الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"يونان".. راعي كنيسة السريان: الصيام الجماعي طريق التوبة إلى الغفران

 الأب فيليبس عيسى
الأب فيليبس عيسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يستعد الأقباط الأرثوذكس، غدا الاثنين، لبدء صوم «يونان»، بحسب الكنائس الشرقية، حيث يستمر ثلاثة أيام يصوم فيها المسيحيون تشبهًا بيونان النبي.
ويعتبر صوم يونان لدى الأرثوذكس من أصوام الدرجة الأولى، والتى لا يجوز فيها أكل السمك، وهو صوم يسبق صوم القيامة بـ15 يومًا، وتقام القداسات الإلهية بالكنائس على مدى أيام الصوم الثلاثة.
ومن جانبه، يقول الأب فيليبس عيسى، راعى كنيسة السريان في مصر، وكاهن كنيسة العذراء للسريان الأرثوذكس بالقاهرة، إن الصيام الجماعي طريق التوبة إلى الغفران، وتاريخ صوم يونان يرتقى في كنيسة السريانية الأرثوذكسية إلى ما قبل القرن الرابع للميلاد، ونستدل على ذلك من ميامر مار أفرام السريانى (373+) وأناشيده، وكان عدد أيام هذا الصوم قديمًا ستة، أما الآن فهو ثلاثة أيام فقط تبدأ صباح الاثنين الثالث قبل الصوم الكبير وكان قد أهمل عبر الأجيال.
وأضاف «عيسى» في تصريح لـ "البوابة نيوز"، أن مار ديونيسيوس ابن الصليبى (1171+) يذكر أن مار ماروثا التكريتى (649+) هو الذى فرضه على كنيسة المشرق في منطقة نينوى أولًا، ويقول ابن العبرى نقلًا عن الآخرين أن تثبيت هذا الصوم جرى بسبب شدة طرأت على الكنيسة في الحيرة فصام أهلها ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ مواصلين الصلاة إتمامًا لوصية أسقفهم فنجاهم اللّه من تلك التجربة.
واستكمل راعى كنيسة السريان بمصر، أن هذا الصوم دخل كنائس شقيقة في العقيدة والإيمان، فعن السريان أخذ الأرمن هذا الصوم ويدعونه «سورب سركيس»، كما أخذه الأقباط على عهد الأنبا أبرام السريانى بطريرك الإسكندرية الثانى والستين، وهذا الصوم محبوب جدًا لدى السريان ويطوى بعض المؤمنين أيامه الثلاثة دون طعام أو شراب ثم يتناولون القربان المقدس في اليوم الثالث ويفطرون على الطعام الصيامي.
واستطرد «عيسي»، أن بقية المؤمنين ينقطعون عن الطعام حتى الظهر أو العصر ويتناولون طعام الصيام، ويقترن الصوم بالصلاة التى تتلى بلحن الصيام الأربعيني، وإذا صادف فيه وقوع عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل الذى نحتفل به في 2 شباط عادة، فيحب أن نحتفل به بصلاة العيد ثم نقدم الذبيحة الإلهية صباحًا حسب العادة، أما صلاة الصوم فتتلى عند الظهر ويحل صوم الإمساك عن الطعام بعد القداس ثم تناول الطعام الصيامي.
واختتم: هكذا استمرت الكنيسة المقدسة بالحفاظ على قدسية هذا الصوم وكرسته للتوبة والرجوع عن الطرق الرديئة واستغاثة رحمة الله، فما أجمل مراحم الرب على المدينة العظيمة نينوى، وما أروع مراحمه على العالم كله التى تأتى بعد توبة صادقة وندامة حقيقة.