الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

عبدالرحيم علي يكتب حرية الرأي والتعبير في الإسلام «12»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إذا صدر قول يحتمل الكفر من مائة وجه ويحتمل الإيمان من وجه واحد حُمِل على الإيمان ولا يجوز حمله على الكفر

رموز التجديد يحسمون الأمر

محمد عبده: ليس فى الإسلام ما يسمى بالسلطة الدينية بأى وجه من الوجوه

عبدالمتعال الصعيدى: المسلمون مطالبون بالدفاع عن كل من يدخل فى حكمهم على اختلاف أديانهم

محمود شلتوت: الإسلام دين يساير جميع أنواع الثقافات الصحيحة والحضارات النافعة

محمد الغزالى: الإيمان الصحيح المقبول يجىء وليد يقظة عقلية واقتناع قلبى

 

أثار السجال بين الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، وبين الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، جدلًا واسعًا بعد أن فُهِمَ من طريقة رد الإمام أن قضية التجديد لا تخص أحدًا إلا الأزاهرة، وبدا أمام الجمهور أن فضيلته يغلق باب الاجتهاد على المفكرين والمثقفين من غير خريجى الأزهر، فى وقت تحتاج فيه البلاد إلى كل صاحب فكر، وكل من يؤمن بضرورة إعمال العقل.

وقد فتح هذا السجال الباب لحوار مخلص وصادق وأمين يبتغى خير هذه الأمة ورصد كل ما يحقق إعلاء شأن العقل ويمنح للفكر حريته وللإنسان كرامته.. وقد بدأنا هذه السلسلة، منذ عدد الثلاثاء، تحت عنوان «حرية الرأى والتعبير».. ونواصل ما بدأناه على مدى عدة أيام مقبلة، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.


بسم الله الرحمن الرحيم

{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا}

صدق الله العظيم

تحدثنا فى الحلقة السابقة عن أن حرية الرأي والتعبير- تعرضت لانتكاسة وانتقاص مع بداية العصر الأموي، فكانت المصادرة الفكرية، وظهر الكهنوت في الإسلام واختلطت عن عمد مفاهيم الدين بأهداف السياسة.

لكن هذا المناخ السياسي والفكري الذي بدأ فى الظهور مع تأسيس الدولة الأموية، حيث المصادرة والمؤامرة والكبت والقهر، لم يمنع من ظهور علماء ومفكرين ينتصرون للحرية والعدالة، واستعرضنا عدد تجارب المجتهدين القدامى، وقد استمرت أصوات التجديد المعاصرة فى إخلاصها للإيمان بحرية الرأي والتعبير، ونركز في هذه الحلقة على قراءة مكثفة لبعض رموز التجديد من المعاصرين أمثال:


١- الإمام محمد عبده

يقول الإمام محمد عبده (مجدد القرن العشرين) فى كتابه «الإسلام بين العلم والمدنية»(١) إن الأصل الأول من أصول الإسلام، هو النظر العقلي، والنظر عنده هو وسيلة الإيمان الصحيح، والأصل الثاني: هو تقديم العقل على ظاهر الشرع عند التعارض، أما الأصل الثالث: فهو البعد عن التكفير: فقد اشتهر بين المسلمين وعرف من قواعد أحكام دينهم أنه إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر من مائة وجه ويحتمل الإيمان من وجه واحد حمل على الإيمان، ولا يجوز حمله على الكفر.

والأصل الرابع: الاعتبار بسنن الله فى الخلق: وهو ألا يعول بعد الأنبياء فى الدعوة إلى الحق على غير الدليل، وألا ينظر إلى العجائب والغرائب وخوارق العادات.

والأصل الخامس: هدم السلطة الدينية؛ هدم الإسلام بناء تلك السلطة ومحا أثرها، حتى لم يبق لها عند الجمهور من أهله اسم ولا رسم، لم يدع الإسلام لأحد بعد الله ورسوله سلطانًا على عقيدة أحد ولا سيطرة على إيمانه؛ رغم أن الرسول عليه السلام كان مبلغًا ومذكرًا لا مهيمنًا ولا مسيطرًا.

