تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب والروائي الروسي نيقولاى جوجول، الذي يعد من آباء الأدب الروسي، وأكبر الروائيين والمسرحيين في هذا الأدب، الذي تحتفي به الأوساط الفنية والثقافية ليس فقط في روسيا وإنما في العالم كله.
يعتبر"جوجول"، واحدًا من مؤسسي المدرسة الواقعية في الأدب الروسي في القرن التاسع عشر، والذي امتاز بأسلوبه الكوميدي الساخر، وكانت رواية "أرواح ميتة" من أشهر أعماله.
ولد جوجول في 1 أبريل 1809 في قرية سورتشينتسي قرب مدينة بولتافا الأوكرانية، تأثر في صغره بطريقة حياة الفلاحين في الريف الأوكراني، وتقاليد شعب القوزاق وفولكلوره الغني، وكان أبوه كاتب مسرحيات من وحي الفولكلور الأوكراني، ثم التحق جوجول بالمدرسة العليا في نيجين، وظهرت موهبته الأدبية والفنية في سن الـثانية عشرة، ونشر له أشعار في مجلة هناك، وكان قد قلد العجائز في مسرح المدرسة بطريقه كوميدية.
كتب جوجول جزء من رواية "أرواح ميتة" بالروسية في سويسرا وكتب جزءا آخر في باريس، لكن روما كانت المكان الذي كتب فيه معظم روايته العظيمة، وأطلق على هذه الرواية اسم "ملحمة" التي تصور روسيا الإقطاعية بنظام القنانة، والنظام البيروقراطي الفاسد الذي كان سائدًا في تلك الأيام، وكتب الجزء الأول من الرواية خلال 8 سنوات من 1834 إلى 1842، وقرأ لبوشكين الفصول الأولى التي جعلت بوشكين يشعر بكآبة إلى أن صرخ "يا إلهي يا حزن روسيتنا"، وكان بطل هذه الرواية "تشيتشيكوف" الرجل النصاب الماكر الذي أراد أن يغتني ثانية بعد أن خسر ثروته، ثم أعد خطة ذكية لكن إجرامية، بأن يشتري من ملاك الإقطاعات أرواح العبيد الذين كانوا يعملون عندهم وماتوا من فترة قريبة ولكن لم يتم تسجيل وفاتهم في السجلات الحكومية، وبذلك فهم لا يزالون على قيد الحياة، فعندما يتصل "تشيتشيكوف" بالملاك كانوا يفرحون بالموضوع لأنهم كانوا يدفعون ضرائب للدولة عن عبيد غير موجودين، فكان ينوي رهن الأرواح إلى البنوك ويستقرض مالا ليتمكن من العيش كرجل محترم في إقليم بعيد لا أحد يعرفه هناك.
