آمن بدور الثقافة في تنمية الأجيال ورفع وعى الشعوب، فكانت الثقافة لديه أوجب على المؤسسات من تقديم الخبز للمواطنين، درس العلوم العسكرية بالكلية الحربية ثم انتقل لدراسة الآداب بجامعة فؤاد الأول –جامعة القاهرة حاليا- فاتسع أفقه الذي جمع بين إبداع المُثقف وحكمة ورزانة العسكري، أنه الكاتب الكبير ثروت عكاشة والذي تحل اليوم 27 فبراير ذكرى رحيله عام 2012.
وُلد عُكاشة بمحافظة القاهرة في 1921 وسط عائلة ميسورة وشقيقه هو الدكتور أحمد عُكاشة الطبيب النفسي، وبعد إتمامه مراحل تعليمه الأساسية حتى المرحلة الثانوية التحق بالكلية الحربية لدراسة العلوم العسكرية وتخرج في 1939 واستمر في الترقي حتى أصبح وكيل أركان حرب عام 1948.
مر عُكاشة خلال حياته العملية بالكثير من المناصب والتدرجات المهمة فبعد تخرجه من الكلية الحربية بدأ كضابط بالقوات المُسلحة وتدرج في الرتب العسكرية، ثم درس الآداب فأصبح رئيس تحرير مجلة التحرير في 1952، ثم ترك المجلة ليسافر إلى باريس ومدريد لتقلده منصب ملحق عسكري بالسفارة المصرية وهو في الثانية والثلاثين من عمره، ثم سفير مصر في روما عام 1957.
تقلد عُكاشة منصب وزير الثقافة والإرشاد القومي في 1958، ثم رئيس المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، ثم ضمه البنك الأهلي لخبرته الكبيرة وثقافته العالية ليصبح رئيس مجلس إدارة البنك وهو في الواحدة والأربعين من عمره، ثم انضم مرة أخرى للحكومة ولكن في هذه المرة نائبا لرئيس الوزراء وذلك في 1966.
عاد عُكاشة مرة أخرى لوزارة الثقافة في 1967، ثم عين مساعدا لرئيس الجمهورية للشئون الثقافية في 1970، وحتى تم انتخابه رئيسًا للجنة الثقافية الاستشارية بمعهد العالم العربي بباريس وهو في السبعين من عمره ولمدة ثلاث سنوات، فأثبت قدرته على أنه موسوعة مصرية وعربية تركت أثرا كبيرا في العالم العربي كله.
حصل عُكاشة على العديد من الجوائز العسكرية والأدبية منها الجائزة الأولى في مسابقة فاروق الأول العسكرية، ووسام الفنون والآداب الفرنسي في 1965، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، دكتوراة فخرية في العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في 1995، جائزة مبارك في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة بالإضافة إلى مجموعة من الجوائز الأخرى.
ألف عكاشة العديد من الكُتب مثل معجم المصطلحات الثقافية، الترجمات للمسرح المصري القديم ومذكرات ثروت عكاشة، القيم الجمالية في العمارة الإسلامية، وتاريخ الفن الروماني بالإضافة إلى مجموعة أخرى من المؤلفات.
