الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"إنجيل 42".. أول كتاب مطبوع في العالم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثير من الأحداث التي يعيشها الإنسان ويدونها هي شاهد إثبات على تغيير مجرى التاريخ، فمهما تعددت وظهرت الاختراعات وتقدمت الصناعات وتوالت الإنجازات في مختلف مجالات الحياة يظل اول إنجاز قدمه الإنسان هو بمثابة معجزة البشرية.
تميز يوم الثالث عشر من مارس بشئ مهم للبشرية خاصة في عام 1455، والمكان بلدة مينز الألمانية، فقد كان الحدث الجلل هو إنتاج أول كتاب مطبوع في العالم بواسطة شخص يدعى يوهان جوتنبرج، ليفسح الطريق بإنتاجه أمام فن الطبعة والنشر، وليقدم أول كتاب مطبوع في التاريخ، وهو الإنجيل وطبع جوتنبرج الكتاب المقدس مكونا من أربعة وعشرين سطرا لكل صفحة، ليكون أول كتاب يطبع على الإطلاق بالأحرف المتحركة، وشارك به في معرض فرانكفورت التجارى.
وطبع جوتنبرج الكتاب المقدس بطريقة متعددة فجاءت بدايته باستخدام اللون الأحمر على اللون الأسود فأصبح عند الطبع مشوها فتخلى عن فكرة استخدام لونين ثم ترك فراغات في أماكن كتابة الأحرف الاولى في النصوص والتي جرت العادة على أن تكون ملونة ومنقوشة ثم جعل العمال يخطونها بأيديهم بعد الانتهاء من طبع الصفحات.
وحدد جوتنبرج 40 سطرا لكل صفحة في البداية ثم ما لبث أن جعل عددها 42 وذلك للاقتصاد في الورق.
ومن هنا حملت نسخ الإنجيل التي طبعها اسم "إنجيل 42" ونرى في كل صفحة فيها عمودين.
ولاحقا طبع جوتنبرج نسخا أخرى من الإنجيل وكانت كل صفحة فيه تضم 35 سطرا فقط، لقد عاني جوتنبرج كثيرا من قلة التمويل والدعم المالي لمشاريعه الطباعية وكان يستورد أحيانا ورقا أقل جودة من إيطاليا ويحشره بين صفحات الكتب.
لم تكن تلك المهام سهلة على غوتنبرغ فكانت الصفحات التي ينتجها مليئة بالأخطاء المطبعية والإملائية بسبب قلة عدد العمال، إذ كانوا ستة فقط في حين كانت المهمة تحتاج إلى 15 شخصا على الأقل.
إذ قام جوتنبرج باستخدام ما يقارب من 294 نوعا من الحبر واحتاج 390 يوما لإنجاز كتابه الإنجيل فقط الذي يعد اول كتاب مطبوع وذلك وهي مدة طويلة لكي ينسخ الإنجيل التي نجح في إصدارها في النهاية وتميزت بجمال أخاذ حسب تدوينات من شاهدها وعاصر تلك الفترة.
وفي ذلك الحقبة الزمنية احتاجت المطبعة إلى 3 سنوات في النهاية لإنتاج 180 نسخة، وما تزال 48 نسخة من هذه الطبعات الأولى محفوظة في أماكن مختلفة من العالم منها خمس نسخ في فرنسا، ثلاث منها في المكتبة الوطنية.
ومؤخرا بيعت إحدى النسخ بسبعة ملايين دولار في حين قدر سعر نسخ أكثر اكتمالا وجمالا بعشرين مليون دولار، وبالطبع، سرعان ما انتشرت فكرة الطباعة انتشار النار في الهشيم إذ سارع الكثيرون إلى إنشاء مطابع منذ نهاية القرن الخامس عشر تقريبا لاسيما في فينيسيا أو البندقية.
وفي تلك الفترة أخذت كلمة إنجيل معنى آخر تجاوز الكتاب المقدس، واكتسبت معنى كتاب بشكل عام.