الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"البوابة" تنفرد بأول حوار معه.. خالد النبوي: «الفن مخ مش عضلات».. و«صنعتي ماسك قدوم وبادقدق وبنحت» أنا فنان.. ولست سياسيًّا «شغلتي أسعد الناس وأخليهم يفكروا».. وأصحح لهم بعض المفاهيم الخطأ

خالد النبوي خلال
خالد النبوي خلال حواره لـ"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حوار ما قبل الأزمة القلبية بنصف ساعة
خالد النبوى: «الفن مخ مش عضلات».. و«صنعتى ماسك قدوم وبادقدق وبنحت»
أنا فنان.. ولست سياسيًّا
«شغلتى أسعد الناس وأخليهم يفكروا».. وأصحح لهم بعض المفاهيم الخطأ
يخطئ من يظن أن «ممالك النار» عبارة عن فلوس فقط 
«طومان باى» مات من أجل فكرة وحتى لا يعطى شرعية للمحتل.. والأطفال أبلغونى أننى عرفتهم من هو 
قضيت فترة طويلة أثناء التحضيرات فى قراءة الكتب والتفكير والتأمل.. وكنت أنزعج من وجود هاتف محمول أو ملابس عصرية فى مكان التصوير
أكثر شىء أخاف عليه هو «طومان باى» نفسه لأننى كنت أشعر بمسئولية ضخمة تجاه هذا الرجل
لا يعنينى الهجوم على «ممالك النار» من قبل تركيا ولم أتوقعه.. ويهمنى دائمًا نحكى حدوتتنا وتاريخنا
«Fair Game» أصبح وثيقة مهمة ودليل إدانة لـ«إدارة بوش» باحتلال العراق

حوار- عزت البنا 
تصوير- علاء القصاص 

تظل أدوات النجاح محصورة فى عوامل عدة، أهمها الموهبة والذكاء والطموح والنضج، لكن أن تتسع دائرة تلك الأدوات وتضم أيضًا الثقافة والوعى والانطلاق الدائم نحو التجديد والسعى الدءوب نحو الإبداع، فأنت أمام شخصية ثرية فى مجالها، انطلقت نحو عالم رحب من الأضواء والنجومية، ورصدت من خلال الشخصيات التى يقدمها فى أعماله الفنية سطورًا من الإبداع، مهدت هذه السطور الطريق أمام من يعشق مهنة التمثيل ويريد أن يمتهنها بصدق.

«البوابة» فى حضرة هذا النجم الذى تألفت حوله قلوب محبيه، ونال إعجاب كل الجمهور المصرى والعربى، وخطف قلوب الكبار والصغار معًا حينما قدم مؤخرًا شخصية «طومان باى» فى مسلسل «ممالك النار»، تلك القلوب التى أحاطته بدعواتها عقب أزمته الصحية، ليضيف إلى عالمه الخاص الذى يضم «الموهبة والذكاء والطموح والنضج والثقافة والوعى» صفة أخرى قل من يتصف بها، وهى الإجماع على حب فنان.
الفنان خالد النبوى، الذى تصادف إجراء هذا الحوار معه قبل أن تصيبه الأزمة الصحية الأخيرة بنصف ساعة، فتح قلبه لـ«البوابة» ، وألقى معنا سطورًا من مشواره الفنى المتميز، وكشف عن كواليس كثيرة فى هذا المشوار. و«البوابة» 

رفضت نشره إلا بعد استقرار الحالة الصحية له؟
فى هذا الجزء من حوار النبوى مع «البوابة»، تحدث عن مسلسل «ممالك النار» واختفائه عن الأنظار طوال فترة التصوير، وكواليس التصوير، وهل من الممكن أن يكون هذا العمل باكورة لأعمال تاريخية ضخمة يجسد بطولتها، كما تحدث عن الأشياء التى كانت تقلقه وتزعجه أثناء التصوير، واستعداده لتجسيد مثل هذه الشخصية، وما هو أكثر لقب أو وصف يحبه، وكيف استقبل الهجوم الشرس من جانب تركيا عن العمل، وأيضًا أكثر رد فعل عن المسلسل أعجبه.. فإلى الحوار.



