الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأب بطرس دانيال: فيلم الباباوان تجربة ناجحة لإبراز مهام وأدوار الكنيسة الكاثوليكية.. نمتلك أقدم أرشيف فني بالشرق الأوسط

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة من البهجة والسعادة تحل على زائرى كنيسة سان جوزيف بمنطقة وسط البلد، التابعة للأقباط الكاثوليك التى تفتح أبوابها للآلاف من الأقباط المصريين والمسلمين أيضًا، تستقبلك كل الأشياء داخل الكنيسة، الآلات الموسيقية، والألحان السماوية، إلى أن تجده فى استقبالك بوجه مبتسم، صاحب قلب رقيق يظهر ذلك جليًا على ملامح وجهه، تعددت سماته وجاءت خطواته المسرعة وصوته الرقيق، وحفاوة الاستقبال كأبرز سماته، ويرحب برسالته المعتادة «نورتوا البيت»، فكانت البوابة فى ضيافة الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكى للسينما، الذى استقبلنا فى كنيسة سان جوزيف ذات التاريخ العريق الممزوج بالموسيقى مع الروحانيات فى حوار إنسانى حول دور الفن فى مواجهة الإرهاب وتطور الرهبنة الفرنسيسكانية وآرائه عن حالة التغير التى طرأت على المجتمع فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحالة التداخل الملحمى بين المسلمين والأقباط فى مصر، إلى نص الحوار:


■ ١١ عاما كان عمرك عندما التحقت بالرهبنة حدثنا عن النشأة ودور الأسرة والمدرسة فى تكوين شخصيتك؟
- أنا من عشاق الإسكندرية لأنها مسقط رأسي، ونشأت فى حى محرم بك، وأسرتى تتكون من ٧ إخوة، والدى كان يحرص بشكل كبير على الإنسانية وترسيخها فى قلوبنا أيا كانت ديانة الآخر، يهودى أو مسلم أو مسيحي، فيكفى أنه إنسان، دون استثناء، بالإضافة إلى مجموعة المبادئ التى تعلمتها على يديه، والتى كنت أرى فى الماضى أن تلك المبادئ تسلب من حريتى وتضيق الخناق علىّ نظرًا لصغر سنى حينها.
ولكن بعد ذلك تفهمت أهميتها ومعانيها، فكنت عندما يضربنى أحد زملائى وأطلب من والدى أخذ حقى يقول لى «عمره ما يكون كان قاعد وقام ضربك لوحده»، مؤكد أنك من جعله يفعل ذلك، من هنا تعلمت من أبى احترام الجميع وعدم مضايقتهم، وهذه المبادئ تمثلت أيضا فى الحب والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة داخل المنزل، وأيضًا علاقتنا مع المجتمع، حيث كنا نواظب على الصلاة بالكنيسة.
أما فيما يخص الدراسة فدرست بالإسكندرية والتحقت بالدير منذ كان عمرى ١١ عاما، وكان الأمر شديد الغرابة والاندهاش من المحيطين، كنت بمدرسة أبو الدرداء بالإسكندرية وبعد كده انتقلت إلى كفر الدوار، حتى انتهيت من دراسة الثانوية العامة، وذهبت بنفسى إلى الجامعة لأسحب أوراقى ولم أستطيع إبلاغ مديرة الكلية بأنى هترهبن، لأننى كنت خائفا من أن تكون متعصبة ومتشددة وترفض، لأنى فى الثانوى كان لى زميل يكرهنى بشدة وكان ينتمى لجماعة متشددة، إلى أن طلب منى أن أغششه بامتحان الإنجليزى، فأصبح صديقا لي، وتلك الفكرة جعلتنى أخشى مصارحة المديرة بالرهبنة، ولكن عندما أبلغها والدى فرحت جدًا كونى أصبح راهبًا يومًا ما، فتغيرت الفكرة تماما عندي.
