الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«التوكتوك والميكروباص».. الراعي الرسمي لـ«المهرجانات».. «البوابة نيوز» في جولة ميدانية في المواقف.. سائقون: تعبر عن أحوالنا المعيشية.. وكلماتها تشبهنا.. وتساعدنا على العمل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة من الجدل وتباين الآراء على «السوشيال ميديا»، وكذلك بين النقاد الفنيين من جانب والمواطنين من جانب آخر، أثارها إصدار نقابة المهن الموسيقية، قرارًا بعدم السماح لأصحاب «المهرجانات الشعبية» بإحياء الحفلات الغنائية في المنشآت السياحية والبواخر النيلية والملاهى الليلية والكافيهات.


ففى الآوانة الأخيرة، استحوذت «المهرجانات الشعبية» على الذوق الموسيقى والغنائى لعدد من الجمهور، وتحديدًا فئة الشباب، باعتبارها نوعًا جديدًا من الأغانى الشعبية، بل إنها استطاعت جذب مستمعى الأغانى الشعبية إليها بشكل كبير نتيجة إلقائها بـ«لغتهم الشعبية الدارجة»، وكنوع من إدخال مظاهر الفرحة والبهجة عليهم «على حد قول بعض الشباب من مستمعيها».
«المهرجانات» عبارة عن أصوات صاخبة ومجموعة من الكلمات والألفاظ الخارجة يتم تداولها وانتشارها بكثرة في «الميكروباصات والتوكتوك» لتشبه ما يمثل الراعى الرسمى للمهرجانات الشعبية..
«البوابة» ترصد آراء سائقى الميكروباصات والتكاتك حول المهرجانات الشعبية في جولة ميدانية داخل موقف الميكروباصات في منطقتى الدقى في «كوبرى الخشب» و«دار السلام»، وموقف آخر للتكاتك في حى «دار السلام».
قال «محمود سيد»، ٢٥ عامًا، سائق ميكروباص، إنه يستمع إلى المهرجانات الشعبية باستمرار، خاصةً أثناء فترة عمله على قيادة العربية «الميكروباص»، باعتبارها وسيلة للتسلية والترفيه والبهجة لتمضية وقت العمل دون ملل، فضلًا عن كونها أساس الاحتفال بالأفراح في الأحياء الشعبية، وداخل المقاهى والمحلات وغيرها، موضحًا أنه عرف مؤخرًا قرار منع إذاعة المهرجانات متسائلًا عن سبب المنع باعتبارها وسيلة لإسعاد البسطاء.
وتابع «محمود سيد» لـ«البوابة»: «أنا والسواقين بنشغل أغانى المهرجانات علشان نقدر نكمل اليوم في الشغل ونكون مبسوطين، المسئولين عايزين يمنعوها ليه؟، هى مش بتأذى حد، حتى الركاب اللى بنوصلهم مش بيعترضوا عليها، ولو حد اعترض أحد الركاب على أغنية المهرجان نحترم رأيه، إذن أين الأزمة الآن؟».
وعن المهرجانات المفضلة للسائق «محمود سيد»، يقول إن مهرجان «شقلطونى في بحر بيرة» لـ«حمو بيكا» من المهرجانات المفضلة إليه، وكذلك مهرجان «بنت الجيران» لـ«حسن شاكوش»، ومهرجان «مساء النقص»، قائلًا: «هذه المهرجانات أحب سماعها دائما، لأنها تعبر عن حالنا وحياتنا، وكلماتها قريبة مننا وتمسنا في كل موقف نتعرض ليه، وهناك مهرجانات أخرى لا تعجبني، يمكن أن اسمعها مرة واحدة ولا أكررها مرة أخرى». 

