التجرد من مشاعر الإنسانية أمر حيواني لا يحدث سوى في الغابات التي يحكم القوي فيها الضعيف، كل ما نريده للعيش في مجتمع متحضر هو الاتسام بمشاعر الرحمة والحب والشهامة، لا نريد أكثر من ذلك، المواقف الحياتية اليومية خير شاهد على التمحيص ما بين هذا وذاك، وفي لقطة إنسانية تستدعي الإشادة وذكر اسم صاحبها، وبعد هطول الأمطار بغزارة طوال اليوم، وتوقف حركة السير في مناطق عدة وسط القاهرة وفي محافظات عدة.
توقفت حركة السير بشارع عبدالحميد بدوي بمصر الجديدة لمدة 5 ساعات، وأصبح المواطنون عالقون، منهم من احتمى في السيارات ومنهم من لم يجد سقف يأويه من الماء، الأمطار الغزيرة كادت أن تودي بحياة أشخاص لا يتحملون الوقوف في الصقيع لإصابتهم بأمراضهم شعبية، فلجئوا إلى أحد المولات الكبيرة المعروفة، لكن إدارة المول رفضت استقبالهم وأغلقت الأبواب في وجوههم، وكذلك فعل أكثر من محل جانبي، وبين وحشية البشر وقسوتهم، رحب سنتر بمصر الجديدة، بجميع العالقين في الشارع الذين لا يجدون مأوى واستضافهم لمدة 5 ساعات بعد أن توقفت حركة السير بالكامل، فيما سمح للسيدات والأطفال والعجائز باستخدام دورات المياه الخاصة بهم، وذلك لتوقف سير الحركة المرورية لمدة 5 ساعات، وبعد توقف الأمطار ورجوع حركة السير انصرف المواطنون إلى منازلهم.
