الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المعاون البطريركي للكاثوليك: مصر رجعت في وجود السيسي كما عهدناها.. الأنبا هاني باخوم: زيارة الرئيس للكنيسة أمر رائع.. وكسبنا تقنين الكنائس وتخصيص الأراضي

الأنبا هاني باخوم
الأنبا هاني باخوم في حواره لـ«البوابة نيوز»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى أحد الأحياء الهادئة فى القاهرة، يجلس على مقعده فى مكتبه بالمقر الإعلامى للأقباط الكاثوليك، حيث كان الأنبا هانى باخوم يستعد لبدء يومه، والبداية مع متابعة بعض الأعمال الإدارية، حيث يتولى مهامه نائبا بطريركيا لشئون الإيبارشية البطريركية والإعلامية ومتحدث رسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية.
فالكنيسة الكاثوليكية، إحدى أشهر الكنائس على مستوى العالم، وأحد أعمدة المسيحية فى مصر، والتى تقوم بدورها الكبير والفعال سواء الخدمى أو الروحى أو الديني، لتحاور «البوابة» الأنبا باخوم بشأن أبرز القضايا ورؤية الكنيسة الكاثوليكية تجاهها.
فإلى نص الحوار..

- فى البداية، حدثنا عن الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، وما أبرز مهامك فيها؟
الكنيسة القبطية الكاثوليكية فى مصر، ويقوم على شئونها الأنبا إبراهيم إسحاق بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية، التى كانت تشمل 7 إيبارشيات، والآن هناك إيبارشية جديدة ليصبحوا 8 فى مصر، وكل إيبارشية لها مطرانها الخاص.
وبالنسبة للإيبارشية بالقاهرة، فتضم الإسكندرية والقاهرة والدلتا، والمطران المباشر لها هو الأنبا إبراهيم إسحاق، ونظرا لتعدد خدماته فى الكنيسة الكاثوليكية فى العالم أجمع والعلاقات الدولية، فيصعب عليه إدارة كل هذا فى وقت واحد، فلذلك يقوم باختيار نائب له ينوب عنه فى إدارة الإيبارشية، وهذا هو دورى الذى أقوم به، الإنابة عن البطريرك إبراهيم إسحاق فى إدارة إيبارشية الدلتا والقاهرة والإسكندرية.
وهذا الدور له ثلاثة أبعاد، البعد الأول هو الجانب الروحي، بمعنى كل ما يخص الصلوات والطقوس والصلوات الدينية التى تتم فى الكنائس مع الشباب، ومع العائلات فى مدارس الأحد وكل ما يخص الكنيسة.
وجانب إدارى وهو كل ما يخص حالات الإدارة اليومية للإيبارشية من الأملاك والمدارس وجميع المؤسسات الإدارية.
والجانب الذى يخص الدولة مثل الأمور التى تحتاج إلى تمثيل يخص الدولة أو بعض الأمور التى تحتاج إسنادا قويا مثل إنهاء قانون الأحوال الشخصية، فأنا أساعد فى هذا.

وما الدور الذى تقدمه الكنيسة فى مواجهة تحديات العصر مثل الغلاء، والتكنولوجيا الحديثة ومخاطرها، والإلحاد كظاهرة منتشرة، والبطالة؟ 
- مما لا شك فيه أن الخمسة عناصر التى تم ذكرها هى جميعها مخاطر وظواهر تواجه المجتمع بأكمله، لكن الكنيسة لها عدة أدوار تقوم بها، فالانتحار أصبحت تتكرر حالاته.
وتلك الظواهر يمكننا أن نقسمها إلى شقين، الأول اقتصادي، مثل الغلاء مثلا، ولأن الإنسان كتلة متكاملة، فتهتم الكنيسة الكاثوليكية بالجسد وتحاول توفير فرص عمل فى مدارسنا أو مشاريعنا التنموية التى نقوم بها، أو فى المستوصفات والمستشفيات فكل ذلك خدمي، فمن هنا نحاول أن نخفف البطالة بشكل كبير، ونحاول أيضا محاربة الغلاء، لأن الكنيسة الكاثوليكية دورها الأول هو الدور الروحي، لمساعدة الأشخاص إلى التقرب من الله ودعمهم وجذبهم إلى حب الله والقرب منه، لكن الإيمان يقول إن الإنسان ليس فقط هو روح، ولكنه هو علاقة وطيدة بين نفس وروح وجسد، فالبعد الثلاثى هنا هام جدا، ولا أستطيع أن أحدد أن الكنيسة دورها فقط البعد الروحى للإنسان، لأن الإنسان وحدة كاملة، ولا نستطيع فصل أحد الأجزاء عن الأخرى حتى لا يحدث خلل، فالكنيسة الكاثوليكية تقوم بدورها الروحى وهو الوعظ والصلاة وإنشاء الكنائس.
وأحب أن أنوه إلى أن الكنيسة الكاثوليكية فى مصر لديها 170 مدرسة، فهناك بيوت كبيرة مفتوحة من وراء تلك المشروعات، مثل هذا المقر مثلا، فهنا أكثر من 20 عامل وموظف، فهذه فرص عمل للجميع وليست حكرا على الكاثوليك فقط بل والمسلمين أيضا، فالمدرسة خدمة عامة للجميع، وذلك لمحاربة الغلاء.
والجانب الثالث هو البعد الروحي، الذى من خلاله نحارب الإلحاد، لأنه صعب جدا أن يقول الإنسان أن الله غير موجود، لأن الإنسان بطبعه كائن متدين، منذ أن بدأت الخليقة.


