الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

المخرج محمد زناتي في حواره لـ"البوابة نيوز: «ما نقدمه لا يذهب هباء».. المسرح بدوره منذ البدء يساهم في إثراء الروح.. وأزمتنا الحقيقية تكمن في البيروقراطية التى تعرقل ظهور الإبداع بشكل لائق

المخرج محمد زناتي
المخرج محمد زناتي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حصل العرض المسرحى الكوميدى الغنائى الاستعراضي، على جائزة مهرجان clef de sol الدولي، في دورته الرابعة التى أقيمت في مدينة sant Malo، في شمال فرنسا الشهر الماضي، بمشاركة مجموعة من الدول العربية والأجنبية من بينها فرنسا، روسيا، مصر، تونس، هذا العمل نتاج ورشة عمل مع طلبة من المدرسة الثانوية الفرنسية، وإخراج محمد زناتي.



قدم العمل بثلاث لغات عربية، وإنجليزية، وفرنسية، وهى المرة الأولى التى يشارك بها عرض مسرحى بثلاث لغات تؤدى على خشبة المسرح في آن واحد، ولاقى هذا العمل نجاحا كبيرا من جمهور المهرجان، لفكرة تدور حول مهما كنا مختلفين ثقافيا ففى النهاية كلنا واحد.


التقت «البوابة نيوز» بالشاعر والمخرج المسرحى محمد زناتي، الحائز على جائزة مهرجان clef de sol الدولي، ليتحدث عن الجائزة والعرض الذى قدم بثلاث لغات مختلفة في آن واحد، وتطورات فن الأداء، وغيرها فإلى نص الحوار.
في البداية أعرب الشاعر والمخرج المسرحى محمد زناتي، عن سعادته بجائزة مهرجان «clef de sol» قائلا: إن هذه الجائزة تشعرك بأن ما تقدمه لا يذهب هباء، وإنما هناك تقدير يدفعك دائما للأمام، حتى تقدم أفضل ما عندك، ولكونها جائزة من مهرجان دولى فهذا يسعدنى أكثر ويحملنى مسئولية أن أحافظ على ما أصل إليه، وكذلك المستوى الذى يليق بى وباسم بلدى أيضا، حتى وإن كنت حتى الآن لم أطرح نفسى كمخرج في مصر، فالجميع يعرفنى ككاتب مسرحى وشاعر على الرغم من مشاركتى في مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى بالقاهرة بمسرحية تحت عنوان «نفس» باسم دولة فرنسا، وكانت من بطولة ممثلين فرنسيين لكن استعنت بصديقى حاتم عزت ليؤلف موسيقى العرض، والمطربة المبدعة فاطمة محمد على، للغناء، فكان لأول مرة في تاريخ المهرجان عرض فرنسى والمخرج مصري، وهذا العمل إعداد عن كتاب «ساخون وطني» للكاتب السورى محمد الماغوط.


وعن عرض «Nous sommes» الفائز بهذا المهرجان فقال زناتي: إن هذا الاسم يعنى بالعربية «إحنا»، والمقصود بكلمة «إحنا» التى أقدمها في هذا العرض المسرحى هو الإنسان في كل مكان بعيدا عن لونه، ودينه، وجنسيته، فنحن دائما في أشد الحاجة للتواصل واحترام الآخر دون تعصب أو تطرف أو عنصرية فكلنا «إنسان»، شارك في بطولته مريم أبوالخير، جيدا المستكاوي، ساره حمدان، مايا حمدي، سليم وجدي، مريام جاد، علياء شلبي، إعداد موسيقى ساندى بهجت، ملابس وديكور إسلام عثمان، وهو ورشة تأليف مع الطلبة وإخراجي.