< فى البداية دعنا نتحدث عن «طومان باى»، تلك الشخصية التى أدهشت الجمهور العربى حينما جسدتها مؤخرًا فى «ممالك النار»؟ 
- الحديث عن «طومان باى» يدفعنى للتأكيد لك أننى كنت أحلم بتقديم هذه الشخصية منذ سنوات طويلة، فقد كنت طوال الوقت مندهشًا ومبهورًا به، فهو الحاكم العادل والفارس الحقيقى، هذا بالنسبة لى كخالد النبوى الإنسان الذى قلب كثيرًا فى أروقة تاريخنا العظيم، أما بالنسبة لى كفنان فقد كنت معجبًا بحدوتة هذا الرجل، فهى حدوتة من أجمل الحواديت التى يمكن نقلها دراميًا، وتصلح لعمل درامى ضخم، نظرًا لوجود نقلات كثيرة فى حياته منذ طفولته حتى لحظة وفاته، وهنا أود أن أشير لك إلى أن هناك الكثير من المشاهير عبر التاريخ لا يصلحون لتقديم حياتهم فى أعمال درامية.

< وكيف جاءت فكرة تنفيذ هذا المشروع على أرض الواقع؟ 
- كلمنى فى بادئ الأمر صديقى العزيز الموهوب السيناريست محمد سليمان عبد المالك، وأبلغنى بوجود هذا المشروع، وأن هناك شركة إنتاج تنوى تنفيذه بالفعل، وقتها اندهشت كثيرًا، وقلت له: «معقولة.. دا حلم من أحلامى»، وبالفعل تواصلت مع الإنتاج، ووجدتهم أناس يدركون قدر ما سيقدمونه، ولديهم وعى كبير وفهم مدى ضخامة مثل هذا العمل، كما شاهدت عن قرب أن حماسهم ليس مجرد حماس عادى، ولكنهم يعملون حسب خطة حقيقية، فقد اختاروا أشخاصا محترفين وموهوبين وكفاءات، ليس فى الجانب التمثيلى فقط، ولكن اختاروا المتميزين فى كل عنصر من العناصر، ودعنى أقول لك إن وراء «ممالك النار» عقل واع اسمه «ياسر حارب».

< دعنى أسالك.. هل أسهم الإنتاج المتميز بجزء كبير فى نجاح العمل؟
- بالتأكيد.. الإنتاج الواعى هو الذى أسهم مع كل العناصر فى نجاح العمل، وهنا أود أن أشير إلى أنه من الخطأ أن يتصور البعض بأن «ممالك النار» عبارة عن فلوس فقط، ولكن هو كما قلت مجموعة من المتخصصين والمحترفين فى كل التخصصات الفنية، وقفوا جنبًا إلى جنب ليخرج هذا العمل للنور، فـ«الفن مخ مش عضلات».


< هل هذا ما جعل خالد النبوى يختفى طوال فترة التصوير ويبتعد تمامًا عن الجمهور والصحافة والإعلام؟
- أنا لم أختف فقط من أمام هؤلاء، ولكننى اختفيت تمامًا من هذا الزمن الحاضر، حتى أصل بنفسى لحقبة زمنية منذ 500 عام سبقت، اختفيت من عالمى الحاضر لأرتدى ملابس «طومان باى» وأذهب إلى عالمه الخاص، وأعيش قصته وحياته، هذه هى الفكرة حتى أكون «طومان باى» لا بد أن أعيش زمنه.

< وماذا عن كواليس تصوير هذا العمل؟
- دعنى أصرح لك بشىء مهم، وهو أننى كنت أنزعج كثيرًا، لو وجدت على سبيل المثال «تليفون محمول» فى «لوكيشن التصوير»، أو شاهدت أحد العاملين وهو يرتدى ملابس عصرية، فالتحضيرات كانت عملية شاقة جدًا، والتصوير أيضًا كان صعبًا للغاية، ويحتاج لتركيز شديد، وأذكر أننى قضيت فترة طويلة أثناء التحضيرات فى قراءة الكتب والتفكير والتأمل، بالإضافة إلى التدريبات اليومية وجلسات العمل والبروفات المكثفة، التى كانت تصل إلى 12 ساعة يوميًا، وأحيانًا 14 ساعة.