 وما الأثر الذى تركته التكنولوجيا الحديثة وحروب الجيل الرابع؟
- لقد أصبحنا مستهلكين، فالاستهلاكية التى أصبحت فى دمائنا جعلتنا نبحث عن الجديد دوما، وأن ما نعيشه الآن هو شيء غير جيد، فجعلتنا دوما نبحث ونلهث وراء المخفى عنا، وذلك كان وراء عدم استقرارنا نفسيا.
فأجد دوما الشباب والفتيات والكبار أيضا يتصفحون الجوالات فى بداية اليوم قبل أن يقوموا بعمل أى شيء آخر، فلا يستطيع شاب أن يصمت خمس دقائق بعيدا عن التكنولوجيا، وهذا لا ذنب للشباب فيه ولكنهم تربوا على أن يكونوا مستهلكين وليسوا منتجين، فأمام التحديات مثل عدم القدرة على الزواج، أو العجز أمام مواكبة العصر، فمن الممكن أن يتعرض شاب للتنمر لمجرد أنه لم يرتد مثل ثيابهم أو شراء نفس الهاتف، فكل هذه الأمور التى فسرتها تؤدى بنا إلى ظاهرة الانتحار التى يصعب على الشخص موجاتها، فالواقع أصبح مؤلما جدا لتلبية ما نحتاجه، فالنفس هنا تواجه أشياء كثيرة لا أحد يستطيع مواجهتها.

 وماذا عن دور الكنيسة فى خطابها الدينى الجديد؟
- دائما الكنيسة تقوم بدورها فى الخطاب الدينى ومستجداته دائما ثابتة، ودائما مرشدنا ومصدرنا واحد هو «الكتاب المقدس»، والكتاب المقدس هو يفسر ويفعل حسب الاحتياج اليومي، وأنا أسميه «الغذاء».
لأنه لما الواحد يأكل الأكل يدخل لكل الأجهزة الداخلية وكل جهاز يأخذ ما يفيده فى، الكلى لها أغذية والأمعاء لها أغذية أخرى تفيدها، فالكتاب المقدس كذلك، ويجب أن يكون الخطاب الدينى كلمة ترتبط بوجود الإنسان وتعايش واقعه اليومى وتخاطب حياته قبل أن تخاطب فكره.
وللأسف كثير فى العظات تخاطب الفكر فقط وهذا خطأ، فالخطاب الدينى عليه أن يحاكى واقع الإنسان اليومي، فالخطاب عليه أن يفعل حسب احتياج الإنسان اليومي، علينا أن نخاطب احتياجات البشر احتياجات يومية تخاطب حياته قبل فكره، ومشكلاته الأسرية وظروف المرض الذى يتعرض لها.
فالخطاب هنا يساعد الإنسان على دوره الحياتى وليس فقط القيام بتعليمه أصول الدين الذى يعرفها الأجنة فى بطون أمهاتهم، فالله يتدخل فى الحياة يعطيها معنى حتى لو كانت أحداثا مؤلمة يهون علينا ألمنا

