الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الملفات الساخنة بين الابتزاز التركى والأصابع القطرية القذرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ماذا يريد محور الشر من مصر خاصة والعرب عامة؟ فالأصابع القذرة لهذا المحور الخبيث الذى يضمر الشر ببلدنا مصر خاصة والبلاد العربية عامة رغم محاولات بترها عبر النكبات واللطمات والهزائم التى منى بها هذا المحور في كل من العراق وسوريا وليبيا ومصر إلا أن هذه الأصابع مازالت تلعب في الملفات الساخنة بالمنطقة ولكن يبقى أننى على ثقة بأن جيشنا العظيم خير أجناد الأرض قادر على قطع كل يد تمتد بالشر لمصر والعرب.
ولاشك أن الجميع شعر بصدمة كبيرة من التصريحات العنترية الإثيوبية بإعلان وزير خارجيتها رفض تحذيرات مصر من عدم التوقيع على اتفاقية ملء السد وكأنه يرفض منا الانبطاح والانصياع لإرادة بلاده فيما لم تخف المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل غضبها من تكرار تلويح الإرهابى التركى أردوغان بورقة المهاجرين وذلك في عملية ابتزاز تركية واضحة لأوروبا.
ففى المشكلة الليبية بات واضحًا للعالم أن دولتى الشر تركيا وقطر ومن يدعمهما من الدول والمنظمات المأجورة الإرهابية يعملون على قطع الطريق أمام أى حل دبلوماسى عادل يجعل ليبيا لليبيين ورأينا كيف قلبت الزيارة الخبيثة لحاكم قطر إلى تونس رؤية البلد الأخيرة الشقيقة للمشكلة وبالطبع تبدو رائحة الشاى بالياسمين واضحة، فالقطريون ساءهم اهتزاز صورة حكومة الوفاق بقيادة السراج التى ضربت الهدنة الهشة بينها والجيش الليبى عرض الحائط بمواصلة التحالف القذر مع الإرهابى التركى أردوغان الذى مازال يرسل أسلحته ومرتزقته وجنوده وضباطه إلى ليبيا رغم الحظر الذى فرضته الاتفاقية الأخيرة للوصول إلى سلام بليبيا.
ورأينا في المشكلتين الليبية والسورية المخبول أردوغان يواصل أكاذيبه من جهة وإرهابه من جهة ثانية بإرسال اللاجئين إلى أوروبا حتى تلين الأخيرة موقفها معه في القضيتين الليبية والسورية وتتغاضى عن تدخله السافر بالبلدين فعندما انتفض الجيش السورى بالتعاون مع الروس لتحرير إدلب السورية من بقايا داعش والمنظمات السورية وسقط عدد من الجنود الأتراك ما بين قتلى وجرحى مع اسقاط عدد من الطائرات التركية فتح أردوغان أبواب الجحيم على اليونان بإطلاق المهاجرين نحو حدودها وهو الأمر الذى استنفر الجيش اليونانى ومعه حكومته خشية تسرب الدواعش علاوة على استنفار الروس الذين باتوا يترصدون الطائرات التركية التى تهدد سوريا.
وفى المشكلة الثانية قضية أزمة سد النهضة مع إثيوبيا رأينا ونحن نتاهب ونتهيأ للاحتفال بنهاية سعيدة لهذه المشكلة بتوقيع اتفاقية بنهاية الشهر المنصرم تحدد لكل طرف مصر والسودان وإثيوبيا ما له وما عليه ومتى يبدأ ملء السد بالمياه لمنع أى جفاف عن مصر إذا بإثيوبيا ترفض حضور جولة التوقيع بواشنطن على الاتفاقات والتفاهمات التى دارت حولها عدة مفاوضات بأمريكا ومصر وإثيوبيا والسودان بحجة حاجتها للتفكير.
وبالطبع أسقط الأمر في يد الجميع بعدما ظهر كما نقول في المثل الشعبى المصرى للنمل أسنان وأنياب فإثيوبيا التى تعانى من أزمات داخلية عدة وغير مستقرة داخليا عاشت دور الدولة العظمى ولم تحترم كلمتها والوسيط الأمريكى وبصراحة هذا الأمر لصالح مصر تمامًا فهو يؤكد أن الرئيس السيسي عبر وزارتى الخارجية والرى واتصالاته يدير ملف أزمتنا مع إثيوبيا ببراعة وحنكة جعلت إثيوبيا التى تلف وتدور وتناور تكشف عن نواياها الحقيقية بعد أن شعرت أن الطوق يلتف حول رقبتها لتوقيع اتفاقية تبدد أحلامها بثراء فاحش مقابل تحويل مياه النيل إلى سلعة تباع وتشترى فمن يريد مياه النيل عليه أن يدفع أو يموت عطشًا والكلام طبعًا لمصر التى اعتقدت إثيوبيا أنها بعد ثورة يناير ٢٠١١ أصبحت دولة هشة يمكن فرض سياسة الأمر الواقع عليها ببناء السد في خلسة ثم خنق مصر بتقليص حصتها وإذا أرادت المزيد فعليها أن تدفع لإثيوبيا لتفتح صنبور المياه المخزن بالسد وهو الأمر الذى فطنت إليه مصر بقيادة السيسي فاتبعت سياسة اللين والحكمة لتعيد لإثيوبيا صوابها ولكن إذا استمر العناد الإثيوبى فقد كشفنا إثيوبيا أمام العالم خاصة بعدما أيدت أمريكا ومعها رئيسها والبنك الدولى مطالب مصر واحترموا توقيعها على الاتفاقية في غياب إثيوبيا.
عمومًا أنا لا أستبعد أن تكون الأموال القطرية القذرة أو الشاى بالياسمين وراء الموقف الغريب العجيب الذى اتخذته إثيوبيا في رحلة الخطوة الأخيرة للوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف ولكننى مع هذا أنا على ثقة أن إثيوبيا ستعود إلى صوابها وحجمها ولن يضيع حق وراءه مطالب بوجود حكومة مصرية حازمة ورئيس قوى وجيش يصون الأرض والعرض والمياه فيما لن تحصد دول الشر التى تتأمر على مصر والدول العربية لنهب ثرواتها وتدمير جيوشها ومدنها إلا الحسرة والندامة والاحتقار.