولفت النادي إلى أن حوار الحضارات يعتبر صمام أمان لإنقاذ البشرية من التطرف والعنصرية، وإلى نص الحوار.


- في البداية ما آخر تطورات العمل داخل معهد الدراسات الآسيوية وتحويله إلى كلية؟
تحويل المعهد إلى كلية كان قرارا اتخذته فور أن توليت مهام منصبي عميدا له، حيث قررت تغيير مسماه من معهد الدراسات والبحوث الآسيوية، إلى كلية الدراسات العليا الآسيوية، وذلك لأن الكلية تعطى مسمى أكبر، ودلالة أوقع عند الطلاب، وبخاصة الوافدين، كما نعمل على التوسع في الدراسة بالكلية الجديدة لتشمل برامج حول القارة الأفريقية أيضا، نظرا لتصاعد القضايا والمشكلات الوجودية لمصر، ومنها قضية المياه مع إثيوبيا.
- هل استعدت إدارة المعهد من أجل تحويله إلى كلية؟
نعم استعداداتنا تجري على قدم وساق، وسيتم تعيين أساتذة جدد من المتخصصين في القضايا الآسيوية والأفريقية، وتشمل التعيينات تخصصات اقتصادية وسياسية، وتاريخية وجغرافية، ومن حاملي الدكتوراة في تخصصات الموارد الأرضية، والجوية، والنباتية، بقارتي آسيا وأفريقيا، ونضع حاليا خطة لإعادة الدارسين والباحثين العرب مرة أخرى إلى الكلية، عن طريق تذليل العقبات التي تعترض استقدامهم. 
- ما أهمية قارة آسيا بالنسبة إلينا في مصر؟
تمثل دول آسيا أهمية كبيرة لمصر، ليس على مستوى العلاقات التاريخية التي تربطنا بهذه الدول فقط، وإنما للدور الذي تلعبه في ضبط ميزان القوى العالمية، سياسيا واقتصاديا، فهل يمكن لأحد أن يتجاهل أو ينكر دور الصين وروسيا واليابان وسنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية في حركة الاقتصاد العالمي، بالطبع لأ.. وبالتالي حركة السياسة أيضا، كما أن التغيرات التي تطرأ على العالم بين الحين والآخر، تجعل الاحتفاظ بعلاقات قوية مع هذه الدول، أمر مهم لكل بلد بدأ مسيرته نحو النهضة مثلنا، فالعلاقات مع آسيا كانت في الماضي تعتمد على تقارب المواقف في القضايا السياسية الكبرى، قبل أن تتحول الأمور إلى علاقات اقتصادية تنموية بامتياز، ويجب أن يعي المواطن العادي، أن دول آسيا أصبحت شريكا مهما لمصر في التعاون الاقتصادي، على أسس المنفعة المتبادلة، وهو ما يظهر في النشاط المشترك الواسع لرجال الأعمال من الجانبين، وهو ما جعل آسيا الشريك التجاري الثالث لمصر، بعد أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية، كما تمثل آسيا بالنسبة لمصر ميدانا لتواصل الحضارات، في ظل الرصيد الثقافي المهم بينها وبين مصر، لا سيما بعد افتتاح مصر لبعض المراكز الثقافية والمكاتب الإعلامية بعدد من الدول الآسيوية.
- على ذكر تواصل الحضارات.. نظم المعهد بالأيام الماضية لقاء علميا في مجال حوار الأديان فما أهداف اللقاء؟
أردنا أن نوجه رسالة إلى الجميع، مفادها أن حوار الأديان والحضارات، هو صمام الأمان لإنقاذ البشرية من التطرف والعنصرية، لأن الجهل بالآخر، ورفض التعايش معه، يبقى الأزمة الحقيقية وراء أي صدام حضاري، يرتبط بالتطرف، والعنصرية، باعتبار أن هذين الخُلقين الذميمين، يمثلان وجهان لعملة واحدة هي الكراهية، وبالتالي فإن الحوار يعزز من فرص التعايش السلمي، وقبول الآخر، ويزيل أسباب هذه الكراهية، خاصة أن اللقاء المشار إليه شهد مشاركة نحو 40 باحثا في مقارنة الأديان، من مصر وألمانيا، وسويسرا، وهو ما يستمد أهميته من الدور الذي يلعبه الحوار الهادئ البنّاء، في إقامة جسور الثقة بين أتباع جميع الديانات، ويجب أيضا أن نستوعب أهمية ترسيخ القيم المشتركة، ونشر التسامح والعيش المشترك، حتى يسود السلام العالم. 
- كيف تقيم رد فعل الخبراء الأجانب المشاركين في اللقاء؟
لعل رد فعلهم كان أكبر دليل على نجاح الفعالية، خاصة أنه كان رد فعل إيجابي، حيث أكد البروفيسور أندرياس هيرمان، رئيس مجلس الحوار المسيحي الإسلامي بفرانكفورت الألمانية، إن هذا اللقاء جسد المعنى القرآني العظيم "لتعارفوا"، مشيدا باللقاء الذي استهدف ترسيخ الأخوة، والعيش في محبة، هما السبيل الوحيد لتعزيز الحوار، وفهم الآخر، وكذلك أشاد المشاركون بالتجربة المصرية في التعايش السلمي، ومبادرات الأفراد ومؤسسات المجتمع المدني، لنشر ثقافة التسامح.