 ما زالت المثلية الجنسية تثير الكثير من الجدل، فما موقف الكنيسة الكاثوليكية؟
- لا بد أن تحدد الكنيسة الكاثوليكية الآراء تجاه المثليين، لأن هناك أقاويل متعددة، لكن الكنيسة لا تدين الأشخاص بل تدين الأفعال التى يقوم بها الإنسان، فهل أصبح ذلك فعليا ظاهرة ونتج عنها خلل نفسى أو فكر وثقافة تبيح ذلك الفعل، فهناك بيئة ينتج عنها هذا الفعل وبيئة أخرى لا تسمح بذلك.
والمشكلة أن المثلية أصبحت شيئا متاحا، فحتى من ليس له اتجاه أو ميول، أصبح لديه فضول التجربة وبعد التجربة أصبح الموضوع اعتيادا، وهناك أزمات مثل عدم القدرة على الزواج أو تحمل المسئولية أو الحب لفتاة وتحل معه مشقات الحياة، فتعاليم الكنيسة واضحة جدا فى هذا الأمر، فليس لدينا الحق أن نقول لشخص أنت مخطئ، فكل دورنا دور توعوى وتربوى وفتح طريق الرجوع عن تلك المعصية، فنحن لا ندين المخطئ بل الفعل ذاته ونستنكره وبشدة، ونحاسب المذنب إذا أدركنا أنه قام بالخطأ الشنيع الذى لا يرضى الله، فهذا أمر ضد الطبيعة وضد رغبات الله وإلا كنا خلقنا بهذه الطبيعة.



وماذا تستهدف الكنيسة من مكتب المشورة الذى تم تنفيذه؟
- ما زلنا فى صدد تكوينه، وخلال أسبوعين سأقوم بنفسى باللقاء المحاضرات فى القانون، لأننى حصلت على الدكتوراه فى ذلك المجال، ولمكتب المشورة دور قوى جدا، خاصة فى هذه الأيام التى نعيشها، والتى تشهد قلة الوعى بشكل ملحوظ ومساعدة كل الكنائس على تأسيس اجتماع للأسرة لكى يتدارسوا قضايا الأسرة المختلفة، مثل سن المراهقة والصعوبات التى تواجه العائلة الحديثة فى عصر الاستهلاك.
وتعتبر الأسرة أكثر مؤسسة معرضة للهجوم المباشر من الثقافة الاستهلاكية مع ارتفاع نسب الطلاق، وأيضا للمخطوبين وحديثى الزواج لهم نصيب من اهتماماتنا كبير، وسوف نعد أناسًا خصيصا لهذا الأمر حتى يتمكنوا من عملية النصح والإرشاد ونتمنى أن نكون معهم عند بداية الأزمات ونتابع مع المتضرر حتى تحل تلك المشكلات.

لماذا تأخرت الكنيسة الكاثوليكية فى الانضمام إلى الطوائف للتوقيع على مسودة قانون الأحوال الشخصية؟
- هذا الأمر غير صحيح تماما، وأؤكد أننا لم نتأخر إطلاقا، لأنه تم الاتفاق بين الثلاث كنائس «إنجيليين وأرثوذكس وكاثوليك» على مسودة واحدة، وفيها مشروع القانون الذى يقدم للدولة، وبالفعل قمنا جميعا بعقد اجتماع منذ عام مضى وجلسنا.
ولكن الكنيسة الكاثوليكية ليست فقط فى مصر، فقد تخطينا المليار، ولدينا 21 كنيسة بجميع الثقافات والمناطق بأمريكا وآسيا وأوروبا، وتعدد العادات وطرق العبادات، فكان علينا أن نقوم بترجمة هذا القانون إلى عدة لغات تناسب الجميع فى إيصال معنى واضح لهم، ويتم إرساله عن طريق روما إلى جميع الكنائس الكاثوليكية، حتى يتم صنع عمل موحد للجميع.
فكنيستنا لا تعرف كلمة طلاق، ولدينا انفصال أو بطلان زواج، وهو ما يعنى أن الكنيسة تقر بعدم صحة هذا الزواج منذ انعقاده لأسباب مثل الغش أو العجز الجنسى أو الإكراه وهى 13 سببا.
أما الانفصال يأتى بسبب استحالة المعيشة ونفصل الزوجين عن بعض لكن دون الحق فى أن يتزوج أى منهما.
وبالنسبة لقانون الأحوال الشخصية، لا بد أن يصل للمواطنين بشكل سليم لا يزعج أحدا، فنحن لا نتحدث عن قانون مرور لكن قانون يمس جوهر الإنسان ومصيره ومستقبله، ولا بد من التوافق الكامل بين الطوائف على التعبيرات والألفاظ، ولا بد من توعية القضاة بمفردات القانون الكنسى بسبب تعقيده، ومنذ أن تسلمنا المسودة ترجمناها وأرسلناها لكل الكنائس التابعة لنا، ولكن قبل أن ينشر الحوار يتم تسليمه للدولة، ولكننى أطالب وأتمنى أن يتم عمل ندوات أو محاضرات للقضاة حتى يعرفوا المصطلحات القانونية الخاصة بقانون الأحوال الشخصية.




