أكدت الدكتورة ماريز تادرس، أستاذ العلوم السياسية والتنمية فى معهد دراسات التنمية بجامعة ساسكس بإنجلترا أن مشروع جمع وتوثيق التراث الشفهى القبطى يسعى لإثراء فهم التراث القبطى من خلال شهادات النساء والفئات المهمشة فى صعيد مصر، نظرا لدورهم فى حفظ التراث، مشيرة إلى أن المشروع يعتمد على الشباب فى جمع التراث بديلا عن علماء الآثار والإنثروبولوجيا والتاريخ.
■ ما هو هدف المشروع؟
- يهدف هذا المشروع
إلى فهم ورصد وتوثيق التراث الشفهى للشعب القبطى فى صعيد مصر، والحفاظ عليه، هذا المشروع
فريد من عدة جوانب، منها: ويركز هذا المشروع على التراث الشفوى الشعبى للشعب القبطي،
ويسعى إلى إثراء فهمنا للتراث من خلال توثيق وجهات نظر وآراء النساء وآراء الفئات المهمشة
فى صعيد مصر، لم تحصل هاتان المجموعتان على الاهتمام والتقدير اللائقين فيما كان يتم
من أنشطة متعلقة بحفظ التراث. وهذا المشروع فريد من نوعه لأنه لا يعتمد على الخبراء
المتخصصين، بل يعتمد على الشباب من مجتمعات صعيد مصر، الذين يتم إعدادهم ليكونوا جامعى
التراث، فى العادة تتم الاستعانة فى هذا المجال بخبراء من علم الآثار والإنثروبولوجيا
والتاريخ والمجال الأكاديمى على نطاق أوسع، وهو ما لم يتم فى المشروع الحالي.
■ كيف بدأ التنفيذ الفعلي؟ كيف بدأت الفكرة؟
- كانت بداية هذا المشروع
من واقع أن التراث كان جانبًا مهملًا فى التنمية المستدامة وتمكين الشباب، ورغم هذا
الواقع فقد كنا مؤمنين أن التراث غنى جدًا، ولا يتعلق فقط بالماضى بل بالمستقبل أيضًا.
- يجب الحفاظ على كل
من التراث المادى والتراث غير المادى أيضًا، ومثلما نحن حريصون على الحفاظ على أمور
مهمة مثل المخطوطات والمبانى الأثرية والقديمة، نحتاج أيضًا إلى الحفاظ على القصص والممارسات
الشعبية والأغانى وغيرها من الممارسات التراثية التى تتعرض لخطر الاختفاء والضياع.
■ ما أهمية التراث القبطى الشفهى على المستوى القبطى والكنسى
والوطني؟
- إلى حد بعيد، كان
أهم مصدر للتراث الذى جمعه الناس هو التاريخ الشفوى للرجال والنساء المتقدمين فى السن،
ولكل منهم تاريخ طويل فى المجتمع، ويمكن أن يشاركونا ويخبرونا بما كان سائدًا فى الماضى
من معتقدات وممارسات وتجارب الأقباط منذ فترة طويلة. فى العادة نقوم بتوثيق هذا التاريخ
غير المكتوب لأنه إذا لم نفعل ذلك، فعندما يرحل هؤلاء الأشخاص، فإنهم يأخذون حلقات
كاملة من التاريخ معهم.
■ لماذا تبنت جامعة ساسكس هذا المشروع؟
تحتل جامعة ساسكس المرتبة الأولى فى العالم
فى مجال دراسات وبحوث التنمية الدولية، ومن هنا لدينا اهتمام شديد بابتكار طرق ووسائل
تساعد على إحداث تغيير اجتماعى إيجابى فى حياة الناس والمجتمع، لذلك اعتقدنا أننا سوف
نستكشف كيفية الاعتماد على تراث الناس كنقطة انطلاق لتحقيق جوانب التنمية مثل تمكين
الشباب، ومشاركة المجتمع ودعم ظهور القيادات النسائية.
- مر العمل فى هذا المشروع فى مراحل مختلفة، يمكن تلخيصها فى المراحل الثلاث
التالية:
المرحلة الأولى، مرحلة الاختيار: بدأت
باختيار المجتمعات المحلية التى نعمل بها فى صعيد مصر، ثم اختيار الشباب الذى سيشارك
فى المشروع من كل مجتمع، ثم من داخل كل مجتمع تم تحديد وإيجاد الأفراد الذين على استعداد
للتعاون معنا، وتقديم ما لديه من خبرات وذكريات ومعلومات وقصص تراثية.
والمرحلة الثالثة توظيف التراث: وتشمل تطوير مناهج مبتكرة لإيصال هذا التراث بطريقة جذابة لعامة الجمهور فى المجتمع لتحقيق الاستفادة القصوى منه من أجل التنمية المستدامة.
- كان هناك عدد من
الخصائص (الشروط) الرئيسية الواجب توافرها فى أى شخص يريد أن يشارك فى مشروع رصد وتوثيق
التراث الشعبى، منها: يجب أن يكونوا من داخل المجتمع نفسه. ويجب أن يكونوا مشاركين
نشطاء فى أنشطة الحياة العامة فى المجتمع. ويجب أن يكون نصفهم من النساء. ويجب أن يكونوا
شبابًا. ويجب أن يكون لديهم روح على استعداد للتعلم والاهتمام بتراثهم.
- نحن نؤمن بأن مصر
كلها غنية بالتراث الإنساني، لكننا نعتقد أن التراث الشفهى لشعب صعيد مصر مليء بالكنوز
الخفية، لذلك خططنا منذ البداية أن نبدأ تنفيذ هذا المشروع فى محافظتى أسيوط والمنيا
كمحافظتين كبيرتين للغاية لدى شعب كل منهما الكثير من التراث ليقدمه.
■ كيف كانت النتائج التى تحققت؟
- تم تحقيق النتائج
ببطء، لدينا الآن مئات الصور الفوتوغرافية ونصوص القصص التى نود مشاركتها المجتمع فى
الكتب المنشورة، وفى وسائل الإعلام عبر الإنترنت والتليفزيون.
- الرجاء الرجوع إلى
إجابة السؤال السابق.
■ ما مستقبل المشروع وإلى ماذا يطمح؟
- نأمل أن يواصل الشباب بناء وتطوير مهاراتهم فى جمع التراث، ومشاركة عملهم ونشاطهم مع الآخرين فى المجتمع، نأمل أيضًا أن نطبق نفس المنهجية فى أجزاء أخرى من صعيد مصر لبناء قدرات الشباب مع جمع التراث الشعبى.