الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

رسالة من قريتي إلى وزير الأوقاف: حلمنا في جرة قلم

محمد مختار جمعة
محمد مختار جمعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف.. أرجو أن تصلك كلماتي وتقرأها حرفا حرفا بتمعن.. تقرأ وتترك الحكم لآخر سطر.. فلقد عانيت وأنا أجمع كل هذه الحروف من منازل قريتي.. من نوع قلوب الصغار.. بعضهم أعطاني حروفا من أمل.. وبعضهم من ألم، منحني اليتامى من دموعهم مدادا لأكتب لك رسالتي هذه..
يا شيخنا.. لي عندك رجاء ليس خاصا ولكنه لأهل قريتي، فقد حملوني أمانة أن أحمل الرسالة إليك بحكم عملي الصحفي.. فقررت أن أكتبها كابن من أبناء تلك القرية.. قررت أن أكتبها كطالب متعب من تكدس فصله.. قررت أن أكتبها كمعلم فقد صوته وضاع وقته وهو ينظم 60 طالبا وطالبة في حجرة.. قررت أن أكتبها كأم تجلس قلبها يرتجف من تدافع الطلبة على درجات السلم، وتتصور في كل لحظة سقوط ابنها.. قررت أن أكتبها كولي أمر.. كأب تعصره الحاجة ولا يملك من بد سوى الدفع بطفله إلى السنة الأولى من التعليم في مقعد عليه عشرة وقد صنع لطالبين.. قررت أن أكتبها نيابة عن مواهب وُئِدت بعد إلغاء الإذاعة المدرسية وحصص التربية الموسيقية والتربية الرياضية لعدم وجود فناء.. كتبتها وأنا أقلب في شكاوى الزحام والسقوط والعناء.. كتبتها وأنا أسقط كمن يسقط في هوة مع تراجع المستوى التعليمي.. كتبتها وأنا أقف كتلميذ في آخر فصل مكدس لا يجد له مكان.. كتبتها وأنا كبوابة تتمايل ضلفتيها من تدافع الأبناء ورغم وهنها ترفض السقوط خشية فاجعة تشتعل في الديار.
يا معالي الوزير كل هؤلاء قطعوا من زادهم.. من القليل لديهم.. حينما برق حلم شراء قطعة أرض من الأوقاف لتخصيصها لصالح مدرسة بالقرية.. حلم طل علينا من نوافذ اليأس فتمسكنا به.. أه لو ترى شيوخنا ونساءنا وأطفالنا وهم يجمعون ما لديهم ويضعوه في كف من تبنى أمر شراء الأرض.. آه لو ترى ابني وأبناء عمومته وهم يعدون الجنيهات قبل تسليمها.. كانت الفرحة جامعة والحلم جامع والأمل يكبر كلما اقتربنا من جمع المبلغ المطلوب.. لكننا في لحظة السداد تفاجئنا أن الحلم يبتعد والحلم ينهار.. ونحن لم يعد لدينا القدرة على اللحاق به، فبعد أن جمعنا كل ما لدينا على ما قيل لنا بأن المبلغ المقدر للقيراط 50 ألف جنيه تفاجأنا في المزاد أن السعر تضاعف إلى 70 ألف جنيه في المساحة المقدرة 32 قيراطا أي زيادة 640 ألف جنيه.. حاولنا قدر المستطاع لكنا وبصدق لم نستطع.. لم نترك بابا إلا وطرقناه.. إلا بابك.. باب الدولة التي تقف مع أبنائها.. فالرئيس ورئيس الوزراء وأنت.. كلكم آباء لا نطلب منكم حقا بقدر ما نطلب منكم مساندة ودعم وتبرع لتحقيق هذا الحلم.. حلم قريتي كوم الأطرون. طوخ. القليوبية.. وأنا على يقين أن طلبنا سيجد لديكم صداه.
تليفون: 01009092161