السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس عادل عبد المسيح ثابت يكتب: التصفيق والرقص في العبادة؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن هذا التساؤل نجده مطروحًا باستمرار ويتردد كثيرًا على مسامعنا للإشارة إلى حالة المتعبد وللإيحاء بالارتباط الوثيق بين الرقص والتصفيق من جانب، والتعزية ومدى روحانية المتعبد من جانب آخر، ولكن دون تحديد لطبيعة العلاقة بمعنى هل التصفيق والرقص نتيجة للتعزية والروحانية أم أنهما يجلبان التعزية والروحانية للمتعبد؟
وهنا فى هذه المقالة القصيرة نسعى لفحص هذا التساؤل المطروح
أولًا: العهد الجديد
وبنظرة سريعة على العهد الجديد نلاحظ ما يلى:
1- لا نجد فى العهد الجديد أن السيد المسيح علّم بهذا الأمر وأيضًا لم يمارسه.
2- لا نجد فى العهد الجديد أن التلاميذ علّموا بهذا الأمر وأيضًا لم يمارسوه.
3- كل آيات العهد الجديد والتى وردت فيها كلمة تعزية ومثيلاتها لم ترد معها.
كلمات مثل التصفيق والرقص وما شابه.
مثل: رو 12:1«أى لنتعزى بينكم بالإيمان الذى فينا جميعا إيمانكم وإيمانى»
فشركة إيماننا سبب مهم لتعزيتنا.
ثانيًا: العهد القديم
نجد فى العهد القديم ثلاثة مواضع مهمة فى هذه الفكرة:
1- المزامير:
يتم استخدام المزامير للدلالة على الارتباط الوثيق بين الرقص والتصفيق وبين التعزية عن طريق الاستشهاد بآيات مثل: «يا جميع الأمم صفقوا بالأيادى» مز 1:47
ولكن علينا أن نفهم أن المزامير من الأسفار الشعرية، والتى تكثر فيها الأساليب الجمالية والبلاغية؛ فهذا التعبير ورد كالتالى «الأنهار لتصفق بالأيادى» مز 8:98
وبالتأكيد لا نستطيع أن نفهم الآية حرفيا، وهناك الكثير مثل هذا.
2- داود رقص(2صم 6)
إنها قصة عودة التابوت لمدينة داود، وفيها رقص داود وهتف كل الشعب معه.
ولكن هناك بعض الملاحظات على القصة بقصد تطبيقها على العبادة.
أ- أن داود هو الوحيد الذى فعل هذا، وأيضا لم يتكرر طوال حياته، لذلك يستحيل أن نعتمد فى عبادتنا على حدث استثنائى فى حياة داود، وهو نفسه يمثل استثناء بين رجال الله.
ب- أن داود لم يكن فى حالة عبادة، بل فى موقف الفرح بعودة التابوت، لقد كان احتفالا قوميا لجموع الشعب، لذلك هو ليس داخل خيمة الاجتماع بل خارجًا يطوف الشوارع.
ج- فى خروج 40:28-43، نجد وصية الرب لبنى هارون أن يلبسوا سراويل كتان من الحقوين إلى الفخذين لستر العورة، وذلك داخل خيمة الاجتماع، وإلا الموت ومن الواضح أن المقصود وقار العبادة. أمّا داود فكان متمنطقًا بأفودٍ من كتان وتسبب هذا فى أن يتكشّف... فإذا اعتبرنا أنه كان يتعبد فيكون بذلك قد كسر المبدأ والوصية حتى وإن لم يكن من بنى هارون.
د- تذكر القصة «ولم يكن لميكال بنت شاول ولد إلى يوم موتها» عدد 23.. فهل كان هذا عقابًا من الله لها لأنها احتقرته فى قلبها؟
فى 1صم 27:18 تزوج داود من ميكال ولم تنجب، ثم اضطر إلى تركها عندما زاد الصراع بينه وبين شاول، ثم أخذها والدها شاول وأعطاها لفلطيئيل بن لايش (1صم 44:25)، ولم تنجب ثم أعادها داود لنفسه بعد موت شاول (2 صم 14:3-16)، وأيضا لم يكن لها ولد إلى يوم موتها. يتضح من هذا السرد أن الأمر ليس عقابًا، وإنما هى عاقر من البداية، وأن العبارة مجرد خاتمة لحياتها.
3 - مريم أخت هارون (خر 20:15)
لقد كان حدث الخروج حدثًا فاصلًا فى تاريخ الشعب؛ فكان التفاعل معه على هذا النحو غير أن هذا لم يتكرر، ولا يعنى هذا أن الحدث فقد بريقه وأهميته ومعناه، لكنه التعبير الناتج عن التقاء اللحظة مع الحدث المعجز؛ فإن قلنا إن داود رقص فمريم أيضًا رقصت، فهل نستسيغ أن ترقص النساء كعبادة؟
نخلص من هذا كله أن تعزية الروح القدس لنا وفينا لا ترتبط بهذه المظاهر، والتى من الممكن أن تكون خادعة أحيانًا، ولكن يمكن تفهم هذه الممارسات فقط فى إطار ثقافة الشعوب، أو إن شئت أيضًا كممارسة فردية شخصية، لا فى إطار الروحانية الدينية.
(أما الرب ففى هيكل قدسه فاسكتى قدامه يا كل الأرض) حبقوق 2: 20