الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

شوقي صلاح: الجهة الغربية مصدر خطر على مصر.. وأنقرة تدعم المتطرفين في ليبيا.. أستاذ قانون: الجرائم الإرهابية تراجعت في 2019.. والإخوان يحاولون تصدير الإحباط للشعب

اللواء الدكتور شوقى
اللواء الدكتور شوقى صلاح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال اللواء الدكتور شوقى صلاح، خبير مكافحة الإرهاب وأستاذ القانون المساعد بأكاديمية الشرطة، إن الداعمين للإرهاب يستغلون المنصات الإعلامية التى توفرها وتمولها تركيا وقطر لتحقيق أهدافهم التخريبية، كما تقدم دول الشر الدعم البشرى والمادى للتنظيمات الإرهابية، وأن «بقايا جماعة الإخوان»، يبذلون جهودهم لتصدير الإحباط للمواطن المصري، بالتقليل من قيمة الإنجازات التى تحققت على أرض الواقع.
وأضاف «صلاح» في حواره مع «الـبوابة نيوز»، أن أردوغان يعمل على إشغال الجيش التركى في مهام خارجية، يتم من خلالها استغراق وتشتيت قادته وضباطه وجنوده، وإبعادهم عن السياسة الداخلية، وهى سياسة يمكن وصفها بـ«شتته ولا تجعله يركز».
فإلى نص الحوار..
يتطلب الأمر أحيانا توجيه ضربات جوية للعناصر الإرهابية داخل الأراضى الليبية بالتنسيق مع الجيش الليبي مثل الضربات الجوية التى استهدفت مواقع لعناصر تنظيم داعش في ١٦ فبراير ٢٠١٦ بدرنة وسرت بعد قتلهم ٢١ قبطيًا مصريًا من العاملين في ليبيا
■ بمناسبة ذكرى عيد الشرطة الذى نحتفل به في ٢٥ يناير، ما أبرز الدروس التى نتعلمها من ذلك اليوم المجيد في تاريخ مصر؟
الشرطة المصرية سطرت بدماء شهدائها واحدة من أروع ملاحم البطولة والفداء، حيث قاومت قوات الاحتلال التى يزيد عددها على السبعة آلاف مقاتل، رغم الفارق الجسيم في التسليح؛ فقوات الشرطة كانت مسلحة ببعض البنادق البدائية وكميات محدودة من الذخائر، بينما يتسلح الجيش البريطانى بالدبابات والعربات المصفحة والمدافع.
ومع هذا دافع الجنود المصريون واستمروا في المقاومة ببسالة وشجاعة فائقة إلى أن نفدت ذخيرتهم، واستشهد في القتال ٥٠ شهيدًا وأصيب ٨٠ جريحا، بينما تكبدت القوات البريطانية ١٨ قتيلًا، و١٢ جريحًا في هذه المعركة، لذا اتخذت مصر من تاريخ هذه المعركة عيدًا لشرطتنا الباسلة.
■ ما زالت الشرطة المصرية تقدم لمصر التضحيات من أجل تحقيق الاستقرار الأمني، فهل لك أن تلقى الضوء على الدعم الذى يمكن أن يقدمه المواطن لمساعدة الشرطة في معركتها؟
«الأمن مسئولية الجميع» قاعدة يجب أن ننطلق منها، فالشراكة المجتمعية تعد ركنًا جوهريًا في مواجهة الجريمة، خاصة الإرهابى منها، فعلى المواطن دعم جهاز الأمن من خلال الإبلاغ عن الجرم الإرهابى والإرهابيين، متى وصلت لعلمه أية معلومة عن هذه الجرائم أو مرتكبيها.