الفرنسية، والإنجليزية، والعربية، ثلاث لغات مختلفة حرص زناتى على تقديمها في عرض «إحنا»، ولكن يقول: لم تكن هناك أى صعوبة بالنسبة لى في اختيار ثلاث لغات مختلفة في عمل واحد يجمع بينهم، فالممثلون الذين تم اختيارهم من المدرسة الفرنسية يجيدون بطلاقة الحديث باللغات الثلاثة، وهم شباب موهوبون حقا فاستطاعوا أن يوصلوا رؤيتى ببراعة، وأوجه لهم الشكر على ذلك، أما بالنسبة للجمهور أيضا فلم تكن هناك مشكلة في التواصل فهم أمام لغة مسرحية عالمية تعتمد على الموسيقى والرقص التعبيرى والغناء.
الفن المسرحى يشكل مصدرا أساسيا في إثراء روح البشر والمجتمعات إذ يجب أن يكون جزءا مهما من تاريخ البلاد وازدهارها، أضاف المخرج، أن المسرح جزء هام من التاريخ الإنسانى ودوره منذ البدء هو إثراء الروح، لقد بدأ في المعابد، ثم بعد ذلك خرج منها ليُنير الكون بالكوميديا والتراجيديا وبشتى الأشكال المسرحية المختلفة التى تهدف إلى سمو الإنسان ورقيه.

يُعد المسرح الفرنسى من أقدم المسارح العالمية، هكذا قال زناتي، فقد ظهر هذا المسرح في عهد لويس الثالث عشر، ومنذ ظهوره وهو في حالة تطور دائم ومتنوع فتجد بجانب مسارح البوليفار المسارح الكلاسيكية بجانب ألفريد جاري، انتونان ارتوو، يوجين ايونسكو، صموئيل بيكيت، جان جينيه، ومهرجان افينيون وهى مدينة جنوب فرنسا يضفى عليه مزيدا من التألق، الذى يعتبر في الوقت الحاضر من أهم المهرجانات المسرحية على مستوى العالم، كما يرى المخرج، أن المسرح المصرى الآن أصبح له جمهور عريض ومتنوع ما بين مسارح الثقافة الجماهيرية، ومسارح الدولة، وكذلك المستقل، إضافة إلى الكثير من المهرجانات التى تثريه أكثر وأكثر كالمهرجان القومى للمسرح المصري، ومهرجان القاهرة الدولى للمعاصر والتجريبي، ومهرجان المونودراما وهذا أمر ملحوظ دون ريب، ولكن أزمتنا الحقيقية التى ما زالت مستمرة وهى البيروقراطية، التى تعوق وتعرقل ظهور الإبداع بالشكل اللائق.
خلال الفترات الأخيرة شهد فن الأداء تطورات عدة عما كان عليه في عقوده السابقة، هكذا أكد المخرج، فقد ظهر فن الأداء في ظل أزمات وجودية قاسية قد مرت بها الحضارة الغربية والعالم كله، ليصبح نموذجا لخلاصة الفن البشري، فالأداء بطبيعته هو شكل من أشكال ممارسة الفنون التى يقدمها شخص أو عدة أشخاص يقومون بعمل أو عدة أعمال حركية في إطار زمنى معين ومحدد وفى مكان محدد أو في مكان عام مثل الشارع أو السوق وغيرها، وهذا يعنى أن الأداء يستخدم استراتيجيات مثل «RECITATION» سرد شيء ما على الجمهور أو قراءته «IMPROVISATION» الارتجال، تلك الخاصة المرتبطة بالمسرح والدراما، إذ يستخدم بشكل بارع حبكة معينة أو شكل سردى ما، يؤديها الشخص أمام الجمهور في أى مكان عام أو خاص مثل القاعات أو المسارح بشكل عام وقد غلب على فن الأداء في هذه المرحلة لغة الصورة والاهتمام الزائد بلغة الجسد بشكل خاص، بالإضافة إلى التكثيف لكن ما يزعجنى حقيقة في مصر هو ادعاء بعض من المبدعين لأشكال مستوردة ليس لهم علم بها بالمرة، ولكن يمارسونها على سبيل الموضة الجديدة.
أما عن مشروعه الفنى الذى يعمل عليه حاليا فقال المخرج: «بعد أن سبق وقدمت في العام الماضى مسلسل «عصام والمصباح» للأطفال، الذى كان من بطولته الفنان مصطفى قمر، فأعمل حاليا على تجهيز مسلسل آخر مع نفس المخرج تامر عبيد.