الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

أستاذ بإعلام سوهاج يدعو إلى عمل دليل منهجي لصغار الباحثين العرب

الدكتور صابر حارص
الدكتور صابر حارص مع الباحثين خلال الندوة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعا الدكتور صابر حارص أستاذ الإعلام والرأي العام بكلية الآداب في جامعة سوهاج إلى عمل دليل منهجي معتمد لصغار الباحثين في العالم العربي، جاء ذلك خلال ندوته عن فن الابتكار في اختيار الأفكار البحثية التي أقيمت بمنتدى الأصالة والتجديد في بحوث الإعلام بالقاهرة.
أوضح الدكتور صابر حارص أن ثمة فارق بين أربعة مصطلحات يمكن أن توصف بها الأفكار البحثية بشكل عام، الأصالة، الابتكار، الاختراع، التجديد وأشار إلى أن الأفكار التي تبقي صالحة للدراسة والنقاش وتحتفظ بقيمتها وجديتها وتميزها على مدى الوقت هي الأفكار الأصيلة لأنها لا تنتهي ولا تموت بمرور الوقت ولكنها تظل متجددة على الدوام، وقدم أمثلة عديدة للأفكار الأصيلة في بحوث الإعلام منها الأفكار التي تتصدى لنقد وتقييم وتقويم وإصلاح وسائل الإعلام والإعلاميين بناء على قيم ومعايير مهنية وأخلاقية وعوامل اقتصادية وسياسية وقانونية، وكذلك الأفكار التي تقوم بتجديد الخطابات الدينية في وسائل الإعلام وتكشف عن أساليب الإعلام في التزييف والتضليل وتشكيل الصور الذهنية لدي الجماهير وغيرها من نماذج الأفكار التي تبقي ذات قيمة في أي وقت.
وأضاف أن الابتكار في الأفكار يعني القدرة على تطوير الفكرة أو تصميمها المنهجي أو أسلوب معالجتها بطريقة أكثر وضوحا وجدوى للمجتمع والبحث العلمي، أما الاختراع فهو إيجاد الفكرة من العدم، وكل مايجري على هذه الأفكار المخترعه من إضافات وتحسينات يسمى ابتكارا، بينما يعني التجديد في الأفكار معالجتها للعصر واستجابتها لتحديات الواقع وتحقيقها لنفع المجتمع، وأشار حارص إلى أن الأفكار الأصيلة يمكن أن تكون مبتكرة ومتجددة في آن واحد، أما الأفكار العادية الشائعة التي تقوم على تقليد الأفكار المشابهة أو تكرار أسلوب معالجته ولا يشعر الباحث معها بجديد أو اختلاف عما هو سائد فهي أفكار تقليدية مستهلكة تفتقد الأصالة والابتكار والتجديد.
وحدد حارص سبع مهارات لابتكار الأفكار البحثية تشمل:
استخلاص الأفكار الفرعية أو الجزئية من أفكار أعم وأشمل، تركيب الأفكار الفرعية من فكرة واحدة بحيث يكون المنتج فكرة جديدة، قلب أو تبادل المتغيرات البحثية بحيث يصبح المتغير المستقل متغيرا تابعا والعكس أيضا، الانتقال بالأفكار من الخاص إلى العام والعكس أيضا، وكذلك دراسة الفكرة أو الظاهرة البحثية على قطاعات أخرى وحقول بحثية أخرى داخل التخصص، وكذلك الأفكار البحثية التي تتطلب أكثر من تخصص لدراستها إضافة إلى مستقبل الظواهر البحثية في التخصص.
كما قدم تصنيفا مناسبا للحقول البحثية في مجال الإعلام لمساعدة شباب الباحثين يتضمن ما يقرب من ثلاثين حقلا، في مقدمتها: دراسات اتجاهات القائم بالاتصال والعوامل المؤثرة عليه، أخلاقيات وسائل الإعلام في معالجتها لأحداث المجتمع، دراسات المسئولية والمهنية والوظائف والأدوار والأطر الإعلامية وتحليل اتجاهات الخطاب والتحليل السيمولوجي ودراسات التأثير واتجاهات الجمهور والنخب، ودراسات الصور الأعلامية والذهنية والنمطية وعلاقتها بالدعاية والإعلام، دراسات السياسات الإعلامية وإستراتجيات الاتصال وقياس فاعلية الحملات الإعلامية والإعلانية، دراسات أساليب الإنتاج الحديثة ودراسات التفاعلية والإخراج والتصميم وعلاقتها بالحمهور وكذلك الدراسات المرتبطة بنظريات البحوث الإعلامية وخاصة النظريات الجديدة في مجال الإعلام الرقمي والحقول الجديدة أو المبتكرة في مجال الاختراق الإلكتروني والأخبار الزائفة.
وأوضح حارص أن كل الأساليب ربما تكون صحيحة ولكنها لم تحظى باتفاق الأساتذة عليها، ومن ثم تصبح مسألة خلافية في المناقشات والتقييمات البحثية، وأضاف حارص أن الدليل المنهجي الذي يقترحه كهدف في هذه المحاضرة هو الذي يحدد السياق العلمي المناسب لاستخدام كل أسلوب بعينه..، فالمقدمات مثلا التي يكتبها الباحث من ثقافته وخبرته بالعمل العلمي ربما تناسب كبار الباحثين ويعجز عن إجادتها صغار الباحثين، في حين تكون المقدمات المصنوعة من المراجع العلمية مناسبة وملائمة لشباب الباحثين.
وفي نهاية الندوة دعا حارص إلى اتباع الأسلوب الرأسي وليس الأفقي في تعلم مهارات البحث العلمي بحيث يجد الباحث أمامه كافة الاتجاهات البحثيه المتعددة في كل عنصر أو خطوة من خطوات البحث العلمي عامة والإطار المنهجي خاصة.