هل لمشروع مسار العائلة المقدسة دور فى دعم السياحة المصرية؟ 
- ما زلت أقول وأردد أن هذا الطريق هو منجم مادى يضخ أموالا هائلة لمصر لو اهتمت الدولة به، فالكنيسة تتولى هذا الأمر بشكل خاص، ولكن ما ينقصنا هو بعض الأمور اللوجستية وتهيئة المناطق السياحية لاستقبال الزوار، وهو أمر تسعى إليه الكنيسة بكل السبل، فكيف للسياح الأجانب أن يمروا وسط الطرق المتعرجة المزدحمة بـ«التكاتك» مع عدم ثقافة المجتمع المحيط بمسار العائلة المقدسة.
ولا بد من تقديم الخدمات، مثل دورات المياه، والأكشاك المتاح بها خدمات للزائرين كالمياه وليس أفرادا هواة بالشارع، حتى نحافظ على صورة مصر أمام الخارج.
فالعائلة المقدسة مسارها هام جدا لمصر ولا مانع من صرف الملايين، لأن العائد بالمليارات، فيجب علينا أولا تقديم خدمات ومرشدين سياحيين.

هل سيكون لمجلس كنائس مصر دور فعال بعد تسلمه من الكنيسة الإنجيلية؟
-مجلس كنائس مصر له دور فعال وآلية مهمة جدا، وكان له دور هادف علينا أن نعرفه، وهو توحيد الصوت المسيحى فى المجتمع، وتعبير الكنيسة ووحدتها دوره الأقوى هو أننا سويا مع بعض، هذا فى حد ذاته دور مهم وخير كبير جدا لنا، وأن نلتقى سويا فهنا نجاح دور مجلس كنائس مصر.
فاللقاء هو أسمى أنواع الاجتماعيات وأن نتواجد سويا خير كبير، إضافة إلى عمل خدمات مشتركة تهدف إلى خدمة المجتمع، فالمجلس ما زال فى احتياج تفعيل كبير، بالنسبة للصعيد نحتاج التفعيل بشكل كبير؛ لأن المجلس يضم النخبة والقادة الدينيين، ونحن نحتاج ضم الجميع، الإنسان العادي، رجل الكنيسة، كل هؤلاء لا يصلهم خير مجلس كنائس مصر.

ولماذا نجد هذا الكم الهائل من الترجمات للكتاب المقدس؟
- ترجمات الكتاب المقدس بشكل عام هى طرق لتوصل أصل الكلمة ومعناها للعصر الحديث بعد التطور اللغوى وإعادة النظر فى المفاهيم اللاهوتية لبعض الألفاظ، ويتم ذلك وفقا لثقافات الشعوب، فأنا كنت أقيم فترة فى السودان وهناك الكتاب المقدس مترجم بالعامية، وذلك حتى يستطيع الكثير فهم الكتاب المقدس، وهناك لغات قبلية وتعبيرات يصعب على الكثير فهمها، فترجمة الكتاب المقدس تسهل وصول المعنى باللغة المناسبة للبيئة المحيطة.

وما الفرق بين الكاثوليك فى مصر والكاثوليك فى أوروبا؟
- لا فرق.. فالكتاب واحد، والعقيدة واحدة، والايمان واحد، والفرق فى الأصل مثل الأقباط الكاثوليك فى مصر، فنحن مرجعنا هو قبطى كاثوليكي، واللغة القبطية والعادات القبطية، فى حين أن الموارنة تقليدهم كاثوليك ماروني، والروم الموجودون فى سوريا، فالثقافات فقط نختلف فيها، فنختلف فقط فى الطقوس أو اللغات أو الثقافة أثناء الصلاة.
وأنا هنا فى مصر بالقبطى وهو فى مكان آخر بالسرياني، والاختلاف الثانى هو قبل أن يصل كل منا على حدة إلى سلطة البابا فرنسيس كل منا له بطريركه، هنا الأنبا إبراهيم، هناك بشارة الراعي، ولكن نجتمع دوما تحت مظلة البابا فرنسيس.