وعلى المبلغ في هذا الصدد أن يطمئن أنه سيكون آمنًا حال إبلاغه عن هذه الجرائم الخطيرة، طالما قدم بلاغه لأجهزة الأمن المعنية، ولهذا عليه الاتصال فور علمه بأية معلومة تتعلق بجرم إرهابى بشرطة النجدة على رقم (١٢٢) وهى بالمناسبة مكالمة تليفونية مجانية، ويطلب من الشرطى الذى يتجاوب معه تحويله لمكتب الأمن الوطنى أو منحه رقم التليفون الخاص به للإبلاغ عن جرم إرهابي، وسوف يتحدث معك حال التواصل مع الأمن الوطنى أحد الضباط المعنيين بتلقى تلك البلاغات، وسيكون إبلاغك بهذا آمن، أى لن تعلم العناصر الإرهابية ببيانات شخص المبلغ، فتتقى بهذا شرور رد فعل الإرهابيين.
■ وما رؤيتك لمواجهة المخاطر التى تواجه مصر من الجهة الغربية، خاصة مع انتشار الميليشيات الإرهابية في ليبيا؟ 
بالفعل، الاتجاه الاستراتيجى الغربى يعد الآن هو مصدر الخطر الأكبر على مصر، نظرًا لظروف ليبيا الأمنية، حيث ينشغل الجيش الليبى بمواجهة الإرهابيين في طرابلس، بينما تقدم دول الشر الدعم البشرى والمادى للتنظيمات الإرهابية التى يتم توظيف نشاطها الهدام لليبيا ومصر معًا، ويراقب الجيش والشرطة المصرية الحدود لمنع تدفق العناصر الإرهابية من هذا الاتجاه.
كما يتطلب الأمر أحيانا توجيه ضربات جوية للعناصر الإرهابية داخل الأراضى الليبية بالتنسيق مع الجيش الليبي؛ مثل الضربات الجوية التى استهدفت مواقع لعناصر تنظيم داعش في ١٦ فبراير ٢٠١٦ بدرنة وسرت، بعد قتلهم ٢١ قبطيًا مصريًا من العاملين في ليبيا.
■ وكيف ترى الدعوات المستمرة من قبل الإعلام الموجه من تركيا وقطر، والذى يحاول زعزعة الاستقرار بمصر؟
قوى الإرهاب تستغل المنصات الإعلامية التى توفرها تركيا وقطر في الهجوم على الدولة المصرية، وخاصة أذناب جماعة الإخوان المسلمين، فهم يبذلون جهدًا جهيدًا لتصدير الإحباط للجمهور المصري، بالتقليل من قيمة الإنجازات التى تحققت على أرض الواقع.
كما يركزون على استغلال بعض الآثار الناشئة عن جهود الإصلاح الاقتصادى لدفع الجماهير للاحتجاج ضد السلطات لارتفاع الأسعار وعدم قدرة المواطن على العيش الكريم.
لذا تبذل الدولة جهودا غير عادية في منع الاحتكار ومواجهة الفساد من ناحية، وتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة من ناحية أخرى، واضطرت الحكومة المصرية إلى اللجوء لأساليب غير تقليدية لتحقيق هذا الهدف، وذلك من خلال دخول الجيش والشرطة بجانب وزارة التموين في الإسهام الفعلى لتوفير تلك السلع بشكل مباشر للجمهور وبأسعار مناسبة.
وكان للجهود الأمنية الدءوبة في مواجهة العناصر الإرهابية بالغ الأثر في خفض معدلات الجرائم الإرهابية، ويؤكد هذا الفارق الجسيم بين عددها في السنوات من ٢٠١٣ وحتى ٢٠١٨، ومعدلاتها الأخيرة في ٢٠١٩، حيث شهدت في عامها الأخير تراجعًا كبيرًا.
والرئيس عبدالفتاح السيسي أكد أن سبيل المواجهة الرئيسى لمختلف الإخطار التى تواجهها الدولة المصرية يتمثل في توحد المصريين واصطفافهم مع قيادتهم السياسية في معركة التحديات الجسام.
■ مصر تواجه الإرهاب منذ ثمانينيات القرن الماضى ولم تنته إخطاره حتى الآن، فمتى نقضى على هذه الآفة؟ 
جهود الدولة المصرية في مواجهة الإرهاب، خاصة في السنوات الأخيرة، أثمرت عن انخفاض واضح في معدلات الجرائم الإرهابية، رغم الدعم الداخلى والخارجى للتنظيمات الإرهابية المناوئة لمصر.
