الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

يوسف السباعي.. جبرتي العصر

يوسف السباعي
يوسف السباعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جمع الأديب يوسف السباعي الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الثلاثاء، بين عشقه للعسكرية والأدب والفكر والثقافة، ساهم عبر مشواره الأدبي والسياسي الطويل في إنشاء العديد من الكيانات الأدبية المصرية والعربية والأفريقية، كما عزز علاقات التعاون بين مصر والدول الآسيوية، وكان واحدا من بين الذين أسسوا كيان الصحافة المصرية.
كان والده محمد السباعي الباحث والمترجم مولعا ومتعمقا في الآداب العربية شعرا ونثرا، إضافة إلى الفلسفات الأوروبية الحديثة الذي يساعده في اتقان اللغة الإنجليزية، وكان والده يرسله إلى مراجعة المقالات الذي يكتبها، حفظ "يوسف" أشعار عمر الخيام الذي ترجمها والده من الإنجليزية إلى العربية، كتب والده قصة بعنوان "الفيلسوف" حتى فارق الحياة ولم يكملها، ثم أكملها بعد ذلك نجله "يوسف" بل ظل عام كاملا لم يتوقع رحيل والده وكان ينتظر عودته مرة أخرى.
التحق "السباعي" بمدرسة شبرا الثانوية، وكان في تلك الفترة يجيد الرسم حتى بدأ في إعداد مجلة يكتبها ويرسمها، وتحولت هذه المجلة إلى مجلة المدرسة وذلك بعد أن أعجبت بها إدارة مدرسة الثانوية بمجلة الطالب يوسف محمد السباعي، وأصبحت تصدر باسم مجلة مدرسة شبرا الثانوية، ونشر بها أول قصة يكتبها تحمل عنوان "فوق الأنواء" وكان عمره في تلك الفترة سبعة عشرة عاما، ونظرا لإعجابه الشديد بها أعاد طباعتها مرة أخرى في مجموعته القصصية "أطياف"، وأعقبها قصته الثانية كانت بعنوان "تبت يدا أبي لهب وتب" التي نشرت في مجلة "مجلتي"، ورغم عشقه للأدب إلا أنه اختار لنفسه دراسة العلوم السكرية والتحق بالكلية الحربية.
لا تمنعه العسكرية من عشقه الأول وهو الأدب، فكتب العديد من الأعمال الأدبية، وكان له الفضل في تأسيس سلاح المدرعات، كما حصل على دبلوم الصحافة من جامعة فؤاد الأول بالقاهرة فقد أنشأ نادي القصة، كما تولى بعد ذلك إدارة العديد من الصحف والمجلات منها: روز اليوسف، آخر ساعة، دار الهلال، الأهرام، إلى جانب وزارة الثقافة. 
لقبه أديب نوبل نجيب محفوظ بـ"جبرتى العصر"، وذلك لأنه سجل من خلال كتاباته الأدبية أحداث الثورة منذ اندلاعها حتى بشائر النصر في حرب أكتوبر المجيدة عبر أعماله التي من بينها: "رد قلبي"، "جفت الدموع"، "ليل له آخر"، "أقوى من الزمن"، "العمر لحظة"، وغيرها من الأعمال التي لاقت نجاحا كبيرا في الساحة الفنية والثقافية، فكان مؤمنا بأن للأدب دورا كبيرا في التمهيد للسلام في مختلف العصور.