الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"التعليم" تبدأ مواجهة مخاطر التطور التكنولوجي على الطلاب.. توجيهات بمجابهة إدمان الألعاب الإلكترونية.. تربوي: المسئولية مشتركة بين الأسرة وكافة مؤسسات الدولة.. وخبير نفسي: خلق أنشطة جديدة هو الحل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"معًا لترسيخ مبادئ وأساسيات التربية السليمة للأطفال وحمايتهم من مخاطر التطور التكنولوجي"، شعار جديد لوزارة التربية والتعليم ظهر من خلال تصريح محمد عطية مدير مديرية التعليم بالقاهرة، للتأكيد على ضرورة التصدي للألعاب الإلكترونية الضارة بالأطفال، وفقًا لتوجيهات الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة.


ووجه محمد عطية الشئون التنفيذية بالمديرية والعلاقات العامة والإعلام بوضع خطة لمجابهة تلك الظاهرة السلبية ومتابعة تنفيذها بالإدارات التعليمية، فضلًا عن دعوة المديرية للإدارات التعليمية والمدارس ومسئولي الأنشطة والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين ومجالس أمناء الآباء والمعلمين، للتعاون وتوعية أبنائنا الطلاب لخطورة هذه الألعاب، وعدم ممارستها حرصًا على سلامتهم مع التأكيد على الاهتمام بالأنشطة المدرسية التي تتلائم مع كل مرحلة من مراحل التعليم المختلفة.
وشدد على أنه لا بد من حماية أطفالنا من ممارسة الألعاب العنيفة، التي من الممكن أن تؤثر على شخصيتهم فيما بعد، ووقوعهم فريسة لإدمان هذه الألعاب الإلكترونية الخطيرة، مقدمًا مجموعة من النصائح للأسر في تعاملهم مع الأطفال لحمايتهم من هذه الألعاب، أبرزها: "عدم التعامل مع الأزمة بعنف أو إهمال، ممارسة الأطفال للرياضة، توفير الوقت لمناقشة مشكلاتهم لتحقيق الشعور بالأمان، تنظيم الوقت ومراقبة الألعاب التي يقبلون عليها".

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، إن هناك حاجة لترسيخ مبادئ التربية السليمة في المدارس وداخل الأسرة أيضًا، والتي تشمل عدة عوامل أهمها مبدأ "عدم إصدار الأوامر" وضرورة تمكين الآباء والأمهات المتعلمين أطفالهم من إدارة ذواتهم وتحمل مسئولية اختياره، فإن الحرية مسئولية، لافتًا إلى أنه عندما يتخذ الطفل قرارا معينا خاصةً فيما يتعلق بـ"السوشيال ميديا" يتحمل مسئوليته
ويضيف عبد الحميد، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن المؤسسات التربوية ممثلة في وزارة التربية والتعليم باعتبارها المؤسسة المتخصصة في التعليم والتربية للأطفال منذ الصغر، وتحتاج إلى تنمية "التوقع" لدى الطلاب، باعتبار أن المتعلمين أحرار وليسو مجرد رهينة لدى المدرسة أو المدرسين، مشيرًا إلى أن المؤسسات التربوية المكملة لدور الوزارة هي وسائل الإعلام والمؤسسات الدينية "المسجد والكنسية" وفي النهاية الأسرة، لأن الآباء أو الأمهات ليسوا بالضرورة متخصصين ومدركين لمبادئ التربية السليمة، فلا بد من تدريس أصول التربية والتنشئة، وكذلك الإعلام باعتباره يقوم بوظيفة تربوية فهو من يعطي المعلومات والتربية والتوجه نحو الأفكار
وعن مخاطر الألعاب الإلكترونية وتأثيرها النفسي الضار على الأطفال، يوضح الدكتور على عبد الراضي، استشاري الطب النفسي، أن أحد أنواع الإدمان هو "الإدمان السلوكي" ويندرج تحته نوعين من الإدمان "المعنوي" وآخر "المادي" مثل "إدمان المخدرات والكحوليات" وغيرها التي تسعى إلى إفساد عقلية الإنسان ومدى إدراكه وتعامله مع البيئة المحيطة به، مشيرًا إلى أن الإدمان المعنوي يكمن في إدمان الألعاب الإلكترونية أو مشاهدة الأفلام والمسلسلات، والتي يحقق من خلالها الشعور بالمتعة.
وأضاف أنه أجريت التجارب والدراسات التي أثبت أن الأطفال من غير مدمني الألعاب الإلكترونية كان يمتلكون عددا من الأنشطة كبير جدًا، وعلاج الإدمان ممارسة أنشطة أخرى.
ويتابع "عبد الراضي"، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن المدرسة والأسرة تقع عليهما مسئولية كبيرة جدًا فيما يخص تربية الأطفال.
وأضاف أن استخدام التابلت في المدارس ضمن إطار تطوير المنظومة التعليمية بالوزارة ساهم في انتشار الألعاب الإلكترونية، موضحًا أن هذا الأمر دليل على شغف الأطفال بهذه الألعاب، وبالتالي على الآباء والأمهات خلق أنشطة عديدة ومختلفة لأطفالهم لإبعادهم عن هذه النوعية من الألعاب، فضلًا عن ضرورة الاستماع إليهم باستمرار.
ويستكمل، أن مبادرة الرئيس السيسي شملت ضرورة ممارسة الأنشطة الرياضية للشباب وغذائهم الصحيح والتنشئة الصحيحة، وبالتالي يحتاج الأمر إلى تعاون عدة وزارات مع بعضها البعض للتحقيق الكامل لهذه الأهداف، ومنها وزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب والرياضة والجهات المعنية، مؤكدًا أن الأطفال يجدون أنفسهم بشكل كبير من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة.
وتابع أنه لا بد من تكاتف المجتمع لتنمية مواهب الأطفال وتشجيعهم على ممارسة الرياضة وعدم الاتجاه إلى الألعاب البديلة الإلكترونية، التي تستهدف في الأساس النظام السلوكي والنفسي التي تعتمد على الدافعية وتحقيق المكسب والخسارة وتفريغ الطاقة السلبية وغيرها لجذب الإنسان سواء طفل أو شاب، مطالبًا بضرورة استعادة وزارة التربية والتعليم رعايتها للطلاب الموهوبين والمبدعين في مختلف المجالات، وأن يتم الاهتمام بهم ورعايتهم وإبرازهم للمجتمع من خلال وسائل الإعلام.