وتنظيم القاعدة ما زال يعمل على الساحة الدولية رغم كل جهود محاربته، إلا أن هذه الجهود لا شك أنها أنهكته لدرجة كبيرة، وإذا كانت هناك إرادة دولية عازمة على مواجهة الإرهاب فيجب أولًا أن تكون المواجهة شاملة، بمعنى أن تبتعد المواجهة عن أى عمل من شأنه دعم الإرهاب بغرض توظيفه لمصالح دولة معينة.
■ كيف نحمى شبابنا من السقوط في فخ التطرف والجماعات الإرهابية باسم الدين؟ 
لا شك أن أعداء الإسلام كان تحركهم على المستوى الاستراتيجى يرتكز على ضرب الإسلام بأيد أبنائه، لذا نرى أن التنظيمات الإرهابية الكبرى والتى ساهمت في وجودها قوى عظمى توجه سمومها بشكل أساسى لدول أغلب شعوبها من المسلمين، وبهذا نالوا من الإسلام من خلال بعض المسلمين المتطرفين.
ومن المؤكد أن جذور الإرهاب الذى هو على شاكلة داعش والقاعدة والإخوان يكمن في التطرف الدينى لأتباع هذه التنظيمات، فالتطرف يقود شبابًا للانتحار بتفجير أنفسهم، يقتلون ويقتلون من أجل عقيدة رسخت في أذهانهم، وقد ساقهم فكرهم المنحرف إلى اعتبار جرائمهم نوع من الجهاد في سبيل الله، لذا فإن مواجهة هذا التطرف تحتاج لجهود قوية من الدولة والمجتمع المدنى بكل أطيافه، خاصة المؤسسات الدينية والإعلامية والثقافية والفنية.
■ وما رؤيتك لمواقف تركيا الداعمة للتنظيمات الإرهابية في ليبيا والمنطقة؟
يستهدف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إشغال الجيش التركى في مهام خارجية يتم من خلالها استغراق قادته وضباطه وجنوده، وإبعادهم عن السياسة الداخلية، فهى سياسة يمكن وصفها بكلمة عامية «شتته ولا تجعله يركز» 
وفى الآونة الأخيرة أعلن أردوغان دعمه لحكومة الوفاق في طرابلس، ولم يقتصر هذا على الدعم السياسى فقط، بل وصل إلى دعم عسكري، من خلال اتفاق مع حكومة السراج على إرسال عناصر من الجيش التركى لدعم ميليشيات الوفاق، ووافق البرلمان التركى للأسف على هذا الاتفاق، بينما رفضه البرلمان الليبي.
■ بمناسبة الحديث عن الجهود الدولية، وتأثيراتها على حركة الإرهاب، فهل هناك من السياسات الدولية ما يؤثر سلبًا على تلك المواجهة؟
نعم وبكل تأكيد، فمؤخرًا صرح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى أنه وافق على تفعيل مشروع قانون حول ضم غور الأردن لإسرائيل، سبق وصرح مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكى بأن واشنطن لم تعد تعتبر بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية مخالفًا للقانون الدولي، وسبق ونقلت أمريكا سفارتها من تل أبيب للقدس، في اعتراف منها بالقدس عاصمة لإسرائيل، فماذا لو قام تنظيم إرهابى كالقاعدة مثلًا، بتوجيه عدة ضربات للمصالح الأمريكية والإسرائيلية تحت عنوان «القدس عربية إسلامية»، إنها فرصة ذهبية لتلك التنظيمات الإرهابية للسعى للتحول من وضعها كتنظيم إرهابي، لتصبح تنظيمًا جهاديًا يسعى لتحرير أراض محتلة، ويزعم أنه «حركة تحرير لأوطان محتلة» ومع استمرار هذه العمليات فسرعان ما ستتغير الصورة الذهنية لهذا التنظيم الإرهابى أو ذاك.