< وماذا عن مراحل التصوير المختلفة، والأشياء التى كانت تشغل بالك كثيرًا أثناء التصوير؟ 
- كان أكثر شىء أخاف عليه هو «طومان باى» نفسه، لأننى كنت أشعر بمسئولية ضخمة تجاه هذا الرجل، حتى تظهر صورته الحقيقية وأفكاره ورؤيته وعلاقته بالناس وإيمانه بالعدل وإيمانه بحرية الإنسان، فهذا الشخص هو نموذج وفارس حقيقى، وكما يقال بالفعل "طومان باي يكره المنافق والجبان مقدار ما يعشق الحقيقة"، هذا ما كان يشغل كل تفكيرى. 



< وهذا ما شعرنا به أمام الشاشة وهو أننا نتابع «طومان باى» وليس «خالد النبوى»؟ 
- انجذابى له وخوفى عليه جعلنى أقدمه بهذا الشكل، فأنا أمام شخص آمن بأفكاره وآمن أن الإنسان هو أهم مخلوقات الكون، وأهم مخلوقات ربنا سبحانه وتعالى، والتزم بهذا الإيمان وهذه القناعة، والتزم أيضًا بأفكاره، ولهذا طومان باى مات من أجل فكرة، ومات حتى لا يعطى شرعية للمحتل، ولهذا طومان باى حى وسوف يظل حيًّا بينما فى ناس ظلمة أموات وسوف يظلون أموات. 

< وماذا فعلت أيضًا حتى تخرج هذه الشخصية بهذا الشكل الرائع؟ 
- من الصعب أن أحكى لك ماذا فعلت، ولا أستطيع أن أشرح لك هذا الأمر، لأن كل شخصية أقدمها لها متطلبات، ومذاكرة معينة وتدريبات خاصة وتفكير وطريقة معينة فى التفكير، هذا الأمر من الصعب أن أحكيه، ولا أستطيع حكيه، فهذه الأشياء خاصة بى، فأنت لا تعلم وأنا أقدم شخصية «منصور الدهبى» فى فيلم «يوم وليلة»، لأن كل ما فى الحكاية أنها صنعتى، وأنا كما يقولون «ماسك قدوم وبادقدق وبنحت وبحفر هنا وببرز هنا وبعمل هنا» حتى تخرج الشخصية من دم ولحم كما تراها على الشاشة.



< هناك عشرات الألقاب والأوصاف التى لقبت بها وأطلقوها عليك سواء النقاد أو الجمهور أو محبيك على السوشيال ميديا.. ولكن كان من أبرزها لقب أو وصف «الممثل المهم».. فما رأيك؟ 
- عن نفسى ليست لى علاقة بهذا التوصيف، ولا أتدخل فيه، مثل هذه الأمور متروكة لوجهات نظر المتابعين والمشاهدين والنقاد، أما بالنسبة لى فأنا شغلتى ممثل، شغلتى أسعد الناس وأخليهم يفكروا، وشغلتى أصحح لهم بعض المفاهيم الخطأ عن طريق الفن، مثلما حدث حينما قدمت فيلم «المواطن» فى أمريكا، «إبراهيم» هذا المواطن اللبنانى العربى الناجح الكفء الواعى، وليس الصورة المتداولة لدى الغرب عن شخصية الإنسان العربى، وأيضًا حينما قدمت فى فيلم «مملكة السماء» شخصية رجل الدين الذى يصر على رجوع أرضه، ووقتها قلت فى تصريح لوكالة «رويترز»، «نعرف عن الغرب أكثر بكثير مما يعرفون عنا، وبالتأكيد عندما لا تعرفنى فإنك ستحكم على بشكل سيئ، وهذا مع الأسف ما يحدث الآن، ولكننا لسنا إرهابيين، بل إننا متحضرون للغاية وتاريخنا يشهد بهذا»، كذلك الأمر حدث فى فيلم «اللعبة العادلة»، حيث جسدت شخصية «حمد» عالم نووى عراقى يحاول الأمريكان أن يعرفوا منه البرنامج النووى العراقى، لكن العالم العراقى يرفض ويقول لهم إنهم كذابون، لأنهم دمروا البرنامج النووى العراقى فى التسعينيات، وبالتالى لا يوجد برنامج من الأساس، حتى أن الفيلم أصبح وثيقة مهمة ودليل إدانة لإدارة بوش فيما يتعلق باحتلال العراق، وأيضًا حينما قدمت مسرحية «كامب ديفيد» فى الولايات المتحدة الأمريكية، وتناولت الأحداث الحقيقية لمؤتمر كامب ديفيد عام 1978، وما دار بين الرئيس الراحل محمد أنور السادات والرئيس جيمى كارتر، ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحيم بيجن.