لكل مسلم أن يفهم عن الله من كتاب الله وعن رسوله من كلام رسوله، دون توسيط أحد من سلف ولا خلف، إنما يجب عليه قبل ذلك أن يحصل من وسائله ما يؤهله للفهم، كقواعد اللغة العربية وآدابها وأساليبها وأحوال العرب، خاصة فى زمان البعثة وما كان الناس عليه زمن النبى صلى الله عليه وسلم، وما وقع من الحوادث وقت نزول الوحي، وشىء من الناسخ والمنسوخ من الآثار، فإن لم تسمح له حاله بالوصول إلى ما يعده لفهم الصواب من السنة والكتاب فليس عليه إلا أن يسأل العارفين بهما، وله بل عليه أن يطالب المجيب بالدليل على ما يجيب به، سواء كان السؤال فى أمر الاعتقاد أو فى حكم عمل من الأعمال.

فليس فى الإسلام ما يسمى بالسلطة الدينية بأى وجه من الوجوه.


٢- د. عبدالمتعال الصعيدى

أحد أهم المجددين الإسلاميين فيما يتعلق بقضية حرية الرأي والتعبير، كتب كتابين مهمين فى هذا الإطار هما «حرية الفكر فى الإسلام، والحرية الدينية فى الإسلام»، حاول فى الأخير شرح السياق الذى وردت فيه آيات القتال فى القرآن الكريم:

يقول الصعيدي: «علينا أن نعيد النظر فى جميع الآيات الواردة فى القتال، لننظر هل القتال فيه إكراه الناس على الإسلام كما ذهب إليه جمهور الفقهاء، أو لأجل حماية الدعوة كما ذهب إليه الشيخ محمد عبده»(٢).

فأول ما نزل فى القتال قوله تعالى: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا»، سورة الحج الآية: ٣٩ الآيات، فهو إذن للمسلمين بقتال من قاتلهم من المشركين وأخرجهم من ديارهم بغير حق إلا أن قالوا ربنا الله، ولا شك أن هذا صريح فى أن قتالهم المشركين لحماية دعوتهم منهم بعد أن قاتلوهم وحاولوا فتنتهم بالقتال عن دينهم، فقابلوهم قتالًا بقتال لحماية الدعوة منهم، وليس فى هذا أدنى دلالة على أن قتال المسلمين لهم كان لإدخالهم فى دين الإسلام، كما ذهب إليه جمهور الفقهاء فى تفسير آيات القتال.

وقد جاء فى هذه الآيات أنه لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا. وهذا صريح فى أن قتال المسلمين لحماية بيوت العبادة أن يهدمها أولئك المشركون ويمنعوا ذكر الله فيها، ولم تفرق الآيات فى بيوت العبادة بين بيوت اليهود والنصارى والمسلمين، لأن المسلمين مطالبون بالدفاع عن كل من يدخلون فى حكمهم على اختلاف أديانهم، ومثل هذا لا يكاد يوجد فى دين غير دين الإسلام.

ثم نزل بعد هذا قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ، فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ﴾

البقرة - الآية (١٩٣).

وقوله تعالى ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ، فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾

الأنفال - الآية (٣٩)

فأمر فى الآيتين بقتال المشركين؛ حتى لا تكون منهم فتنة للمسلمين عن دينهم، وحتى يكون دينهم خالصًا لله غير مزعزع ولا مضطرب، لأن الدين لا يكون خالصًا له إلا إذا امتنعت الفتن عنه وقوى سلطانه، حتى لا يجرؤ أحد على أهله، فإن انتهوا عن الاعتداء علينا بالقتال وعن فتنتنا عن ديننا به انتهينا عنهم، لأنه لا عدوان إلا على الظالمين الذين يعتدون علينا، ويحاولون فتنتنا عن ديننا، والله تعالى بصير بما يعملون فى الخفاء لكيد الإسلام من غير قتال، فيحبطه ولا يمكنهم من الكيد لدينه، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.(٣)

أهل الكتاب:

ويضيف الصعيدى أنه مما جاء فى آيات القتال أيضًا قوله تعالى: «وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً» «الآية ٣٦ سورة التوبة»، وكان الإذن بالقتال لهم قبلها خاصًا بمشركى مكة، لأنهم هم الذين كانوا يقاتلون المسلمين، فلما انضم إليهم فى القتال غيرهم من المشركين أُمر المسلمون بقتالهم معهم، فيكون قتالهم لحماية دعوة الإسلام منهم أيضًا، ولا يكون لأجل إدخالهم كرها فى الإسلام.