وكان أقرب الأشخاص لقلبى لاعب مصر الأول فى الكاراتيه عصام السقا، رحمه الله، فالفكرة لم تمكث كثيرا فى عقلى بأن كل الناس سواء، لأن هناك أشخاص عظماء وإنسانيتهم تتحكم فيهم، وخرجت ولم أتم دراستي، وكان والدى رافضا تماما فكرة الرهبنة وكان يشغلنى دوما، كونه يتابع معى وإخوتى يوميًا الواجبات المدرسية حتى يطمئن أننا انتهينا منها على أكمل وجه، بالإضافة إلى أنه كان يمنعنا من اللعب فى الشارع وكان يقتصر اللعب على النادى الرياضى فقط، أيضًا كان والدى يحرص على نظافتنا وتعليمنا بشكل سليم فتربيت على المذاكرة والصلاة فقط لا غير.

■ التحاقك بحياة الرهبنة الفرنسيسكانية.. كيف عشتها؟
- كل ما عشته فى حياتى لا أخطط له نهائيا وكله صدفة بحتة، وعلاقتى بالرهبنة غريبة للغاية، ودخولى الرهبنة كان نتيجة موقف كوميدى وصدفة بحتة، ودائما أقول إن إرادة الله فوق أى شيء، فكما ذكرت كانت مدرستى سانت كاترين بالإسكندرية، وكان هناك راهب كرواتى، وكانت تجمعنى به لغة الابتسامة فقط، حيث كان يتحدث اللغة الإيطالية وأنا أتحدث العربية، وكان يرى والدى وهو يصطحبنى إلى الكنيسة أمام الهياكل الجانبية وأقوم بالصلاة أمامها لكى لا ألعب مع زملائى فى الحوش الخاص بالكنيسة، وعندما كان يرى هذا الراهب الكرواتى نظرات الحزن فى عينى نتيجة عدم سماح والدى لى باللعب مع الأطفال كان يعطينى شكولاتة وحلوى وفاكهة، وحينها تأثرت وأحببت الدخول إلى الرهبنة لكى أحصل على الشكولاتة والحلوى، خاصة وهو كان يخرجها من كم جلبابه فكنت محبا هذه الفكرة.
كنت أتوقع أن حياة الراهب فقط يعطى الحلوى، ومن ثم أبلغت والدى، والذى رفض فى بداية الأمر لصغر سنى، ولكنه عندما شاهدنى متمسكًا بالأمر وافق ودخلت بالفعل، وكنت فى دير أبودرجا بالإسكندرية، ودرست الإعدادية به، ومن ثم انتقلت لدير كفر الدوار وأكملت دراستى الثانوية به، إلى أن سافرت لدراسة الفلسفة والإعلام بإيطاليا وأيضا مجرد صدفة، لأننى كنت أرغب فى دراسة الفن.
أما بالنسبة لنا الرهبان الفرنسيسكان فملبسنا يبدو غريبًا، فهو ملبس القسيس فرنسيس ودورنا جديد ومختلف فبجانب الحياة الجماعية داخل الأديرة من الصلاة والنذور أى الفقر وعدم امتلاك الأشياء وعدم تزوج البتولية والطاعة، ولكن كان دورنا يشمل أيضًا بخدمة العالم والمجتمع عن طريق الأعمال الخيرية، سواء المستشفيات والملاجئ ومساعدة الفقراء، بالإضافة إلى الأعمال التثقيفية، من خلال المدارس الخاصة بنا فى معظم أنحاء العالم، بجانب المراكز الثقافية كالمركز الدراسى والمركز الكاثوليكى المصرى للسينما، فنحن نختلف عن الرهبنة فى مصر، والتى يمكث فيها الرهبان داخل الأديرة بالصحراء وقليلًا ما يخرجون منها، ولكن الرهبان الفرنسيسكان يتميزون وينتشرون فى كل مكان بالعالم ويخرجون خارج الأديرة ويخدمون داخل المجتمع.