- ما رؤيتك فيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية العربية.. وكيف تقيم هذه العلاقات بعد سنوات طويلة من الشقاق؟
أود أن أوضح شيئا مهما جدا، وهو أن الخلاف مع إيران ليس سياسيا فقط، وإنما هو خلاف أيديولوجي، وبالتالي لا يجب أن ننتظر من النظام الحاكم في طهران خيرا، حتى لو تم التوصل لحلول سياسية للأزمات المتفجرة الراهنة، مثل: الأوضاع في اليمن، وسوريا، ولعل نظرة بسيطة للتدمير والاستنزاف الذي تعرضت له الأخيرة على أيدي نظام الملالي، ومقارنته بما جرى ويجري قبلها في العراق، يكفي للكشف أن العلاقات مع إيران ترتبط بعقيدة إرهابية تسيطر على نظام الملالي، وتمنعه من الاعتراف بالحقوق العربية.
وأتوقع قريبا ظهور عناصر من الحرس الثوري الإيراني، تقاتل في صفوف المليشيات الإرهابية الموالية لحكومة الوفاق بليبيا، ليس حبا في الإخوان الذين ينتمي إليهم فايز السراج رئيس هذه الحكومة المزعومة، ولا دعما لتركيا بقيادة أردوغان، وإنما لتحقيق هدفين لدى طهران، الأول هو دعم التوجه القطري، في ظل التحالف بين الدوحة وطهران، الذي بدأ ضد السعودية، وسيمتد ضد كل ما هو عربي، وكذلك لصناعة بؤرة للتوتر والإرهاب جديدة في المنطقة، على غرار ما جرى في سوريا واليمن.
- يصنف النظام الإيراني بأنه راعي الإرهاب الأول في العالم فهل تتفق مع هذا الوصف؟ 
بالطبع أتفق معه تماما، فالجرائم التي ارتكبها النظام الإيراني ضد دول وشعوب المنطقة، لا يمكن إنكارها أو التقليل منها، بل إنه ارتكب جرائم فظيعة ضد شعبه، فالملالي هم من أسسوا تنظيم حزب الله الإرهابي في لبنان، وهم من دعموا ويدعمون جميع التنظيمات الإرهابية في المنطقة، حتى أنهم تحالفوا عن طريق إيران، مع جماعة الإخوان، التي من المفترض أنها تختلف عقائديا مع نظام ولاية الفقيه، ولكن المصالح الإرهابية صنعت تحالفا شيطانيا بين الجانبين، بالإضافة إلى مليشيات الحشد الشعبي الطائفية في العراق، والحوثي في اليمن وهذه كلها مجرد نماذج.
- حدثتنا عن جرائم النظام الإيراني ضد شعبه؟ 
النظام الإيراني شديد القمع لشعبه، للقوميات الموجودة على أراضيه مثل الأهواز، والبلوش، والأكراد، وغيرهم، وربما يكون تفشي فيروس كورونا في جميع المدن الإيرانية، وارتفاع معدلات الوفيات بسببه، دليل جديد على جرائم هذا النظام بحق شعبه، وخطورته على العالم بأكمله.
- كيف يكون وباء كورونا دليلا على جرائم النظام الإيراني ضد شعبه رغم أن الفيروس منتشر بعدد كبير من دول العالم؟
صحيح هذا الوباء منتشر في عدد كبير من دول العالم، لكن جميع الحكومات تبذل قصارى جهدها لمواجهته، وتستعين في سبيل ذلك بكل ما لديها من إمكانات، في المقابل تكتفي إيران بالكذب، والتضليل، ودغدغة مشاعر شعبها، بادعاء أنها أوشكت على التوصل للقاح لهذا المرض، حتى تتجنب الغضب الشعبي المتصاعد إزاء تفشي المرض، وزيادة ضحاياه، دون أن تملك الدولة أي إمكانية لمواجهته، في حين أنها لو أوقفت إنفاقها على الجماعات الإرهابية الموالية لها بالمنطقة، وخفضت من إنفاقها على دعم المليشيات الطائفية في العراق، واليمن، ولبنان، وسوريا، فسيكون لديها إمكانات مادية لإنقاذ شعبها. 
والنظام الإيراني مشهور بتورطه في ارتكاب آلاف الجرائم بحق شعبه، منذ سيطر على الحكم عام 1979، ففي غضون 10 سنوات فقط من هذا التاريخ، نفذ هذا النظام مئات الاغتيالات للمعارضين، ومئات عمليات الإعدام خارج إطار القانون، حيث تم اغتيال أسماء بارزة في المعارضة أمثال: عبدالرحمن قاسملو، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، ومساعده عبد الله آذر، وشابور بختيار آخر رئيس وزراء في إيران تحت حكم الشاه، كما ارتكب النظام الإيراني إعدامات جماعية ومجازر ضد المعارضين، تجاوز فيها عدد الضحايا 150 ألف قتيل.