الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

في زمن "كورونا".. كيف تأثرت المشاعر المقدسة حول العالم؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار مشهد خلو صحن المطاف بالكعبة الشريفة مشاعر ملايين المسلمين في العالم، بعدما أعلنت السعودية تعليق العمرة، بسبب تفشى فيروس كورونا في العالم، لم يكن الحرم المكى وحده الذى شهد مثل هذه الإجراءات، ولكن الكثير من المشاعر المقدسة حول العالم باتت تعيش الأجواء نفسها.
السعودية
أعلنت السعودية إيقاف العمرة مؤقتا لحين استقرار الأوضاع في العالم، كما أغلقت صحن الكعبة طوال فترة تعليق العمرة للمعتمرين من داخل المملكة لمنع التلامس والازدحام، وعلى عكس صلاة الجمعة التى دائما ما تكتظ بالمصلين في باحة الحرم مقبلين من جميع أنحاء المملكة ومن خارجها، إلا أن الجمعة الماضى والذى قبله لم يشهد الحرم سوى بضعة آلاف من مكة والمحيطين بها لتجرى الصلاة بشروط محددة، أهمها عدم الاقتراب من صحن الكعبة عملًا بإجراءات اتبعت لاحتواء الفيروس.
وشمل قرار تعليق العمرة مؤقتًا للمواطنين والمقيمين، وجميع القاطنين في مدينة مكة المكرمة، حيث لن يسمح للمحرمين بدخول المسجد الحرام والساحات المحيطة به، كما شملت الإجراءات عدم السماح بالاعتكاف والافتراش، أو إدخال الأطعمة والمشروبات، وسيتم إغلاق مشارب ماء زمزم. لم يختلف الوضع كثيرا بالنسبة للمسجد النبوى الشريف، وبات عدد المصلين فيه أقل بكثير من المعتاد عليه بعد قرار إيقاف العمرة كما قامت السلطات السعودية باتخاذ قرارات حاسمة لتعقيم الحرمين، وبحسب وكالة «واس» وكالة الأنباء الرسمية السعودية، فإن الحرمين الشريفين يشهدان أعمال تنظيف وتعقيم مكثفة، في غير أوقات الصلاة، كما سيتم إغلاق صحن المطاف حول الكعبة المشرفة، والمسعى بين الصفا والمروة طوال فترة تعليق العمرة، وستكون الصلاة داخل المسجد فقط، لمنع انتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد، كما قررت السلطات السعودية أيضا إغلاق الحرمين في غير أوقات الصلاة، بعد انتهاء صلاة العشاء بساعة وإعادة فتحهما قبل صلاة الفجر بساعة.
وفى بعض الإجراءات الاحترازية الأخرى ألغت السلطات السعودية إيقاف الدروس الدينية وحلقات التحفيظ داخل الحرم وساحاته، كما يجرى ترتيب الصفوف بشكل متباعد بحيث تكون هناك مسافة لمنع التقارب لتقليل فرص انتقال العدوى، كما قررت إدارة الحرم تواجد مندوبى وزارة الصحة ووزارة الحج في مركز عمليات القوة الخاصة لأمن الحرم.

المسجد الأقصى
وفى المسجد الأقصى بالقدس، حضر الآلاف لأداء الصلاة للمرة الأولى منذ فرض تدابير لمواجهة فيروس كورونا في إسرائيل والأراضى الفلسطينية، فيما غطى معظمهم وجوههم بالكمامات، وبحسب ما رصدته عدسات الكاميرات فقد كانت باحات الأقصى شبه خالية على غير المعتاد.
وقال مدير عام أوقاف القدس والمسجد الأقصى، عزام الخطيب، في تصريحات له «صلى نحو عشرين ألفًا اليوم رغم المطر وإصابات كورونا، وهو عدد ممتاز».
فيما أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية وشئون المسجد الأقصى المبارك، أنها بدأت تعقيم المسجد الأقصى المبارك قبيل وبعد كل صلاة، وذلك باستخدام مواد التعقيم الموصى بها من وزارة الصحة الفلسطينية وحسب منظمة الصحة العالمية.
وأهابت دائرة الأوقاف الإسلامية، في بيان سابق لها، بجميع المصلين والوافدين للصلاة في المسجد الأقصى المبارك والمساجد الأخرى في صلوات أيام الجمع وكل الصلوات، اتباع كل إرشادات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية للحد من انتشار فيروس كورونا، مشيرة إلى أن أهم هذه الإرشادات الاهتمام بنظافة اليدين جيدا، من خلال غسل اليدين بالماء الجارى بشكل مستمر بالماء والصابون، أو فركهما بمطهر خاص، أن يكون العطس أو السعال باستخدام المناديل الورقية أو في مرفق اليد، والتخلص من المناديل الورقية المستخدمة مباشرة بعد الاستخدام من خلال وضعها في سلات النفايات الخاصة، الابتعاد عن الأشخاص الذين لديهم أعراض إصابة، التقليل من الاحتكاك والملاصقة بالآخرين قدر المستطاع، وفى حال شعور أحد المصلين، لا سمح الله، بأعراض الأنفلونزا، فعليه التوجه مباشرة لأقرب عيادة طبية.

