السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

مصطفى عبدالرازق.. شيخ الفلسفة

الشيخ مصطفى عبدالرازق
الشيخ مصطفى عبدالرازق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفى الهيئة العامة لقصور الثقافة في معرض القاهرة الدولى للكتاب، بالشيخ الراحل مصطفى عبدالرازق، والذى تنشر الهيئة أعماله لأول مرة خلال الدورة الحالية.
ولد الشيخ مصطفى عبدالرازق عام 1888 في قرية «أبوجرج» التابعة لمركز بنى مزار بمحافظة المنيا، وكان ابنًا لأسرة عريقة، اشتهرت بخدمة القضية الوطنية المصرية ونشأ في معيّة أبيه حسن عبدالرازق، أحد مؤسسى جريدة «الجريدة» وحزب الأمة، وقضى طفولته في قريته، حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وانتقل في العاشرة إلى القاهرة، والتحق بالأزهر ليحصل العلوم الشرعية واللغوية، حيث درس الفقه الشافعي، وعلوم البلاغة والمنطق والأدب والعروض والنحو وغيرها.
وفى سن الرابعة عشرة بدأ عبدالرازق يتردد على دروس الإمام محمد عبده في الرواق العباسي، فتأثر بشيخه وأفكاره الإصلاحية، وتوثقت الصلة بينهما، وصار من خاصة تلاميذه وأقربهم إليه، على الرغم من قِصر المدة التى جمعتهما، وكذلك درس أصول الفقه على يد الشيخ أبو الفضل الجيزاوي، والمنطق على يد الشيخ حسنين مخلوف، وبعد حصوله على العالمية عام 1908 بدأ خوض الحياة العامة، واختير رئيسا للجمعية الأزهرية التى أنشأها محمد عبده، والتى عنت بإصلاح التعليم في الأزهر.
وعلى خطى النهضة التى بدأها الخديو إسماعيل، سافر عبدالرازق عام 1911 إلى باريس لاستكمال دراسته العليا، فالتحق بجامعة السوربون لدراسة الفرنسية، وحضر دروس الفلسفة، ودرس الاجتماع على يد الفيلسوف دوركايم، وتلقى دروسا في الأدب وتاريخه، ثم تحول إلى جامعة ليون ليدرس أصول الشريعة الإسلامية على يد أستاذه إدوارد لامبير، وفى أثناء إقامته هناك أعد أطروحته لنيل درجة الدكتوراة وكانت بعنوان «الإمام الشافعى أكبر مُشرّعى الإسلام»، وعاد إلى مصر عقب نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914.
كان عمل الشيخ عبد الرازق بالفلسفة، نقطة تحول في تاريخ دراسة الفلسفة الإسلامية، حيث قدّم تصوره في نشأة الفكر الفلسفى الإسلامى لم يُسبق إليه فأكّد على المكانة الرفيعة التى يتبوأها العقل في الإسلام، من خلال دراسته للنظر العقلى في الفكر الإسلامي، مُدعّمًا بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وتحليله لمكانة الرأى في الفكر الإسلامي.
قدّم الشيخ عبدالرازق عددا من المؤلفات، وكان «تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية» أشهر كتبه وأهمها، وكذلك كتاب «الشيخ محمد عبده»، الذى ركز فيه على الجانب الإصلاحى والفلسفى من حياة الإمام، وأيضًا ترجم «رسالة التوحيد» لمحمد عبده إلى الفرنسية بالاشتراك مع برنار ميشيل، وكان قد أُختير عضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وأيضًا في السابع والعشرين من ديسمبر عام 1945 تم تعيينه شيخا للأزهر خلفًا للشيخ المراغي، ولكن مشيخته لم تطل، حيث توفى في الخامس عشر من فبراير عام 1947.