تتسم رياضة الفروسية بأنها واحدة من أرقى وأخطر الرياضات في عالمنا وتتطلب قدرات ومهارات معينة لمن يرغب في ممارستها، لكن إسراء فرج التي تخرجت في كلية الألسن جامعة عين شمس، صاحبة الـ"22" ربيعا، خرقت هذه القواعد بفضل إصرارها، خاصة وأنها ولدت بضعف شديد في النظر، كانت تحلم بالفروسية وسعت لتجربة ركوب الخيل، فذهبت إلى واحدة من الأكاديميات المتخصصة في هذا المجال، البداية كانت مجرد تجربة لكن الأمر استهواها وقررت أن تتعلم الفروسية، تسلحت بعزيمتها وأدواتها من أحذية وخوذة وقفازات، كان دخول هذا المضمار هو التحدي الأصعب في حياتها، وواجهتها صعاب كثيرة لأنها لم تستطع التحكم في الحصان ما كان يستلزم وجود مدرب رفقتها، وتدريجيا استطاعت أن تتغلب على عقبة ضعف النظر وبمساعدة وتوجيهات المدرب حفظت أرض الميدان وأبعادها باعتمادها على الذاكرة، فأتقنت المشي بالخيل وحدها، فارتقت بطموحاتها وقررت أن تتخطى الحواجز والذي يعد من أخطر أنواع رياضة الفروسية، إذ إن الإصابات التي قد يتعرض لها الفارس قد تودي بحياته إذا لم يقفز بشكل صحيح وبوضعية معينة، ومع التجارب استطاعت أن تتغلب على الصعوبات من جديد وتمكنت من تخطي الحواجز وحدها بارتفاعاتها المختلفة بفضل ثقتها الشديدة والتي مكنتها من التحكم بالخيل خاصة وأن قواعد الفروسية تؤكد أنه حال لم يستطيع الفارس السيطرة على الخيل يفقد الخيل القدرة على التحكم، شاركت إسراء في بطولات ودية وأبلت بلاء حسنا ونالت إشادة متابعي البطولات ما رفع من معنوياتها خاصة وأنها استطاعت استخدام حواسها لتعويض ضعف نظرها الشديد، وباتت متقنة لركوب الخيل باحترافية عالية.