■ ما دور المركز الكاثوليكى للسينما له فى مواجهة السلوكيات السلبية فى المجتمع؟
- هناك أدوار عدة نقوم بها كرهبان، أولا، وكمركز كاثوليكى للسينما فمن خلال حملات التوعية فى مدارس الفرنسيسكان وأنا عن طريقى أحرص على تقديم شتى أنواع الفنون التى تمس المجتمع وتحدث لديه توعية تربوية، وأيضا أقوم بكتابة مقالات للتوعية ومواجهة بعض السلوكيات، عن طريق قصة وأقوال والمقابلات التليفزيونية لتغير بعض السلوكيات، وأحرص من خلال تعاملى على أرض الواقع أن أؤكد معانى الحب وتقبل الآخر وتقديم أنواع وعروض فنية تليق بالأسرة المصرية، كما يحرص الآباء والرهبان على تأكيد معانى المحبة وتمنع الأطفال داخل المدارس من الكلام فى الدين والسياسة بين الطلاب، ويقوم المركز على تقديم التكريمات فى المسابقات المختلفة لجميع أطياف المجتمعين مسلمين ومسيحين، ويتضح ذلك فى جوائز الصحافة ولجان التحكيم، وأسعى من خلال هذه التصرفات على مواجهة السلوكيات المتعصبة ولا بد من عكس هذه الصور دون تصنع، فأنا أرغب أن تكون علاقات الأخوة والمحبة بين الناس دون تصنع، وبدا ذلك واضحًا فى إحدى المناسبات «قدم الدير أثناء حفل وترانيم الميلاد الذى تزامن مع تفجير مسجد العريش، الهدايا التذكارية والآيات القرآنية فى الكنيسة من أجلهم».
■ تجمعك علاقات وطيدة مع العديد من الفنانين.. فماذا عن هذه العلاقات وكيف نشأت؟
- أنا محب جدا لكل الفنانين وهم يبادلوننى نفس المشاعر، وكنت على علاقة وطيدة بالكثير من الفنانين، زبيدة ثروت وهند رستم وعادل إمام، وكنت أجلس مع آمال فريد وجورج سيدهم وفؤاد خليل دايمًا ونتناقش فى موضوعات متنوعة، جمعتنى بهند رستم علاقة خاصة، حيث كانت جارتى من الإسكندرية وكانت تجمعنا نفس التوجهات إزاء موضوعات مختلفة، كل جمعة كانت تجمعنى بها جلسة وكنت أعتبرها رمز التواضع والمرأة التى تتمتع بكل معالم الإتيكيت واتخذتها نموذجا للراهبات والرهبان أثناء تعليمهم تلك القواعد، لم اعرف كيف بدا الأمر، ولكنه فجأة، اتخذت علاقتى بالفنانين بعدا إنسانيا وتبادل الزيارات وحضور المناسبات السعيدة، وكنا نساند بعضنا البعض فى المصائب قبل الأفراح، مثل هذه الأيام زكى فطين عبدالوهاب ينفق كل أمواله على مرضه ولا أحد يشعر به، وسيتم تكريمه فى المهرجان المقبل، محمد أبوالحسن، الكثير ظن أنه توفى وهو على قيد الحياة، ونظيم شعراوى الذى حدثتنى زوجته لكى أذهب له وجدته برأسه المعتاد الضخم وجسده مثل الأطفال، أصابتنى قشعريرة فكيف أصبح ذلك؟ تلك الزيارات تخلق روحا رائعة بينى وبين الفنانين، زهرة العلا الكثير يظن أنها توفيت، وأعلم الكثير عن الفنانين، ولكننى لا أبوح بأى شيء يخصهم، إلا بمعرفتهم، محمد شرف زرته بمنزله وبكى بالدموع عندما رآني، فأنا حريص كل الحرص على زيارة المرضى منهم وتقديم واجب العزاء لهم، وأقوم أحيانا بالذهاب بنفسى للمقتدرين منهم وآخذ منهم الأموال لمساعدة محدودى الدخل، ويشهد الله أن الفنانة فيفى عبده أكثر المتبرعين، وبأرقام كبيرة، ولا تقصر نهائيًا تجاه اللى تعرفه واللى متعرفوش، ولا أحد يعرف ذلك فهى نموذج أكثر من رائع.