كنيسة القيامة
وأعلنت الطوائف المسيحية المختلفة إغلاق كنيسة المهد في بيت لحم، اعتبارا من الساعة الرابعة من عصر الخميس، استجابة لتوصيات وزارة الصحة وتعليمات محافظ المدينة، وعدم استقبال السياح والحجاج، في إطار خطة الطوارئ التى تم اعتمادها لمواجهة فيروس كورونا. 
وأوصت وزارة الصحة الفلسطينية بوقف وإغلاق جميع المؤسسات التعليمية ومراكز التدريب في بيت لحم لمدة 14 يوما.
كما فرضت السلطات الإسرائيلية قيودًا على زيارة حائط المبكى في القدس الذى يزوره اليهود السبت، في إطار منعها التجمعات التى يفوق عدد المشاركين بها الـ5 آلاف شخص.

إيران
باتت أعداد المصابين بكورونا في إيران تتضاعف يوميا، وسجلت إيران أكبر عدد من الوفيات خارج الصين، إضافة إلى تزايد حالات الإصابة باستمرار.
وعلى غرار البلدان الأخرى لا تزال المزارات الدينية مفتوحة في مدينة قم، التى يعتقد أنها مركز تفشى الفيروس في البلاد، حيث يزور ملايين الحجاج الشيعة ضريح فاطمة ابنة موسى الكاظم، وهو الإمام السابع عند الشيعة الإثنا عشرية، ونصحت السلطات المواطنين بتجنب التجمعات غير الضرورية، كما طلبت منهم عدم السفر إلى قم، ولكنها لم تغلق العتبات والأضرحة في المدينة.
وعلى جانب آخر ألغت السلطات الإيرانية صلاة الجمعة في كل عواصم المحافظات في البلاد، بينها طهران.

العراق
وفى العراق ألغت السلطات الدينية في مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة صلاة الجمعة التى تقام عادة في مسجد مقام الإمام الحسين، وهذه المرة الأولى منذ 17 عامًا التى لا تقيم فيها المرجعية الدينية العليا في العراق صلاة الجمعة.
أما في النجف، فقد فتح مقام الإمام علي أمام الزوار، بعد ضغوط شديدة من رجل الدين مقتدى الصدر، الذى تجمع آلاف من مناصريه لصلاة الجمعة في مسجد الكوفة، وفق مراسلى فرانس برس، ويتوقع أن يتسبب فيروس كورونا في شل القطاع السياحى الذى يزداد سوءا بسبب الاضطرابات السياسية في العراق.
ولأول مرة منذ عام 2003، تخلو المزارات الدينية في النجف وكربلاء من العرب والأجانب، بينما تجنب العراقيون التجمعات في تلك المدن واكتفوا بشراء مستلزماتهم الأساسية والعودة إلى منازلهم، وترتكز السياحية الدينية في المدينتين على الزوار الإيرانيين الذين يشكلون 80‎ ‎ % من إجمالى السياح.
وبحسب وكالة «رويترز» فإن أكثر من 10 ملايين شخص كانوا يصلون سنويا إلى النجف وحدها، نصفهم من الإيرانيين، وكان يتم حجز الفنادق عادة في هذا الوقت من العام الذى يتزامن مع عطلات مدرسية في بعض دول الخليج.
وتواجه صناعة السياحة القائمة على زيارة العتبات المقدسة صعوبات منذ سنوات بسبب الأزمة الاقتصادية في إيران التى انهارت عملتها عام 2018 بسبب العقوبات الأمريكية.
وفى مناطق أخرى في البلاد، ألغت عدة محافظات صلاة الجمعة خشية انتشار العدوى، ويخشى العراق بشكل خاص انتشار الوباء في أماكن الأضرحة والمقامات الشيعية التى يقصدها ملايين الزوار، خصوصا من إيران.