وكذلك جاء فى القتال قوله تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾

التوبة - الآية (٢٩).

والأمر بالقتال فى هذه الآية خاص ببعض أهل الكتاب لا عام، وهم الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر حق الإيمان، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله من الاعتداء على الداعين إليه، ولا يدينون دين الحق الذى لا يرضى بموالاة المشركين على المسلمين، وهم يدعون إلى الإيمان والتوحيد، ويحاربون عبادة الأصنام كما يحاربها أهل الكتاب، فهؤلاء الناس من أهل الكتاب قد خرجوا على دينهم بموالاتهم المشركين على المسلمين، وبقتالهم للمسلمين معهم، كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾

المائدة - الآية (٨١)

يقصد نبيهم وما أنزل إليه من الدعوة إلى الإيمان بالله وترك عبادة الأصنام، ولقد وصل الحقد على الإسلام ببعضهم إلى تفضيل الشرك على ما يدعو إليه من التوحيد، كما قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا﴾

النساء - الآية (٥١)

ولا يعقل أن نؤمر بقتال أهل الكتاب جميعًا ولو لم يقاتلونا، مع أنه لم يؤذن لنا إلا فى قتال من يقاتلنا من المشركين، كما سبق فى آيات قتالهم، وكما جاء فى قوله تعالى: ﴿لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ﴾

الممتحنة - الآية (٨)

ولا شك أن أهل الكتاب أقرب إلينا من المشركين، فيكون من لم يقاتلنا منهم أولى بالمعاملة بالبر، وبعدم النهى عن موالاته، ولا شك أن الإسلام يجرى فى هذا على أساس ما جاء به من تحريم قتال من لم يقاتله، ويزيد عليه فى رفع الحرج عنا فى بره وموالاته، لأنه دين سمح لا يضيق بغير أهله، ولا يبخل عليهم بشىء من رحمته ورأفته، لأن رحمته عامة لا خاصة، كما قال تعالى خطابا لنبيه (ص): «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» «الآية ١٠٧.. سورة الأنبياء»، فجعل رسالته عامة، لا للمسلمين خاصة.


٣- الإمام الأكبر محمود شلتوت

أثرى الشيخ محمود شلتوت بمؤلفاته المكتبة الإسلامية الحديثة، وسعى باجتهاداته لسد فراغ كبير فى الفكر الإسلامى المعاصر.. وتصدى للإجابة عن الأسئلة التى تشغل بال مسلمى اليوم وهو يواجه الأفكار والإشكاليات والقضايا المحيطة بعالمه.

وفى كتابة «الإسلام عقيدة وشريعة».. يقرر أن الإسلام (القرآن والسنة) أقر بمشروعية الاجتهاد الفردى والجماعى، والذى يفتح لأهل البحث والاستنباط أوسع الأبواب لتخيير القانون الذى تنظم به شئون المجتمعات الإسلامية على اختلاف ظروفها، غير مقيدين فيما يختارون إلا بشيء واحد: وهو عدم المخالفة لأصل من أصول التشريع القطعية مع تحرى وجوه المصلحة، وسبل العدل.

ويضيف شلتوت فى موضع آخر من كتابه المهم: «وإذا دلت طبيعة الإسلام هذه على شيء، فإنما تدل على أنه دين يتسع للحرية الفكرية العاقلة، وأنه لا يقف- فيما وراء عقائده الأصلية وأصول تشريعه- على لون واحد من التفكير، أو منهج واحد من التشريع، وقد كان بتلك الحرية- دينًا، يساير جميع أنواع الثقافات الصحيحة، والحضارات النافعة التى يتفتق عنها العقل البشرى فى صلاح البشرية وتقدمها مهما ارتقى العقل، ونمت الحياة(٤).