■ ماذا يقدم المركز الكاثوليكى للسينما لرواده؟
- ٦٨ عاما مرت على إنشاء المركز الكاثوليكى للسينما، فى هذا العام الجديد أن يقدم فقرة غنائية واحدة بالمقدمة أو الخاتمة، ويحمل المهرجان اسم الراحل المخرج سمير سيف، وتمت دعوة ممثل أجنبى كبير صعب الإفصاح عنه، لأنه إذا رفض سيكون الأمر سيئا، ونحرص دائما على اصطحاب فنانين شبابا، مثل دعوة نور كعضو لجنة تحكيم، وللأسف لم يسعفها الحظ، لأنها منشغلة بعمل فى هذا الوقت، وأيضا كان مصطفى شعبان وكان حريصا جدا على الحضور ومشاركة الأفراد والأطفال كان رائعًا، ومعه مجدى كامل، وأيضا سوف نقدم رسالة هى خدمة الجميع، سواء داخل مصر أو خارجها بجانب الخدمات الخيرية التى نقدمها مع الفنانين وعند زيارتنا المستشفيات، بالإضافة إلى أننا نمتلك أقدم أرشيف فنى فى الشرق الأوسط، فقد تبنى المركز على عاتقه مسئولية التوثيق لتاريخ السينما المصرية منذ عرض الأفلام الروائية الأولى، مثل فى بلاد توت عنخ آمون عام ‏١٩٢٤، ليلى ‏١٩٢٧‏ وعندما ظهرت أول محاولة لتأسيس نادى الفيلم المصري، فإن اجتماعاته توقفت لعدم وجود مقر للنادي‏ أيضًا قام المركز باحتضان هذا النشاط الثقافى المتعثر، ليكون مقرا دائما لهم‏ أما بالنسبة للمهرجان السنوى لأفلام السينما المصرية الذى ينظمه المركز منذ عام ‏١٩٥٢‏ فهو أول مهرجان سينمائى منتظم فى مصر.

■ تحمل الموسيقى رسالة سلام بين البشر وكيفية تأثيرها على الإنسان.. كيف ترى ذلك؟
- أنا أسعد فقط عندما أرى النوتة الموسيقية، فكيف حالى إذا تم سماعها، فالموسيقى هى اللغة الوحيدة التى يفهمها العالم بأكمله لا خلاف على محبتها، إلا المتطرفون هم فقط الذين يلعنونها ويحرمونها، فاللغة والسياسة والعديد من المجالات يمكن أن تفرق بين الشعوب، ولكن الفنون، وخاصة الموسيقى، تجمع بين الشعوب، ومن هنا أهواها وأنشرها بين جميع الموجودين، فتخيلوا معى حال مصر وشعبها إذا امتلزت أرواحهم بالمحبة والموسيقى سيعم السلام بيننا، لسبب واحد فقط مواجهة الإرهاب لا تقتصر على النواحى الأمنية فقط، فالفنون بأنواعها لها دور بارز، كنت قناصًا بالجيش المصرى كنت أبرز ما أقوم به النشان ولا مرة خاب نشاني، ولكنى بعدما خرجت من الخدمة العسكرية يستحيل أن أعرف أمسك سلاحا، لأننى ممتلئ بالحب والرضا والفنون التى شكلت وجدانى وجعلت منى إنسانا آخر.
■ كيف ننشر الاهتمام بالفن؟
- المنزل أولا، والمدارس ثانيا، لكنها قامت بإلغاء حصة الموسيقى التى هى أهم من كل شيء، والتوعية من دور العبادة، وتقديم هذه الأنشطة حتى نملأ أبناءنا بأشياء جيدة وإيجابية ولا نتغافل عن دور الإعلام، لا ننسى أن الفن أصبح سيئا لأنه بات يقدم أشياء سيئة للمجتمع، فنعود بالإعلام والفن إلى الوراء حتى نصبح فى المقدمة.
