الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

شاكر عبدالحميد: المسيح أكثر شخصية دينية تحولت إلى رمز لدى الشعراء

الدكتور شاكر عبدالحميد،
الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق، إن فكرة المسيح المخلص والذى ارتبط مجيئه بالخلاص من الخطية والمنقذ من إضاءات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، ثم التكريس لها على مستوى الأدبيات المتتابعة تاريخيا، جاءت بدءا من الميلاد الذى أصبح يتوازى مع ميلاد روح الإنسان المتأمل، ثم تلى ذلك مرحلة الرمز، والتى قد اتسعت وتجاوزت السور الدينى لتخوض في التركيبة الجينية للإنسان؛ بل تشكل نظرته الحالية والمستقبلية للحياة على أساس إن كان المسيح المعجزة في حياته وموته قد عانى بهذه الطريقة فكيف السبيل بمن لم ترتق روحه في الملكوت، ويرجع ذلك لأن السيد المسيح كان يتعامل مع المخطئين والخارجين عن الرحمة والمبتعدين عن الإنسانية، كان ينصت لهم تجده دوما يساعدهم في حل مشكلاتهم واقترابهم منه حتى لا يشعروا بأنهم منبوذون ومن هنا سمى بالمخلص.
وأضاف بطبيعة الحال، إن الشخصيات الدينية تعد حقلا خصبا للتحول إلى رموز، خاصة السيد المسيح الذى تحول إلى رمز الإنسانية، وذلك كونها اختزالا لتجربة عامة ورصدا لواقع نفسى في عصر ما، لكن دائما ما يتصدر المشهد الرمزى لهذه الشخصيات الدينية صورة المعاناة والألم ودلالاتهما، فكانت الآلام مصاحبة للسيد المسيح دوما، ومثلا فيحتل النبى أيوب الصورة الرمزية النموذجية عند العامة وفى الأدب الشعبي، بينما السيد المسيح يكاد يكون أكثر شخصية دينية تحولت إلى رمز لدى المثقفين والأدباء، وذلك من خلال التكريس لمعجزتى الميلاد والقيام، اللذين تحولا إلى أعياد نحتفل بها.
وأوضح «عبدالحميد» أن شخصية السيد المسيح تخللت الديوان الشعرى للعرب على طول تاريخه الفني، ومع مجيء المدرسة الجديدة في الشعر العربى مدرسة شعر التفعيلة أصبح للرمز دور في تشكيل الصورة الشعرية، واعتلت الحلبة رموزًا شعرية معبرة عن آلام الإنسان المعاصر، ويكاد يجمع رواد الشعر الحديث على رمزية السيد المسيح في تشكيل الشعر، فنجد بدر شاكر السياب «المسيح بعد الصلب»، صلاح عبدالصبور «عيد الميلاد»، وبعد ذلك محمود درويش «أغنية صلب المسيح».
وظل للمسيح الرمز هذا الدور البنائى للصورة الشعرية في أجيال السبعينيات والثمانينيات، وفى القصيدة الحديثة المسماة بقصيدة النثر؛ حيث أصبحت رمزية السيد المسيح درعا واقيا من تهمة الفناء البشرى في هذا العالم الكبير، وكل هذا يفرض سؤالا: لماذا سيطر رمز المسيح في شعر رواد الحركة الجديدة؟، لأن شخصية السيد المسيح عليه السلام، نالت نصيبا كبيرا عند الشاعر، فقد كنى عنه بأكثر من كنية، فهو «ابن الإنسان» وتارة «ابن الرب» ولقبه بأكثر من لقب مثل «العريس» و«المعلم»، وما زالت تعاليمه بيننا إلى الآن ومحتفظا برموزه التى صنعها من نفسه ومن رعايته.