< بعد نجاح «ممالك النار».. هل كنت تتوقع هذا الهجوم الشرس من قبل بعض الكتائب الإلكترونية التابعة لتركيا؟ 
- لا يعنينى هذا، ولم أتوقع أى رد فعل من أى نوع على أى مستوى، فأنا أشتغل دور بحبه ومؤمن بيه والحاجة اللى بحبها، ويهمنى دائمًا نحكى حدوتتنا وتاريخنا، وفترة «طومان باى» هى جزء من تاريخنا وجزء من هذه الحدوتة، ودعنى أؤكد أننى لم أفكر مطلقًا فى أى ردود فعل سواء إيجابية أو سلبية، ولم أفكر حتى فى أن يأتى رد الفعل بأن العمل ناجح أو لا، فأنا أرى دائمًا أن العمل الفنى مخاطرة.

< وما رد الفعل الإيجابى الذى أثر فى خالد النبوى كثيرًا عقب عرض هذا العمل؟ 
- دائمًا يعنينى فقط الناس الذين أقدم لهم أعمالى، فالجمهور هو «الهدف»، وأقول إننى فنان ولست سياسى، والفن مثلما يسعد الناس أيضًا يسهم بقدر ما فى تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة، أما أعظم شىء حدث لى من رد فعل حول «ممالك النار»، هو أن أستقبل العديد من الرسائل على شبكات التواصل الاجتماعى، من قبل أطفال كثيرين، يبلغوننى خلالها بأنهم فهموا أشياء كثيرة عن تاريخنا لم يكونوا يعرفوها، وأنهم سعدوا بالعمل كثيرًا، وأنهم عرفوا «طومان باى» وبدءوا يبحثون عنه لمعرفة المزيد، هؤلاء الأطفال يبلغون من العمر 9 و10 و11 سنة، هذا الأمر أسعدنى كثيرًا وأعتبره أغلى شىء حدث لى عقب هذا العمل.



< هناك شخصيات تاريخية كثيرة تستدعى نقل حياتهم وسيرتهم الذاتية فى أعمال أخرى.. فهل «طومان باى» يعد بداية انطلاقة لخالد النبوى فى هذه الجزئية؟ 
- أنا معك فى أن هناك شخصيات كثيرة، وتاريخنا ملىء بها، فـ«طومان باى» رجل عظيم وتاريخنا ملىء بالعظماء، وعلينا أن نلقى الضوء عليهم، لأن هذا يصب فى مصلحة الحاضر وفى مصلحة أجيالنا الجديدة، ولكن أنا هنا فى «ممالك النار» لم أعمل بمفردى، فقد كان هناك منتج فاهم وواع ومحترف وفريق كامل، وأثق تمامًا أنه لا يوجد مفيش ممثل يستطيع العمل بمفرده، فهنا أتخلق مناخا حقيقيا، وحتى نقدم مثل هذه الشخصيات لا بد أن يخلق مناخا مشابها له، وأنا جاهز فى كل الأحوال حينما يحفز نجاح «ممالك النار» أناسا آخرين.



< هل يعنى هذا أن «ممالك النار» من الممكن أن يكون باكورة لإنتاج أعمال أخرى؟ 
- ربنا يسهل، وكما قلت لك ما حدث يحتاج إلى مناخ، وأتمنى أن يكون هناك عدوى من الأشياء المتميزة والناجحة، وليس فقط العدوى من الأشياء السيئة.

انتظروا الجزء الثانى من حوار «البوابة» مع النجم خالد النبوى
يتحدث فيه النجم خالد النبوى عن فيلمه الجديد «يوم وليلة»، وكيف استطاع الفيلم تحقيق إيرادات مناسبة، رغم عدم توصيفه كفيلم تجارى، وكيف أستعد لتجسيد شخصية «منصور الدهبى»، وأيضًا حديثه عن الراحل يوسف شاهين، ووصفه للحالة الفنية فى الوقت الحالى، وهل من الممكن أن يعمل مع كاتب ومخرج لأول مرة، وأشياء أخرى كثيرة.