ويتفق معه في الرأي، «حسن إبراهيم»، سائق ميكروباص، يبلغ من العمر ٣٣ عامًا، مشيرًا إلى أن أغانى المهرجانات الشعبية لا تختلف شيئًا عن الأغانى العادية للمطربين، فيما عدا الموسيقى التى تعتمد على الرقص والأصوات المرتفعة، عكس الأغانى العادية مثل «أغانى الفنانة شيرين والفنان تامر حسني» وغيرهم، فهى أغان شعبية يستمع إليها جمهور كبير من أجل إدخال روح البهجة والسعادة عليهم بعيدًا عن الأزمات والمشكلات التى يتعرضون لها يوميًا.
ويستكمل «حسن إبراهيم»، لـ«البوابة»: «في ميكروباصى بشغل أغانى المهرجانات لتغيير الجو وأعرف اشتغل وأنا فرحان، وهناك أولاد وبنات يطلبوا منى أشغل مهرجانات معينة يحبوها، موضحًا أن الركاب من كبار السن نادرًا ما يعترضون على تشغيل المهرجانات أثناء السير على الطريق، ولكنهم قد يعترضون على الصوت العالى في بعض الأحيان، ما يجعله مجبرا على خفض الصوت إرضاءً لهم ولعدم افتعال أزمة أو مشكلة».
وبسؤال «حسن إبراهيم»، عن اعتبار الميكروباصات وسيلة إعلانية للمهرجانات الشعبية، يقول إن السائقين يعرفون المهرجانات من خلال موقع «يوتيوب» مثل أى شخص آخر، ويختار من هذه الأغانى ما يفضل سماعه في الميكروباص أثناء القيادة، وقد يصادف أن يكون الراكب يعرف هذا المهرجان أو لا يعرفه ويحب سماعه، فقد يقوم بسؤاله أو يبحث عنه لسماعه مرة أخرى وهكذا، أما عن المهرجانات المفضلة له، قال: «مهرجان هاتلى فوديكا وجيفاز» لـ«حمو بيكا وحسن شاكوش»، ومهرجان «بنت الجيران» ومهرجان «أنتى أبوكى تاجر سلاح» المفضلين لديه.
وتابع: «أسمع أيضا أغانى قديمة لبهاء سلطان وجورج وسوف وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ، لكن هذه الأغانى أسمعها ليلا وأنا في المنزل، لأنها تهدى أعصابى قبل ما أنام وساعات بسمعها في الميكروباص بس مش كتير زى الأول».
وبمحاذاة موقف الميكروباصات، يقف «سعيد هاشم»، ٥٠ عامًا، سائق ميكروباص، حاملًا «سيجارته وكوباية شاى ساخن» قبل انطلاقه على الطريق لتوصيل الركاب، معلنًا رفضه التام للمهرجانات الشعبية: «أعمل سائق منذ عام ١٥ سنة، ولا أحب المهرجانات الشعبية التى يشغلها السواقين الصغار، لأنها مش أغانى ولا لحن ولا كلمات، وأنا اسمع الشعبى لمطرب مثل حكيم أو عبدالباسط حمودة أو حسن الأسمر وغيرهم، اللى بيغنوا شعبى كويس مش أى كلام طالع ويقول عليه ده مهرجان شعبي».
ويوضح «سعيد هاشم»، أن الميكروباصات ساعدت في انتشار أغانى المهرجانات الشعبية بين جميع الشباب، لأن الشاب «الراكب» يستمع إلى المهرجان في الميكروباص أو التوكتوك أثناء ذهابه إلى العمل أو المنزل، ويجدها أغنية جيدة، ويعاود الاستماع إليها مرة أخرى ويعود لوعها على الهاتف، لأن هذه الأغانى تُغنى بلغتهم المتداولة بينهم وبالتالى يفضلون الاستماع إليها باستمرار.

ويرى أن أصحاب أغانى المهرجانات الشعبية يحققون الشهرة والمكاسب المادية من خلال انتشار أغانيهم بهذا الشكل بين الشباب وفى الشوارع والميكروباصات والتكاتك، قائلًا: «نحن من ننجحهم ونجعلهم يحصدوا ملايين الجنيهات، ولو توقفنا عن سماعهم سيختفون».
وسط ارتفاع أصوات أغانى المهرجانات بين عدد من التكاتك يقفون في صف واحد بمحاذاة بعضهم البعض، وأمام كل «توكتوك» سائقه ينادى على المارة لتوصيلهم، تحدثت «البوابة» مع بعض سائقى «التكاتك» في حى «دار السلام» في محافظة القاهرة.
وفى البداية، يقول «حازم صلاح»، ٢٠ عامًا، سائق توكتوك: «استمع للمهرجانات الشعبية في كل توصيله، لأنها تنشر الفرح، وتجعلنا نتحمل العمل مثل السجائر لدى المدخنين، لكن لو راكب طلب منى أغلق الأغانى سأوقفها فورا».
ويوضح «حازم»، أن المهرجانات الشعبية اشتهرت جدًا في كل مكان في مصر، فإنها لا تقتصر على «التوكتوك» أو «الميكروباص» فقط، بل نجد الشباب في سيارتهم الخاصة يستمعون إليها أثناء تجمعهم، وكذلك داخل الأفراح والمناسبات المختلفة مثل أعياد الميلاد سواء في الأحياء الشعبية أو الراقية أيضًا، حيث إنها وسيلة للتخفيف عن المواطنين من أعباء المشكلات والأزمات التى يتعرضون لها، ومن أجل الشعور بالبهجة والفرح.
ويؤكد، أن المهرجانات أصبحت الأغانى المفضلة لدى عدد كبير من الشباب والأطفال أيضًا في الوقت الراهن في مختلف الأوقات والأماكن، قائلًا: «الأطفال يستمعون لأغانى «حمو بيكا» و«مجدى شطه» و«حسن شاكوش» و«محمد رمضان»، لكن المشكلة أنه هناك أغانى تتضمن كلمات خارجة لا يصح أن يسمعها الأطفال».
وعن كون «التكاتك» راعى إعلانى للمهرجانات الشعبية، يقول «مجدى قباقه»: «التكاتك تلعب دورا في نشر المهرجانات وهناك من الركاب بيسألونا عن اسم المهرجان اللى نشغله، ومن هنا المهرجانات دى وأصحابها اتشهروا، ومصر كلها بقت عارفهم حتى الناس اللى مش بتسمعهم خالص».