الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

«هاملت الإسكندراني».. يوسف شاهين في أحضان منارة التاريخ

يوسف شاهين
يوسف شاهين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في عام 2005، جاءت المخرجة اللبنانية منى غندور، إلى مصر، بهدف إخراج فيلم وثائقي عن المخرج الراحل يوسف شاهين، لكنها سرعان ما اكتشفت أن "جو" سبق وأن قدم سيرته الذاتية في 4 أفلام، هى: "إسكندرية ليه" 1979، "حدوتة مصرية" 1982، "إسكندرية كمان وكمان" 1990 وأخيرًا "إسكندرية نيويورك" في عام 2004، الأمر الذي جعل من مهمة "غندور" شبه مستحيلة لأن الرجل غطى الكثير من جوانب حياته في تلك الأفلام، ما دفعها لإيجاد خطة بديلة ترصد من خلالها حياة هذا المخرج الاستثنائي.
استطاعت منى غندور لاحقا أن تسجل قرابة 13 ساعة مع يوسف شاهين في مجموعة لقاءات متفرقة، وثقت خلالها العديد من اللحظات والعلامات في حياته الجامحة المليئة بالتفاصيل. خرجت "غندور" من هذه اللقاءات بـ4 أفلام وثائقية، هى: "كلام في السياسة"، "اسمع يا قلبي"، "شوفته بيرقص" و"هاملت الإسكندراني"، الذي عرض أمس في مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية احتفالًا بالذكرى الـ94 لميلاد "شاهين" والتي توافق اليوم السبت 25 يناير.
يرصد الفيلم، الذي لا تتجاوز مدته الثلاثين دقيقة، السر وراء ولع "شاهين" برواية "هاملت" لشكسبير ومدينة الإسكندرية لذا حمل اسم "هاملت الإسكندراني"، حيث تؤكد منى غندور في تعليق صوتي خلال الفيلم كيف بني "شاهين" حياته على مقولة "هاملت" الشهيرة "أكون أو لا أكون"، التي منحته المثابرة والقوة طيلة 60 عاما لكي يحقق ذاته ويثبت وجوده كواحد من أهم المخرجين الذين عرفتهم السينما العربية والعالمية. لذلك كانت الشخصية التي اتسمت أزمتها بالتردد، حاضرة في الكثير من أعماله، حيث قام بأدائها محسن محيي الدين في "إسكندرية ليه" ونور الشريف في "حدوتة مصرية" وعمرو عبدالجليل في "إسكندرية كمان وكمان" وأحمد يحيي في "إسكندرية نيويورك".
أما الشق الآخر من الفيلم، فيحكي "شاهين" من خلال مشاهد أرشيفية مصورة كيف أحب الإسكندرية وكيف اعتبرها الوطن المثالي لما يجب أن يكون عليه العالم. 
تلك المدينة الكوزموبوليتانية التي تقوم على التعايش بين الأديان والتسامح بين الناس أصحاب الثقافات المختلفة. تذكر "شاهين" وفي الخلفية مشاهد من أفلامه الأربعة التي رصدت سيرته، شكل الحياة في ذلك التوقيت وكيف كان والده يرفض النزول في المخبأ خوفًا من قصف الطائرات، وحزنه على وفاة شقيقه فريدي الذي رحل في سن التاسعة، وارتباطه العميق بشقيقته الوحيدة إيريس "والدة جابي وماريان خوري".
تختتم منى غندور، تلك الوجبة النوستالجية الخالصة على سعى "شاهين" الحثيث من أجل جمع المال للسفر إلى الولايات المتحدة لدراسة السينما في معهد باسادينا، وسط تضحيات عديدة من أسرته وعائلته خاصة أمه، التي تركت جرحا بالغ الأثر في داخله عقب رحيلها.