٤- الشيخ محمد الغزالى

يثبت الشيخ الغزالى فى مرافعة طويلة بكتابه «حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة»(٥)، أن الإسلام يكفل القواعد والضمانات التى تصون حرية الإنسان، أى إنسان، وليس فقط الإنسان المسلم، وفى القلب منها حقه فى الرأى والتعبير، وإن الإعلان العالمى لحقوق الإنسان بما حواه من حقوق للإنسان ينادى بالحرص عليها وعدم المساس بها، وفرها الإسلام ونص عليها وألزم احترامها.

ويؤكد الغزالى أن الإسلام أكد على الحق فى الحرية الدينية فلكل شخص الحق فى حرية الاعتقاد وحرية العبادة وفقًا لمعتقده (لكم دينكم ولى دين).

والحرية حق للإنسان، وهو حق مقدس -كحق الحياة ذاتها- وهى الصفة الطبيعية التى يولد بها الإنسان، ليس لأحد أن يعتدى عليها ويجب توفير الضمانات الكافية لحماية حرية الأفراد، ولا يجوز تقييدها أو الحد منها»(٦).

وعن حرية التفكير والاعتقاد والتعبير والتى يكفلها الإسلام كحق للإنسان.. يقول الشيخ الغزالي:

• التفكير الحر- بحثا عن الحق- ليس مجرد حق فحسب، بل هو واجب كذلك.

من حق كل فرد ومن واجبه أن يعلن رفضه الظلم، وإنكاره له، وأن يقاومه، دون تهيب من مواجهة سلطة متعسفة، أو حاكم جائر، أو نظام طاغ.. وهذا أفضل أنواع الجهاد.

لا حظر على نشر المعلومات والحقائق الصحيحة، إلا ما يكون فى نشره خطر على أمن المجتمع والدولة.

احترام مشاعر المخالفين فى الدين من خلق المسلم، فلا يجوز أن يسخر المسلم من معتقدات غيره، ولا أن يستعدى المجتمع عليه (٧).

ويؤكد الغزالى على أن الإسلام مع حق كل إنسان فى أن يبدى رأيه فى القضايا العامة والمتعلقة بمجتمعه وله الحق النقد والمطالبة بتصويب السياسات والأفكار المطروحة فى مجتمعه.

وعن حرية الاعتقاد.. الحرية الدينية يقول الغزالي(٨): «الإيمان الصحيح المقبول يجيء وليد يقظة عقلية واقتناع قلبي، إنه استبانة الإنسان العاقل للحق، ثم اعتناقه عن رضا ورغبة».

وقد عرض الإسلام نفسه على أناس فى دائرة هذا المعنى المحدد، غير متجاوز له فى قليل ولا كثير.

قصاراه أن يوضح مبادئه، وأن يمكن الآخرين من الوقوف عليها فإذا شاءوا دخلوها راشدين، وإذا شاءوا تركوها وافرين ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ، فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾

الكهف - الآية (٢٩)

إن الحرية الدينية فى أرحب مفاهيمها هى التى حددت وظيفة صاحب الرسالة، والتى لا تعدو الشرح والبيان، واستخدام القلم واللسان فى تحبيب دينه للناس، وترغيبهم فى قبوله، وقد كان محمد () مثلًا فريدًا فى سلوك هذا النهج، ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾.

الغاشية - الآيتان (٢١ - ٢٢)


المراجع

١-الإمام محمد عبده: الإسلام بين العلم والمدنية ص٧٦: ص٨٢ (بتصرف)

٢د. عبدالمتعال الصعيدي: الحرية الدينية فى الإسلام ص٣٠: ص٥٤ (بتصرف)

٣الشيخ محمود شلتوت: الإسلام عقيدة وشريعة ص٨

٤نفسه: ص٩

٥نفسه: ص١٩

٦الشيخ محمد الغزالي: حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة ص٢٤٥

٧نفسه: ص٢٥٢

٨الشيخ محمد الغزالي: نظرات فى القرآن ص١٩٤: ص٢١٢ (بتصرف)

 

نستكمل فى الحلقة المقبلة حديثنا عمَّا جاء به بعض رموز التجديد من المعاصرين فى أمر حرية الرأى والتعبير