وماذا عن قرارات البابا فرنسيس الأخيرة بشأن المراجعات الخاصة بالاعتداء على الأطفال؟
- أريد توضيح هذه النقطة، وهذا السؤال يظهر وكأن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان سبب القرارات، وهى خاصة بالتحرش الجنسى والاعتداء على القاصرين داخل الكنيسة، فقد أعلن البابا فرنسيس إلغاء القاعدة السرية البابوية على القضايا الخاصة بالاعتداء الجنسى على القاصرين، فى محاولة منه لتحقيق الشفافية فى مثل هذه القضايا، فكل تلك الأحداث التى تحدث وتظهر للمجتمع هى ليست وليدة اللحظة بل هى مشكلات منذ أواخر التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، عندما علمت الكنيسة الكاثوليكية بوجود صعوبات ومهرطقات.
وذلك كان نتاج تقاعس قياديين عن القيام بأدوارهم، ولا أنكر هذا، والكنيسة الكاثوليكية بمجرد علمها بهذا الخلل والصعوبات، بعد وضع مسيرة وقوانين صارم، مثل بنسلفانيا التى كان لديها أزمة كبيرة ولكنها منذ عشرين عاما منذ أيام يوحنا بولس الثاني، وعضدتها بريتكتوس، وحصد نتاجها، البابا فرنسيس حسم الأمر، فبات الأمر حديثا، وهو نتاج تراكمات، فمن يتحمل اغتصاب طفل من رجل دين، لأن رجل الدين مدعو بأن يعمل الخير ويتجنب الأذى فكيف له أن يفعل الأذى ولطفل ولا يقوم بفعل الخير.

وكيف ترى حال الأقباط فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي؟
- جميع القيادات وفى مقدمتهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، اهتموا جيدا بالتعدد والمواطنة ودمج النسيج الواحد على أعلى مستوى، وهو ما لم نشهده من قبل، ونرى رئيس جمهورية يقول فى أحد المؤتمرات «أنا لو عندى يهودى هياخد حقه واللى معندوش دين هو مواطن مصري»، ففكره وأفعاله، ومن النخبة أيضا، فى تطور وسمو، ونلاحظه بشدة ويظهر للجميع تفعيل الدستور وحقوق الإنسان سواء المسيحى أو المسلم، كلنا سواسية، فزيارته إلى الكنيسة أمر غاية الروعة والجمال، واستقباله كل بطاركة الشرق الأوسط بحفاوة.
لكن لى تعقيب وهو المحليات، والواقع البسيط ما زال هناك طلب يوضع فى الإدراج، أتمنى أن يصل السمو إلى المحليات فنشعر بما يفعله الرئيس.

وما مكاسب الكنيسة الكاثوليكية فى عهد الرئيس؟
- كسبنا تخصيص أراض، وبناء كنيسة فى العاصمة الإدارية، وقانون بناء الكنائس، وتقنين الكنائس، فلدينا 15 عشر كنيسة خلال عام 2019 من مائة كنيسة على مستوى الجمهورية، فهذا الرقم مهم وكبير، فقبل عهده شعرت بأن الوطن سلب منا، ولكن فى وجود الرئيس رجعت مصر كما عهدناها، ونعمنا بالأمن والاستقرار، ونعمنا بحضور وسط المجتمع الدولي، ونعمنا بمشاركة فعاليات شهدها العالم جميعا، كمسيحين ككل المواطنين وهذا بداية مسيرة للنمو.

وماذا عن علاقة الكنيسة الكاثوليكية بالبابا تواضروس؟
- علاقة حب واحترام، فبالنسبة لنا البابا تواضروس هو أحد رجال الله، وأنا شخصيا أكن له كل حب وتقدير واحترام على أعلى مستوى، فهو رجل لديه رؤية وواقعية، مؤمن بالله ومؤمن بالوحدة، ومؤمن بأنه لا يصح أن تنقسم الكنيسة، فالمسيرة دوما من أجل الوحدة، بمعنى أن نكون واحد رغم تنوعنا واختلافاتنا، مثل الأسرة المتنوعة فيها الرجل المختلف تماما عن المرأة، فالعائلة لا تمسح التنوع بل تمزج الأرواح وتجمعها، وجميعا قلب واحد وفكر واحد.