■ كيف أسست كورال كنيسة سان جوزيف؟
- كورال كنيسة سان جوزيف حصاد تعب الأعوام السابقة الذى أسسته بقلبي، يحضر لنا ٢٠٠٠ شخص مسلمين ومسيحين، عند وقوع حادث أطفال المعهد الأزهرى قمنا بإهداء الكورشيت من أجل الضحايا الأطفال وأيضا فى حادث الـ٣٠٠ شهيد بحادث مسجد الروضة بالعريش، ففى وقتها أيضا قلت سنقدم الكورشنتو من أجل الشهداء، هذا هو السلام والدين والمحبة للآخرين وما أزرعه فى الراهبات والرهبان والكورال حتى يسموا بأنفسهم.
■ كيف ترى فيلم The Two Popes.. البابا بيندكت والبابا فرنسيس؟ وما الهدف منه؟
- فيلم جرئ جدا، والمخرج هنا درس جيدا المحتوى الذى قدمه، وأظهر أنه نادرا ما يحدث فى تاريخ الكنيسة أن يستقيل الأب عن كرسى البابوية، لأنها صعبة، ولكنه فعلها ففيلم The Two Popes أشبه بسيرة ذاتية وقدم بشكل جيد جدا وتكلفة مرتفعة، لكن فى إطار سياسى تاريخى مليء بالدراما، إذ تدور قصته عن الكواليس فى سياسات الفاتيكان، وسيرة ذاتية مصغرة عن بابا الفاتيكان الحالى فرانسيس، ودارت تلك الأحداث الدرامية حول بحث البابا بيندكت مع من يتولى بعده، وهو البابا فرانسيس عن مسارات جديدة فى الحكم تصلح لنظام حكم داخل الكنيسة الكاثوليكية، ورغم كل ذلك فقد قدم طاقم عمل الفيلم بأكمله على ما قدموه من دعاية سلسة وانسيابية، لا تصيب المشاهد بالإحباط أو تشعره بالتوجيه.
فالهدف هنا إبراز أن الفاتيكان لها لجنة مستقلة للمصروفات والبابا ليس لديه جيش حرب فقط معه حراسة أمنية لحمايته، ومعروف أن الفاتيكان لا يدخل حروبا نهائيا، ولا علاقة للبابا بأى مصروفات مادية، فهذا الأمر يخص المحيطين به، والأزمة الاقتصادية تعود لمصاريف الموكب والمساعدات المادية للغير ولا علاقة للبابا بهذا الأمر.

■ كيف ترى مسرحية أوغطينوس؟
- لم أشاهد المسرحية، لكننى شاهدت الفيلم، فقد قام بعمله المخرج الكبير سمير سيف، وهو جرئ يستطيع أن يقدم عملا قويا مثل الفيلم، وأظهر أن القديسة مونيكا أم القديس أغسطينوس، التى حاولت أن تجعله مؤمنًا وظلت تسعى فى ذلك إلى أن آمن وهو على فراش الموت واعتمد، وهنا قالت كلمتها الشهيرة، لقد انتهيت من الجهاد الأول وسأبدأ جهادى الثانى وكانت تقصد ابنها، لأن القديس أغسطينوس شخصية ممكن تكون مؤثرة فى حياة كل إنسان ممكن يضيع، وبفضل أمه المصلية الصبورة المترجية، والتى كان عندها رجاء أن ابنها يعود للحياة الدينية، أغسطينوس الوحيد الذى أبرز خطاياه للناس، ففيلم رائع وجيد جدا.
■ كيف كانت علاقتك بالراحل سمير سيف؟
- شخص بسيط مرح يجعل الجلسة طيبة بدون تكليفات، كان عظيما ودودا محبا للآخرين ومعطاء لهم، كان بشوش الوجه دائما، أحب هذا الرجل ولا أحد يأخذ مكانته عندى فقد رحل بدون أن يرحل مني.
