الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة التعليمية

رئيس جامعة القاهرة يرد على شيخ الأزهر: نأخذ بمنهج القدماء لكن لا نقلدهم.. لست محسوبا على تيار معين .. والله أراد لنا الاختلاف بدليل بصمات البشر المختلفة.. نخطئ ونصيب وليس بيننا من لديه اليقين الكامل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، في تعقيبه على مداخلة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن رؤيته لتأسيس خطاب ديني جديد فُهمت بطريقة غير متوقعة، وأنه تم قياس كلامه على تيار آخر، وتحميله معاني تيار يهاجم الأزهر بإطلاق، مؤكدًا أن هذا ليس حقيقيًا، وأنه يعني ما يقوله وبدقة. مشيرًا إلى أن مؤلفاته درست منذ عام 1986 في الجامعات العربية بالسعودية.
وتابع الخشت، خلال مؤتمر الأزهر الشريف، تحت عنوان "مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي "، اليوم، أنه جاء إلى مؤتمر الأزهر ولديه رؤية يطرحها في مجال تجديد الفكر الإسلامي، وأن ما يطرحه له مجال للحوار وليس للحجاج، موضحًا أن هناك فرقا بين طريقة التفكير بالاختيار بين أمرين (إما أو)، إما معنا أو ضدنا، وأن هذا التفكير الأرسطي خاطئ؛ لأنه قائم على الفصل الابستمولوجي، والإسلام لا يقوم على هذا الفصل، مستشهدًا بالآية الكريمة: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.


وأوضح الدكتور الخشت، أن تجاوز التراث ليس كما فهم نفيًا أو إلغاء، ولكن استيعاب التراث في مركب جديد، مؤكدًا رفضه لتهوين التراث أو تهويله، مضيفًا أن من التراث ما هو حي وما هو ميت، ومنه الصواب ومنه الخطأ، وأن الأزهر مثله مثل المؤسسات الأخرى قد يصيب وقد يخطئ. 
وأشار الدكتور الخشت في تعقيبه، إلى أن العقل الديني الذي قصده ليس المقصود به القرآن، ولكن المقصود به طريقتنا في التفكير في أمور الدين، واقترح أن يدرس كتاب عبد الله دراز "دستور الأخلاق في القرآن"، وكتاب الشيخ محمود شلتوت "الإسلام عقيدة وشريعة"، مؤكدًا أنه ليس ضد الأزهر، وأنه يحترم الدولة الوطنية ذات المؤسسات، والتي لابد أن نصل فيها إلى أرضية مشتركة.
موضحًا أن من أهم الشروط لتكوين عقل ديني جديد، إصلاح طريقة التفكير، وفتح العقول المغلقة، وتغيير طريقة المتعصبين في التفكير، والعمل على تغيير رؤية العالم، وتجديد فهم العقائد في الأديان، ونقد العقائد الأشعرية والاعتزالية وغيرها من عقائد المذاهب القديمة، قائلًا: "أنا مسلم قرآنًي وسنة، ولست من أتباع المذاهب".
وكان الدكتور الخشت قد رفض في كلمته أمام المؤتمر محاولة "إحياء علوم الدين"، ودعا إلى ضرورة "تطوير علوم الدين"، موضحًا أن العلوم التي نشأت حول الدين علوم إنسانية، تقصد إلى فهم الوحي الإلهي، وأن علوم التفسير والفقه وأصول الدين وعلوم مصطلح الحديث وعلم الرجال أو علم الجرح والتعديل، هي علوم إنسانية أنشأها بشر، وكل ما جاء بها اجتهادات بشرية، ومن ثم فهي قابلة للتطوير والتطور.


وقال الدكتور عثمان الخشت، إنه بات من الضروري تفكيك الخطاب التقليدي، والبنية العقلية التي تقف وراءه، وأن تأسيس خطاب ديني جديد، أصبح يمثل حاجة مُلِحّة، ويجب أن نعيد تفكيك هذا النص البشري لكي نعيد بناء العلوم، وأنه لابد من تأسيس خطاب ديني جديد، وليس تجديد الخطاب الديني التقليدي، وأنه لا يمكن تأسيس خطاب ديني جديد بدون تكوين عقل ديني جديد، لافتًا إلى أن تطوير العقل الديني غير ممكن بدون تفكيكه وبيان الجانب البشري فيه.
وأشار الخشت إلى اعتزازه بالأزهر وبشيخه باعتباره منارة علمية لا يمكن التقليل من الجهود التي يبذلها الأزهر والإمام الأكبر على مختلف المستويات، وقال: إن الخلاف في وجهات النظر أمر منطقي وطبيعي في الأوساط العلمية، وأنه يختلف ويتفق مع الأزهر ولكنه يقدّره.
وأوضح الدكتور الخشت، أنه يطرح هذا الرأي في مقابل باقي الآراء، وأن الأمر في نهايته يحتاج إلى حوار مجتمعي جديد حتى الوصول إلى اتفاق جمعي في التشريع بواسطة مجلس النواب.