السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

أمين مساعد الجامعة العربية: الإعلام عليه مسئولية جسيمة وخطيرة

 أمين عام مساعد جامعة
أمين عام مساعد جامعة الدول العربية الدكتور قيس العزاوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال أمين عام مساعد جامعة الدول العربية الدكتور قيس العزاوي، إن مناسبة الاحتفال بالذكرى الأولى للتوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية، تحمل بلا شك العديد من الدلالات الإيجابية في حياة شعوبنا لما للأخوة من معاني سامية، ولما للتوصل إلى وضع هذه الوثيقة من اعتبار للجهود التي بذلت وساهمت في بناء هذا الكيان الإنساني الذي يمثل جسرا للتواصل والمحبة، باعتباره خطوة مؤسسة لعالم أكثر انفتاحا وتسامحا، ودرعا قويا لتفادي المزيد من الصراعات ونبذ كل أسباب التفرقة والعنصرية بين بني البشر.
وقال العزاوي خلال كلمته بملتقى إعلاميون من أجل الأخوة الإنسانية المنعقد الآن بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، إن للإعلام دورًا محوريًا هاما في مواكبة الفعل الإنساني سلبا أو إيجابا، نظر لقدرته على تعبئة الرأي العام، مما يضعنا اليوم أمام مسئولية جسيمة وخطيرة في نفس الوقت، ألا وهي الحرص والعمل على أن يقوم الإعلام العربي والدولي، بدور بناء من أجل نشر ثقافة التسامح وتعزيز مبادئ التعايش والحوار، والتصدي لوسائل الإعلام التي تروج لخطاب الكراهية والتحريض والتطرف. 
وأشار إلى أن المسئولية أيضا تقتضي التطوير في المحتوى الإعلامي وتكوين الكوادر الإعلامية، لنشر القيم الإنسانية العالمية، وتمكين الإعلام من النهوض بدوره النبيل في المساهمة في بناء مجتمعات متسامحة ومنفتحة على بعضها البعض وتنتصر للإنسانية، للتخلص من الصور النمطية والأفكار الهدامة. ونؤكد في هذا المقام على ضرورة التركيز على الشباب في مجتمعاتنا، باعتبارهم الأساس الذي يبنى عليه مستقبل الدول.
وأوضح أن الجامعة العربية تولي اهتماما كبيرا لمد جسور التعاون بين الأديان والثقافات، وترسيخ قيم التسامح والتعايش والسلام، وتعمل على نشر هذه القيم، وفي هذا الإطار اعتمد مجلس جامعة الدول العربية “الخطة الإستراتيجية العربية الموحدة لتحالف الحضارات ". 
وتابع: "ترتكز هذه الخطة على مبادئ الأديان السماوية، التي تدعو إلى السلام والتسامح والتعايش وقبول الآخر ونبذ العنف والتعصب. وتحرص الجامعة على مساندة المبادرات والمساهمات الفكرية المقترحة من دول أو حكومات أو منظمات دولية وإقليمية، ومثال على ذلك " مجموعة أصدقاء تحالف الحضارات " بالأمم المتحدة".
وشدد على أن نجاح كل هذه الجهود والمبادرات رهينا بمواكبة إعلامية جيدة ومهنية، قادرة على مد الجسور بين صناع القرار والشعوب للمساهمة في تنوير الرأي العام وخلق مساحات للحوار والتفاهم والعيش المشترك، ومن هذا المنطلق فقد تبنت الجامعة العربية العديد من المشروعات الريادية التي استهدفت تحديث وتطوير الخطاب الإعلامي العربي، ليتحول إلى إعلام مؤثر وفعال. يمتلك المقومات التي تؤهله لمخاطبة العالم بشكل مختلف، إعلام عربي جديد يعتمد أخلاقيات المهنة في تعاطيه مع مختلف القضايا، ويمتلك الأدوات الفعالة التي تدعم قضايانا، وتواجه حملات التشويه التي عانى منها العرب والمسلمون لعقود طويلة بسبب قصور أدواتهم في التغيير.
وأكمل أن الجامعة العربية وهي تدرك تماما أهمية دور الإعلام، تبذل الجهود لتطوير الخطاب الإعلامي العربي، والعمل على إثراء مضامينه وتقويم اتجاهاته لمواكبة التحديات الراهنة، ويأتي في هذا الإطار إقرار الإستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب من قبل مجلس وزراء الإعلام العرب، ومواجهة التطرف والتمييز، ونشر قيم التسامح والاعتدال، والتصدي لحملة التشويه الموجهة إلينا، وإطلاق حوار موضوعي بناء، حوار حضاري حقيقي مبني على أساس وقواعد محكمة، يسمح بتحفيز طاقات التعاون، وفتح نوافذ للفهم فيما بين هذه الحضارات، ونبذ نظريات التمييز والصراع بما يحقق السلام والازدهار لكافة شعوب العالم.
ولفت إلى أن الثقافة هي قلب تقارب الشعوب، والحوار بين الحضارات هو أفضل وسيلة لضمان السلم والحوار بين الحضارات والثقافات على قاعدة التفاهم المتبادل والمساواة بين الجميع لتحقيق التصالح بين الشعوب والسلام بين الأمم.
وأكد العزاوي على الاهتمام بالتنوع الثقافي يأتي من إيماننا بأنه نتيجة طبيعية للاختلاف بين البشر وبين الثقافات والحضارات، والإسلام يعترف بهذا الاختلاف ويقر بالتنوع الناتج عنه إذ يقول الله تبارك وتعالى " ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم، إن في ذلك لآيات للعالمين ". 
واختتم قائلًا: نحن اليوم في أمس الحاجة إلى هكذا مبادرات لخلق مساحات للعيش المشترك والحوار بين مختلف الحضارات الإنسانية، استنادا إلى قيم المحبة والسلام والتسامح ونبذ الكراهية والتطرف ومختلف أشكال الطائفية.