■ ظهرت مؤخرا أفلام سينمائية مجسدة للسيد المسيح بصور غير لائقة.. ما تعقيبك؟
- بالنسبة للمسيحية لا خطأ فى تجسيد تلك الأدوار نهائيا، لكن من يقوم بعمل هذه الأفلام هم المرضى النفسيون ضعاف الدين ومنعدمى العقيدة، وأرى أن المقاطعة هى الحل الجيد لإنهاء تلك الهرطقات، مثل انتشار الفيلم المسىء للرسول محمد، هذا جهل بقيمة هؤلاء الأنبياء وعدم معرفة مكانتهم، فعدم الالتفات لهذه الأعمال خسارة مادية لهم كبيرة تجعلهم يتخلفون عن تكرار هذا مرة أخري، ورفضت الظهور للدفاع عن تلك الأفلام المسيئة حتى لا أروج أكثر لها، مثل فيلم بحب السيما ما الهدف من عمل فيلم يسىء للمسيحيين فعندما انزعجت من هذا العمل، قال أسامة فوزى الحمد لله أن النقد جعلنا نربح ماديا، قلت له عرفت الآن هدفك من هذا العمل، فالإساءة هدفها الربح وليس الفن النظيف.
■ هناك فقر فى الإنتاج المسيحى فى منطقة الشرق الأوسط.. فما تعليقك؟
- لا يوجد منتجون أو ممولين للأعمال التى تنال قبول المشاهدين، والأفلام الدينية ضعيفة لقصتها وحبكتها الدرامية، وأفضل عمل فيلم مبادئ وقيم ليس فقط مسيحى أو إسلامي.
■ هل نجد يوما أفلاما مسيحية مشتركة وعالمية؟
- أتمنى ذلك، وسبق أن تم عمل فيلم لبنانى وتمت دعوتى بالعرض الخاص «القديسة مارينا»، وكان فيلم أكثر من رائع، وأرى أن تلك الأفلام جيدة جدا وغاية فى الروعة، فكان عمل مشترك وجيد.
■ الرئيس يطالب بتجديد الخطاب الديني.. فهل الفكر المستنير ممكن أن يكون نوعا من أنواع تجديد الخطاب الديني؟
- هذه مسئولية رجال الدين، فهناك خطاب قادر على تدمير الشباب وفرمطة عقولهم، وهناك خطاب دينى توعوى وبه خدمات وقيم وأمور تخدم واقع الإنسان المصرى الذى يتمنى قضاء حوائجه، فالإرهاب والعنف فى الخطابات أمر خاطئ، ولا بد أن نتحدث عن السلام والضمير والمحبة ومن هنا تغير الناس وتتغير معهم.
■ ماذا استفاد الأقباط فى عهد الرئيس؟
- لم تحدث من قبل أن يأتى رئيس للكاتدرائية للتهنئة بالعيد، وتخصيص الأراضى لبناء الكنائس، كل هذه الأحداث طمئنت قلوبنا بشكل كبير، وأخذ خطوات سريعة فى السلام بيننا.
■ ما دور دير الدومينيكان من ثقافة وفن ومعرفة؟
- منذ زمن والدومينيكان يقوم بهذا الدور، فكان هناك الراهب جورج قنواتى وهو راهب له موسوعة كبيرة فى الفن الإسلامى أكثر من المسيحي، وقام بتجميع الكل ودوره توعوى جدا وتربوي.
■ شاهدنا مؤخرا اشتراك الراهبات فى ذا فويس.. كيف ترى ذلك؟
- هذا الأمر عادى جدا، وأسعدنى جدا، وهناك راهبات فى سويسرا وألمانيا يقمن بالغناء فى المتنزهات، والهدف هنا إدخال البهجة والسرور إلى المجتمع، وأنا فخور بهن، ومن هنا يمكن أن يتغير دور الرهبان والراهبات، ولكن لا مساس فى قسم الرهبنة الداخلية.
■ لماذا لا يتم إنتاج أعمال مسيحية، سواء فى المسرح والسينما فى مصر والشرق الأوسط؟
- هناك منتجون لا يحبون المجازفة، وهذا يرجع لفقر العمل وعدم ضمان الربح، فتلك الأسباب وراء الخوف الذى ولد تدهورا فى إنتاج المسرح.
■ هل سنرى قراءات لاهوتية جديدة للوحى المقدس من خلال أعمال درامية؟
- نتمنى تجسيد الوحى بشكل سليم وبدون خلط المفاهيم، ومن هنا أرى عملا جيدا إذا لم يمس العقائد الثابتة.